الموسيقا الشرقية مع فرقة "وجوه" السورية
ركزت فرقة " وجوه " في مشروعها الفني منذ البداية على تقديم التراث الموسيقي الشرقي للجمهور بطريقة سهلة للسمع وقريبة من عواطف الناس دون التنازل عن المستوى الفني العالي والمحافظة على عراقتها حيث تميزت بحضورها وأداءها الموسيقي الذي أطرب الجمهورفي كل مرة بحساسية عالية جداً .
واسم فرقة "وجوه" يعبر عن لقاء عدة وجوه من الثقافة الموسيقية السورية،حيث يتحدث هؤلاء الشباب عن الهدف الأساسي وراء تأسيس فرقتهم وهو" حب الموسيقا الشرقية من ناحية، والشعوربمسؤولية إيصالها للجمهور في أحسن وجوهها من ناحية أخرى لأنها موسيقا أصيلة ذات عراقة توازي عراقة الموسيقا الغربية، بيد أنها تحتاج إلى من يقدمها بأسلوبٍ مدروس يظهر قيمتها الطربية والأكاديمية على حدٍ سواء .
وهذا في الحقيقة مادفعنا وشجعنا أكثر لإجراء لقاء مع أعضاء فرقة "وجوه " التي أسسها في البداية كلٍ من الموسيقي "وائل القاق" و"كنان أدناوي"، وعن طريقهم استطعنا اللقاء مع بقية أعضاء الفرقة، واستطعنا التعرف أكثر على "فرقة وجوه السورية" التي يتألف أعضاؤها من شبان أكاديميين صغيري السن وقليلي العدد إلا أنهم يتميزون بالتفوق على الصعيد التقني، والإنسجام الموسيقي الملحوظ فيما بينهم.
*هل لكم أن تطلعونا أكثر على فرقة « وجوه» السورية ؟
**بالبداية نشكر هذه المقدمة المميزة عن فرقة وجوه للموسيقى الشرقية التي تأسست عام /2005/م والتي تعبرعن أكثر من وجه وشكل للموسيقا الشرقية وتحديداً الموسيقا العربية التي تعنينا أكثر من بقية الأنواع الموسيقية. حيث تؤدي الفرقة موسيقا لمؤلفين سوريين - لبنانيين – مصريين- عراقيين- ومن المغرب العربي وموسيقا تركية وأذربيجانية وإيرانية والتي هي أكثر الأنواع الموسيقية القريبة إلى حد ما من الموسيقا الشرقي
*من هم أعضاء فرقة «وجوه » ؟
*أعضاء الفرقة هم أربعة عازفين أساسيين يمثلون الوجوه الأربعة الأساسية لفرقة «وجوه » وهم :
وائل القاق: إيقاع،
فراس شارستان: قانون،
كنان أدناوي: عود،
محمد نامق: تشيللو.
-وائل القاق من مواليد دمشق عام 1982م، هو مدير الفرقة الإداري وعازف الإيقاع، درس في المعهد العالي للموسيقا على يد الخبير الروسي «سيرغي خودينييف »،وهو عازف في كلٍ من الفرقة السمفونية الوطنية السورية والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، وهو عضو في فرقة «زان » الموسيقية وتجمع «كون » المسرحي .
- فراس شارستانمن مواليد الحسكة عام 1982م،عازف قانون في المعهد العالي للموسيقا درس على يد الخبيرة الأذربيجانية «ألميرا أخوندوفا » كما درس في اسطنبول على يد الخبير «جوكسيل باكتجير»، وفراس عازف في الفرقة الوطنية السمفونية الوطنية السورية. كانت له مشاركات مع «الثماني الشرقي » في عدة حفلات داخل وخارج سورية : قطر- تونس- المغرب- لبنان- الأردن- ألمانيا- إسبانيا.
- كنان أدناويمن مواليد اللاذقية عام 1984م، هو طالب في السنة الخامسة في المعهد العالي للموسيقا وعازف عود درس على يد الأستاذ الأذربيجاني « عسكر علي أكبر» من مشاركاته مسابقة العود في مهرجان الموسيقا العربية في القاهرة، وله عدة مساهمات موسيقية كعازف منفرد مع الفرقة السمفونية الوطنية السورية ومسابقة
« شبان بارعون » في تونس، والعديد من الحفلات الأخرى داخل سورية وخارجها في كل من سويسرا، مصر، الباكستان.
- محمد نامق من مواليد حلب عام 1983م، درس آلة التشيللو في المعهد العربي للموسيقا بحلب على يد الخبير الأرمني «سركيس كوشكران » والخبير الروسي « قسطنطين غووف ». عازف في المعهد العالي للموسيقا وله مشاركات كعازف منفرد مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، وهو عازف مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية. شارك « محمد »في عدة مهرجانات عربية وعالمية منها: لبنان، مصر، قطر، تونس، المغرب، إسبانيا وألمانيا.
*هل قمتم باستضافة موسيقيين للمشاركة في العزف معكم ؟
**بالطبع لقد عملت الفرقة على استضافة ضيوف موسيقيين للفرقة، حيث كانوا ضمن وجهة معينة تتعلق بخصوصية الحفلة التي تقدم فقد استضفنا المغنية السورية "ليندا بيطار"، كما أستضفنا عازفة البيانو السورية "لين جناد" وعازف الناي "مسلم رحّال" ونحن الآن في إطار استضافة عازفين آخرين من الشباب الموسيقي السوري الواعد.
*ما هي أهم مشاركات فرقة « وجوه » منذ تأ سيسها حتى الآن؟
**شاركت الفرقة منذ تاسيسها في العديد من الحفلات والمهرجانات في "دمشق" ب"دار الأسد للثقافة والفنون" وضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام /2008/م كما أننا شاركنا ببقية المدن والمناطق السورية بأمسيات موسيقية في البلاد العربية المجاورة.
*تميزت فرقة « وجوه » بتنوع الأنماط الموسيقية التي تؤديها ما الصعوبة التي تكمن في هذا الإطار؟
**في الحقيقة الصعوبة تكمن في أنه يجب عند عزف أي قطعة موسيقية يجب أن تُعزف بروحها الأصلية ونحن بدورنا نتفوق على هذه المسألة بمهارة عازفي الفرقة القادرين على الإبداع في كافة الأنواع الموسيقية حيث نؤدى جميع القطع بالشكل المطلوب والأكاديمي مع الاحتفاظ بخصوصية كل قطعة موسيقية خاصةً إذا كانت القطع "التركي" أو "الأذربيجاني".
* كيف يتم الإتفاق فيما بينكم على البرنامج الموسيقي النهائي ؟
*نحن نضع البرنامج من قطع مختلفة ومن أنماط وقوالب موسيقية شرقية متنوعة، فضمن ساعات التمرين المكثفة والطويلة لأعضاء الفرقة نتوصل بالنهاية لقرار جماعي فيما هو الأفضل لكل حفل وماهو الأنسب لكل جمهور، أي أن هناك تشاور وتمرين بشكلٍ دائم بين أعضاء فرقة "وجوه" في كافة الأمور، وبغض النظر إن كان هناك حفل مقررأولا فإننا نملك برنامج دائم الجاهزية يعزف لمدة ساعة في حال تم تقديم عرض لفرقة "وجوه" لإقامة حفل موسيقي مفاجىء خلال مدة قصيرة.
*الموسيقي " كنان أدناوي " لاحظنا أن بعض القطع الموسيقية التي عُزفت من قبل الفرقة كانت من تأليفك الموسيقي ماالذي دفعك نحو التأليف؟
**في الحقيقة بالنسبة للتأليف الموسيقي نحن نطمح في المستقبل القريب أن تكون جميع القطع المقدمة في حفلاتنا هي من تأليف الفرقة وهذا ما نعمل عليهبشكلٍ جدي، فكانت الخطوة الأولى أنني بادرت بتأليف أربع قطع موسيقية عُزف منها ثلاث قطع حتى الآن حيث نالت إعجاب واستحسان الجمهور الذي كان أغلبه من فئة الشباب، وأريد التنويه لأمرٍ هام في أن مسألة التأليف الموسيقي هي مسألة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقل الباطني الموجود بداخل كل إنسان إلا أن هذه الأمورلا تظهربشكلٍ واضح، إلا بعد تراكم الموسيقا والمخزون الموسيقي عند الفنان.
*ماهي المؤلفات التي ألفتها؟
**أنا أقوم بتأليف موسيقا شرقية، إلا أنني متفرغ أكثر لتأليف قطع موسيقية لآلة العود تحديداً، فألفت للعود سلسلة كابريسات أصبحت أكثر من أربع كابريسات. عزفت منها إثنين في إحدى حفلاتي كعازف منفرد
(الكابريس؛ قطعة موسيقية تتميز بتقنية عالية جداً ومن خلالها يظهر العازف براعته في العزف)
وألفت رقصة كانت بمثابة هدية لأصدقائي في الفرقة تدعى " برقصة وجوه" تم عزفها بانسجام هارموني كبير من قبل أعضاء "فرقة وجوه" وأذكر جيداً أنه بعد انتهاء الحفل خرج الجمهور وهويغني "Thema": اللحن الأساسي للقطعة الموسيقية، لكثرة إعجابه بهذا المؤلف.
أيضاً أُلفت مع الفرقة "اللونغا" من مقام "النهوند" وفيها قمت قليلاً بكسر قالب "اللونغا" فأصبحت النهاية عبارة عن قالب مقطع من إيقاع جديد ثلاثي 3/8 لأن اللونغا عادةً تكون بإيقاع 2 /4 من بداية القطعة حتى نهايتها فكانت خطوة جريئة نوعاً ما.
*تميزت فرقة «وجوه» بالإحساس الموسيقي الرائع الموحد بين عازفيها الذي لامس شعورالجمهور في كل مرةٍ تواجدوا فيها على المسرح كيف استطعتم توحيد الإحساس والإنسجام الموسيقي الملحوظ فيما بينكم؟
**بصراحة هذا نتيجة تراكم الخبرات عند كل عازف فكل عضو من أعضاء "فرقة وجوه" متمرس بالعزف في الكثير من الحفلات، ومدرك لأي نوع من الموسيقا التي يؤديها، حيث يستطيع ايجاد الحلول لأي مشكلة موسيقية تعترضه أوتصادفه، هذا بالإضافة للموهبة الإلهية، ونوعية الإحساس الذي يمتلكه كل عازف في الفرقة، وأعضاء "فرقة وجوه" يتمتعون بحساسية عالية جداً اتجاه الجملة، والمقام، والزخرفة الشرقية، فنحن نملك بالموسيقا الشرقية مايسمى "اللعبة" أي الزخرفة الموسيقية الشرقية أثناء العزف، وهذا بالموسيقا الأوروبية له مصطلحات وطريقة كتابة خاصة حيث أن أغلب النوطات الموسيقية الشرقية العربية لا يكتب فيها هذا الشيء لأنها تعتمد على ذكاء وسرعة بديهة العازف وحساسيته وكيفية أداءه لهذه الزخرفة الموسيقية وتوظيفها بالمكان المناسب ضمن القطعة الموسيقية.
*كيف استطعتم توحيد هذه الأمورلتقديم برامج بمستوى مهاري عال ؟
*لقد اعتمدنا على إعطاء خصوصية لكل آلة، فأثناء التمرين يتم النقاش بشكل جماعي حول طريقة عزف كل قطعة موسيقية، ومااهي الفكرة الرئيسية المراد إعطاءها للجمهورلكي تقدم برامجنا قطع موسيقية بشكل احترافي وتقني عالي المستوى على المستمع السوري، وعلى محبي الموسيقا الشرقية الذين يستمتعون بها، إلا أنهم لايسمعونها بهذه الحرفية وذلك لأنهم يعتمدون في سماعها على الأشرطة والألبومات المتوفرة في الأسواق والتي تعتمد على نوعية معينة من طريقة السمع، وطبعاً"نحن لسنا ضدها" ولكننا جددناها بشيءٍ يتناسب مع طبيعة العقل الأكاديمي، حيث ظهر إنتاجنا نتيجة بحث وتفكير ونقاش بين أعضاء فرقة « وجوه».
أما بالنسبة لطريقة العزف فكلما استمرالتعاون بين أعضاء الفرقة بالتمرين الجدي فإننا معاً نستطيع إيصال الفكرة الموسيقية بشكلٍ صحيح وبروحٍ واحدة، وهذا بدوره يؤدي إلى تنفيذ الفكرة الموسيقية بسرعة وبطريقة أنضج.
*قريبا ًسيتم إصدار كتاب من تأليف الموسيقي " كنان أدناوي" ماهي فكرة الكتاب؟
**هذا صحيح قريباً سيتم إصدار كتاب خاص بي قمت بكتابته للعود هو عبارة عن وجهة نظري خلال السنوات الخمس الأكاديمية التي درستها في المعهد العالي للموسيقا والتي اطلعت من خلالها على أكثر من مدرسة موسيقية في العزف والتأليف بمشاركتي لعدة ورشات عمل مع مؤلفين وعازفين أجانب من "روسيا" و"سوريا" لديهم خبرات واسعة متنوعة حيث استنتجت أفكارعديدة أردت تقديمها من خلال كتابي لتصبح فكرة أحد يقوم بمتابعتها أوربما قد أتابعها أنا في يومٍ ما. ويتضمن الكتاب أيضاً تفاصيل تقنية عن آلة العود وذلك استمراراً لما كتبه بعض المؤلفين (اللبنانيين - المصريين – التونسيين - العراقيين والمدرسة التركية التي تعتبر من أهم المدارس العالمية في الموسيقا الشرقية) .
*كلمة أخيرة تودون توجيهها عبر موقع esyria ؟
**نتمنى المساعده في إغناء الموسيقا السورية أكثر وذلك عن طريق الدعم الجاد للموسيقيين الذين يستحقون بالفعل المساعدة في انتشار موسيقاهم وتسليط الضوء نوعاً ما على أعمالهم، نحن نطمح أن تكون موسيقتنا العربية والشرقية هي هويتنا بشكلٍ رسمي في أي مكانٍ تحل فيه فرقة "وجوه".