تأسر "جزيرة النمل" الزائر إليها وسط البحر بخبايا جمالها والأجواء الخاصة التي يمكن للزائر أن يعيشها حين يزورها.

تبعد جزيرة النمل مسافة 3كم عن الشاطئ الشمالي لمدينة "طرطوس" قبالة منطقة "بصيرة" السياحية، وبما أن هذه المنطقة تحوي مرفأ صغيراً فإن الرحلة إلى الجزيرة تغدو أكثر يسراً.

تمتاز "جزيرة النمل" بموقعها المميز قبالة منطقة "بصيرة" السياحية حيث تبعد عنها 3كم، وتبدو الجزيرة من الشاطئ ككتلة صخرية صغيرة تكبر شيئاً فشيئاً مع الاقتراب منها، ويمكن لزائر الجزيرة أن يقطع المسافة بالزورق السريع والذي يستغرق ربع ساعة، في حين يقوم المغامرون بقطع المسافة سباحة للتمتع بصفاء البحر واختبار القدرة على تحمل السباحة لمسافات طويلة، أما على الجزيرة فإن نشاطات كثيرة يمكن القيام بها تبدأ بالسباحة والصيد ولا تنتهي بقضاء يوم جميل لحين غروب الشمس عن آخر نقطة من الساحل

استغرقت الرحلة إلى جزيرة النمل نصف ساعة كانت بحد ذاتها مجالاً للتمتع بمشاهد لا نراها عادة سواء برؤية الشريط الساحلي لمدينة طرطوس من البحر، أو الوجود وسط البحر والأمواج.

الكنوز الطبيعية في "جزيرة النمل"

وبعد رسو الزورق على شاطئ الجزيرة بتاريخ 1/8/2013 أتيح لمدونة وطن "eSyria" توثيق مكوناتها وتضاريسها والتقاط كثير من الصور للنشاط الطبيعي الذي تشهده الجزيرة ولنشاط الناس الذين يقصدونها.

يقول المنقذ البحري "علي بلقيس" الذي رافقنا في هذه الرحلة: «لا تمتلك منطقة على طول شاطئ الساحل السوري ذلك الشاطئ الموجود على جزيرة "النمل"، فالمياه نقية للغاية بعكس المياه القريبة من البر الرئيسي، كما توجد عدة ينابيع حول الجزيرة وتحديداً من الجهة الشرقية المقابلة لشاطئ البر وأحدها غزير لدرجة أنك تشرب مياهاً حلوة نقية مكان فوران النبع، في حين ينتشر الرمل السميك في قاع البحر على مساحة واسعة وبعمق منخفض لا يتجاوز المترين، أما الجهة الغربية فهي تملك سحراً آخر بمشاهدة الامتداد الواسع للبحر، ومشاهدة الأمواج الكبيرة التي تلطم صخور الجزيرة، وبين هذه وتلك نجد سطح الجزيرة قاسياً بمكوناته من صخور وأملاح، وحيوانات قشرية متنوعة. يأتي الناس كثيراً إلى هذه المنطقة ومعظمهم من السكان المحليين سواء للصيد أو لقضاء يوم جميل في مكان لا يعلو فيه صوت فوق صوت الأمواج، وبالنسبة إلي فأنا أقضي أوقاتاً طويلة هنا بحكم عملي في البحر سواء للإنقاذ أو حتى للتمتع بالصيد برفقة الأصدقاء، وكثيراً مارافقت أناساً جاؤوا إلى هنا لقضاء يومهم».

الصيد والاستجمام على الجزيرة

تتمتع الجزر غير المأهولة بخصائص تختلف عن مثيلاتها المسكونة، فهذه الجزيرة لاتزال تحتفظ بخصائصها الطبيعية التي اكتسبتها من وجودها وسط البحر، وباختصار هي بيئة طبيعية بمعزل عن تدخل الإنسان.

يقول السيد "بلقيس": «تمتاز "جزيرة النمل" بموقعها المميز قبالة منطقة "بصيرة" السياحية حيث تبعد عنها 3كم، وتبدو الجزيرة من الشاطئ ككتلة صخرية صغيرة تكبر شيئاً فشيئاً مع الاقتراب منها، ويمكن لزائر الجزيرة أن يقطع المسافة بالزورق السريع والذي يستغرق ربع ساعة، في حين يقوم المغامرون بقطع المسافة سباحة للتمتع بصفاء البحر واختبار القدرة على تحمل السباحة لمسافات طويلة، أما على الجزيرة فإن نشاطات كثيرة يمكن القيام بها تبدأ بالسباحة والصيد ولا تنتهي بقضاء يوم جميل لحين غروب الشمس عن آخر نقطة من الساحل».

السيد "علي بلقيس"

من جهته يقول السيد "عصام سلامة" أحد سكان المناطق القريبة من شاطئ منطقة "بصيرة": «زرت الجزيرة مرتين، ورغم صغرها لا يستطيع المرء اكتشافها من أول مرة فهي بيئة بحرية صرفة كل شيء فيها جديد ومميز، وأذكر أول مرة نزلت فيها من القارب على صخور الجزيرة، حينها كاد باطن قدمي يتشوه من طبيعة الصخور الناتئة لسطح الجزيرة، فصخورها أشبه بالإبر غير الحادة، ويعود ذلك إلى حركة المياه على سطح الجزيرة شتاء وما تسببه من عمليات حت.

إن قضاء يوم على الجزيرة ينقضي بسرعة فالطبيعة الهادئة عدا صوت الأمواج، وصيد السمك وتناول الطعام والشراب، وربما النوم لعدة ساعات، وصولاً إلى قرب غروب الشمس وذلك المنظر الذي لا يمكن عمل شيء سوى تأمله وتأمل جمال الشمس وهي تنام بين أحضان البحر، كذلك يوجد على سطح الجزيرة ما يشبه "سبخات الملح" التي كونتها المياه، وقد سمعت بأن الوقوف على هذه الأسطح الملحية الطبيعية يفيد لدرء بعض أمراض المفاصل والحفاظ على حيوية الجسم».

كما التقينا الصياد "سمير عطا الله" الذي قال: «أقصد جزيرة "النمل" كلما سنحت لي الفرصة، فأنا أمارس صيد السمك وهنا أجد أنواعاً جيدة من الأسماك "سرغوس، بوري، لقّس.."، وفي نفس الوقت أقضي فترة راحة على الجزيرة، وأشرب "المتة" أحياناً لأني آتي إلى المكان قاصداً الراحة والمتعة أكثر منه للعمل.

يوجد على الجزيرة الكثير من أنواع الأصداف البحرية، وسرطانات البحر، كما يتميز محيط الجزيرة باحتوائه على "أعشاب البحر" وبعضها مفيد جداً "كحساء" يطبخ كأي طعام، حتى إن بعض طيور النورس تأتي إلى هنا والطيور البحرية والمهاجرة كنقطة استراحة، حيث تساهم فترة بقائي الطويلة هنا في التعرف على أدق تفاصيل الجزيرة وما تحتويه».

لا تكفي زيارة "جزيرة النمل" مرة واحد للتمتع بمناظرها، فشواطئها أو صخورها، وسبخات الملح فيها وأحياؤها جميعها مكونات تحتوي على العديد من أسرار الطبيعة التي تجبر الزائر على زيارتها مرة أخرى.