أربعة عقود من الاغتراب قضاها "عمر أبو سعد" في بلاد الاغتراب، لم يتخلَ فيها عن واجبه تجاه قريته "قنوات"، وهو الذي أسس فيها مشاريع تنموية وأطلق أعمالاً خيرية إنسانية.
سيرة ورسالة
أطلق "أبو سعد" أعمالاً خلقت فرص عمل للعديد من أبناء قريته، وساهم في تنمية الصناديق الخيرية ورسم على محيا المحتاجين والمرضى الابتسامة، عدا الخدمات الخيرية والإنسانية.
يتحدث" أبو سعد" /1971/ عن نشأته ببلاد الاغتراب ويقول: "عشت طفولتي المشاغبة، بين أهلي في "قنوات" التي لا يمكن لأي شخص عاش فيها ان ينسَ حجارتها وأعمدتها الأثرية، أو يقرأ عن تاريخها المجيد من خلال شوارعها وحاراتها وطبيعة الحياة الاجتماعية فيها، تعلمت في مدارسها لغاية المرحلة الثانوية ثم سافرت إلى "فنزويلا" وأنا لم أكمل بعد سبعة عشر ربيعاً من العمر، كان ذلك عام 1988".
في المغترب
بدأت رحلة العمل في "فنزويلا" كما يقول "أبو سعد" من التجارة فقد استطاع خلال عقد من الزمن استثمار مجموعة من المحالات التجارية، وبدأ بتطوير العمل نحو الأعمال الحرة الأخرى التي تحمل مردوداً اقتصادياً عالياً، ونتيجة علاقاته مع الجالية العربية وأبناء الجبل، ساهم في تكوين جمعية خيرية لأبناء الجالية في مدينة "كومانا" وهي تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والصحية والأدوية للمرضى، وفي حالة الوفاة تتحمل أعباء نفقات السفر من "فنزويلا" إلى الوطن الأم "سورية"، هذه الجمعية التي اليوم باتت منارة اجتماعية للجالية يساهم بها المئات من أبناء الاغتراب.
في "قنوات"
يرى المغترب "عمر أبو سعد" أن الهدف الأسمى من الاغتراب هو المساهمة بالتنمية سواء بالأعمال الاجتماعية أو المشاريع التي تحقق عوائد اقتصادية وتخلق فرص عمل لشباب أو فئات مجتمعية ترغب بالعمل لتغطي احتياجات الأسرة.
ويضيف: "قمت بتأسيس مشروع المدجنة الذي عام 2005 لتربية الفروج وإنتاج اللحم، بمساحة بلغت 1200 متر بطاقة إنتاجية 13 ألف طير، عملت على تغطية احتياجات السوق المحلية وتسويق المنتج إلى خارج المحافظة، حيث أوجد المشروع أكثر من عشرين فرصة عمل، إضافة إلى مشروع لإنتاج الفاكهة بمساحة 70 دونماً في منطقة ظهر الجبل، وكان لنا نصيب ببناء شقق سكنية متنوعة وإيواء العديد من الأسر، مع استثمارات خدمية وتجارية داخل قريتي "قنوات".
أعمال إنسانية
بدوره يشير "علاء زين الدين" وهو أحد أبناء قرية "قنوات" أن المغترب "عمر أبو سعد" لم يتخلَ عن أرضه ووطنه، وقد ورث ذلك عن والده الذي أسس وبنى وجهز مستوصفاً خيرياً لـ"قنوات" استفاد منه أهالي القرية، وتلقوا به العلاج الصحي والاستطبابات اللازمة، إذ استطاع أن يشكل علامة فارقة بين أفراد المجتمع، من حيث مساعداته الخيرية للمرضى والمحتاجين من داخل القرية وخارجها.
الشيخ "مهران جزان" أحد المرجعيات الاجتماعية في "قنوات" يقول: إن ما يقوم به المغترب "عمر أبو سعد" يشكل حافز للإخوة المغتربين، فحين علم ببعض المبادرات الخيرية التي عمل عليها أبناء البلدة كان أحد أهم الداعمين لها مادياً ومعنوياً، إضافة لما يقوم به من مساعدات مادية وعينية للجمعيات الأهلية، والأهم أن المشاريع التي عمل عليها ساهمت بإحياء التنمية في المفهوم الاقتصادي للبلدة، ورفد شبابها بفرص عمل لضمان العيش الكريم لهم، أيضاً لم يبخل بالمساعدات النقدية لبعض المحتاجين والمرضى سواء من داخل القرية أو خارجها.
وينوه الدكتور "أدهم خير" أن رسالة المغترب "عمر أبو سعد" تشكل قيمة وحياة وموقف إنساني خيري، إذ قل ما يعلم بمريض يحتاج لمساعدة إلا ويقدم يد المساعدة، واستطاع أن يعكس برسالته من خلال ما يسهم من تنمية مشاريع خدمية وصناديق خيرية، وجمعيات إنسانية، ومشاريع تنموية سواء مشروع المدجنة الذي خفف من أعباء التكلفة على أهل القرية، أو من خلال الشقق السكنية، أو الأعمال الزراعية التي حققت عوائد اقتصادية، وقد كان له دور مع أهالي وأبناء القرية في الضمان الصحي الاجتماعي للعمليات الاسعافية، التي من شأنها أن تنقذ المرضى من الموت مثل عمليات القلب وكذلك العجر مثل عمليات العظمية كتركيب صفائح وغيرها خاصة أن كلفتهما باهظة، فهو ساهم بشكل فعال في دعم الضمان الاجتماعي الصحي.