نماذج نباتية طبية وعطرية مختلفة تميزت بها "حديقة النباتات الطبية والعطرية" في كلية الزراعة في جامعة دمشق، من حيث نوعية النباتات المطروحة وفوائدها العديدة والتنظيم الذي يشد الناظرين إليها لناحية تقسيم كل نوع على حدة وتعريف كل نوع وما يحتويه من فوائده للطبيعة والصحة.
50 نوعاً
تم البدء بإعادة تأهيل حدائق ومزرعة مركز بحوث ودراسات المكافحة الحيوية في بداية عام 2021، بالاعتماد على طرق الري الحديث (التنقيط)، وحسب ما يؤكد الدكتور "غسان إبراهيم" مدير المركز فقد تمت المباشرة بتأسيس الحديقة الطبية والعطرية، وذلك بجلب نحو 30 نوعاً نباتياً بأعداد محدودة، واستمر العمل فيها لاحقاً بهدف ديمومتها، وخلال الفترة السابقة تم توسيع رقعة الحديقة الطبية لتشمل أنواعاً جديدة بلغت 50 من النباتات الصيفية الطبية والعطرية، وبأعداد كبيرة جداً لتكون حديقة طبية إنتاجية وبحثية لكل الباحثين.
حديقة غنّاء
يستعرض مدير المركز والمشرف على الحديقة في حديثه لـ" مدونة وطن " محتويات الحديقة من النباتات الطبية والعطرية، والتي تُستعمل أنواع منها في معالجة بعض الأمراض الشائعة كمضادة للأورام والاضطرابات الهضمية والحالات العصبية وداء السكري وعلاج مشاكل ضغط الدم وفقدان الشهية ومعالجة الالتهابات الجلدية، إضافة إلى استخداماتها في معالجة التشنج التنفسي والديدان المعوية الطفيلية والملاريا والطفوح الجلدية والوقاية من ومرض السرطان وتحسين صحة أعضاء الجسم.
الدكتور "إبراهيم" يلفت إلى أن
مركز بحوث ودراسات المكافحة الحيوية هو من عمل على تنظيم هذه الحديقة بإشراف أساتذة جامعيين متخصصين وكوادر طلابية من مختلف المراحل الدراسية، حيث تضمنت أهم الأنواع من النباتات التي تعد أكثر فائدة، وتتضمن هذه النباتات (اللافندر الخزامى) والمريمية والمليسة واكليل الجبل والزعتر والغار والختمية والمورينغا و الزيتون وحشيشة الليمون والحبق (الريحان) والمردكوش والعبيتران والكاري والزيزفون والليلك والسفندر والوردة الدمشقية وستاتس والالوفيرا والشمرة والعطرة والنعناع والشاي الاخضر والونكا والشاشات والشيكلس والزعفران والسوسن الألماني والغريب والبنفسج والستيفيا السكرية والألماسة والنعناع المائي)، إضافة إلى أبرز المشاريع التي أعدّها الطلاب في مرحلة التخرج والدراسات العليا، والتي تتناول مجال النباتات الطبية والعطرية المختلفة والتركيز على دورها في المحاصيل الزراعية.
في خدمة الطلبة
ويهدف إنشاء الحديقة وفق الدكتور "إبراهيم" إلى إدخال كل النباتات الطبية الموجودة في سورية إلى الحديقة الطبية، واستخلاص المواد الفعالة والزيوت العطرية منها وتعريف الطلاب والمهتمين بأهم النباتات الطبية والعطرية وتقديم شرح واسع عن أهمية استخدامها والفوائد التي تقدمها هذه النباتات للمجتمع، لافتاً إلى أهمية الإضاءة على عمل الكوادر الطلابية ومشاريعهم والاهتمام بها لجهة الارتقاء بهذه الكوادر الهندسية، وضرورة تنفيذ دورات تدريبية نوعية في زراعة وإكثار النباتات الطبية.
بدورهم، يؤكد عدد من الكوادر الطلابية المشاركة في زراعة النباتات بالحديقة على ضرورة الإضاءة على أبرز التجارب الزراعية الطلابية، وتعزيز المعلومات في المحاضرات النظرية بالنماذج العملية في مجال استعراض خصائص النباتات وأنواعها وآثارها على البيئة والإنسان وتوظيفها في المجالات الزراعية والتعليمية المختلفة.
وتشير الطالبة "عبير السليمان" إلى إمكانية الاعتماد على النباتات المزروعة في الحديقة في طب الأعشاب واستخدامها كمستحضرات طبية لعلاج العديد من الأمراض المختلفة وإمكانية استعمالها كبديل عن المواد الكيمياوية، بينما تلفت الطالبة "أريج اسماعيل" إلى أن هذا النشاط يعد ممتعاً ومهماً بذات الوقت، وفرصة مهمة للطلبة والمهتمين والباحثين لتعريفهم بأهمية كل نبتة ودورها في المحاصيل الزراعية وجودة التربة.