آلة القانون .. سحر الشرق بأنامل أنثوية

رولا القطب

في كل مرة تُدهشك بأداءها المميز على تلك الآلة الأصيلة القادرة على العطاء والمحاكاة مع الجمهور. شاركت باحتراف وتألق مع العديد من الفرق الموسيقية الشرقية، لتؤكد بأناملها الأنثوية أن آلة القانون قادرة وحاضرة.

المفكرة الثقافية التقت عازفة  القانون "ديمة موازيني" بتاريخ 30/8/2008 وكان الحوار التالي:

من المتعارف عليه أن أكثر عازفي القانون هم رجالاً وليسوا نساءً، من الذي دفعك لتعلم هذه الآلة الشرقية؟

هذا صحيح، لكن عائلتي تنبهت لمحبتي للموسيقا لأنني كنُت استمتع جداً عند سماع عزف  جارنا في البناء الأستاذ "حميد البصري" على آلة القانون ومع مرور الأيام تعلقت بهذه الآلة  فشجعني والديّ على تعلمها  في عمر 12 سنة مع الأستاذ "البصري"، ومن ثم تابعت بمعهد "صلحي الوادي" حتى تخرجي من المعهد العالي للموسيقا.  

هل واجهت صعوبة في ذلك؟

لم يكن هناك صعوبة لأن آلة القانون من الآلات "الكريمة"، وأقصد بذلك أنه كلما تمرن عليها العازف وبذل فيها جهداً كبيراً، فإنه سيُلاحظ هذا الجهد مباشرةً على عكس بقية الآلات الموسيقية.

برأيك ماالخصوصية الموسيقية التي تتمتع بها آلة القانون؟

بما أنني تعلمت خلال مسيرتي الموسيقية لدى استاذين قديرين هما الأستاذ " البصري" الذي تخصصت معه بالموسيقا الشرقية التراثية، ومع خبيرة أذربيجانية اتعلمت معها العزف الشرقي والتقني معاً بعزف مقطوعات موسيقية على القانون مع مرافقة البيانو، هذين الأمرين جعلاني أملك فيما بعد أحاسيس موسيقية مختلفة  بالعزف الشرقي الأصيل، والعزف التقني لمقطوعات موسيقية متجددة تملك تقنية ذات مستوى عال جداً غير موجود في المقطوعات الشرقية،  ومن وجهة نظري فإن الخصوصية الموسيقية التي تتمتع بها آلة القانون أنها آلة تراثية قابلة للتجديد والإمتزاج بشكلٍ فريد مع جميع الآلات الموسيقية.

ما الإختصاصات الموسيقية التي قُمت بدراستها في المعهد العالي للموسيقا؟

الاختصاص الرئيسي كان بآلة القانون، وثانوي بآلة البيانو، وبعد تخرجي من المعهد العالي للموسيقا اختصت لمدة سنتين مع الخبير الروسي "فيكتور بابينكو" بمادة "تحليل القوالب الموسيقية"، فأصبحت أستاذة لهذا الإختصاص بالمعهد العالي للموسيقا.

هل تطلعينا على هذا الاختصاص؟

هي مادة معقدة جداً، لأنها تحتاج من الموسيقي أن يملك ثقافة واسعة تجمع بين الهارموني- الكونتربوان- التاريخ الموسيقي للمؤلفين، حتى يتم فهمه للمقطوعة المؤلفة بشكلٍ متكامل، فعندما يملك الموسيقي ثقافة موسيقية شاملة يستطيع بذلك فهم الموسيقا من عدة جوانب موسيقية، هي حقاً مادة صعبة إلا أنها ممتعة جداً.

حدثينا عن تجربتك في التدريس الموسيقي مع الأطفال؟

لقد بدأت بمهنة التدريس الموسيقي قبل تخرجي من المعهد العالي للموسيقا فالعمل مع الأطفال ممتع جداً، لأن هناك نوعية من الأطفال يذهلونني حقاً  بالنتائج الموسيقية التي يُقدمونها رغم صغر سنهم، ففي بداية تدريسي بمعهد صلحي الوادي كان لدي أربع طلاب فقط ، أما الآن فأصبح لدي أربعين طالباً وأنا مسرورة جداً لهذا الأمر، لأنه كُلما كثر العدد كلما كان انتشار آلة القانون أكبر، وخلال فترة تدريسي أقمت لطلابي العديد من الحفلات الموسيقية في مكتبة الأسد- معهد صلحي الوادي – معهد شبيبة الأسد، وأخيراً توّج هذا الجهد الذي قُمت به مع الطلاب باعداد مسابقة لآلة القانون حيث فاز ثلاثة من طلابي بالمراكز الأولى .

ماهي أهم مشاركاتك الموسيقية مع آلة القانون؟

بالإضافة إلى أنني عازفة قانون "منفرد" فأنا عضو بعدة فرق نسائية شرقية وهي فرقة التخت الشرقي النسائي السوري- بيلسان، ولطابع الموسيقي الذي تقدمه هذه الفرقة هو موسيقا شرقية تراثية أصيلة، أما فرقة بيلسان فطابعها الموسيقي شرقي ولكن أحدث قليلاً لأنها تُقدم مقطوعات شرقية أكثر تداولاً من "الفيروزيات وأم كلثوم" ، ومن خلال الفرقتين شاركت بعدة حفلات موسيقية في  الأردن – دبي- أبوظبي، بالإضافة لمشاركتي بالعزف المنفرد في حفل "نساء من أجل السلام" .

موسيقياً، ماهو طموحك المستقبلي؟

طموحي أن يكون لدي المزيد من المشاركات الموسيقية داخل وخارج سورية وأن ينتشر موسيقياً اسم عازفة القانون السورية "ديمة موازيني" إلى بقية البلدان الأخرى.