"جميل ولاية".. "حلب- بيت النغم"

 هيسم شملوني

الثلاثاء 31 أيار 2011

 

لمدينة "حلب" دور كبير، ومهم في إغناء الموسيقا العربية، منذ آلاف السنين، هذا ما عرضه الباحث والمؤرخ الموسيقي "جميل ولاية" من خلال فصل من كتابه "حلب- بيت النغم"، وفي هذا الفصل عرض أسماء موسيقية من "حلب" لعبت دوراً في تطوير الموسيقا العربية وفي نشرها من "حلب" إلى مصر والمغرب العربي فالأندلس وغيرها من أصقاع الدنيا.

هذا العرض قدم في "دار الأسد للثقافة- أوبرا دمشق" في 25/5/2011، وحضر العرض مجموعة من المهتمين ومن المتخصصين بالموسيقا.

موقع eDamascusكان هناك وحول الموضوع أجرى مجموعة من الأحاديث كان أولها مع الفنان "عمر سرميني" الذي قال: «بالنسبة للأستاذ "جميل"، لا شك أنه مؤرخ كبير وضالع في تأريخ كل ما يهمنا من القرن الماضي وما قبله، هناك وجهات نظر مختلفة بين من أتى إلى "حلب" ومن لم يأتِ ومن نسبَ إليه بعض الموشحات وبعض الأعمال وهناك من لم ينسب إليه، أنا من وجهة نظري أن الأستاذ "جميل" قام بتأريخ هذه الأعمال في خضم القرن الماضي وما قبله، من أمثال "سيد درويش" و"إسحاق الموصلي" والكثير من الحلبيين، فألقى الضوء بشكل مهم جداً على دور "حلب" في أعمال مهمة جداً، لأن هناك أعلام كان قد هضم حقها، ولم تذكر، وهناك بعض من الأعلام ذكر أنها قد أتت إلى "حلب" وقدمت إلى "حلبط وهي لم تقدّم من الأعمال التي نحن إلى الآن نعمل بها، من أمثال الشيخ "بكر الكردي" أيضاً لم يذكر اسمه على صعيد الأعمال التي قدمها للمكتبة العربية الموسيقية».

وتحدث السيد "هانيبعل سعد" المدير التنفيذي لمهرجان "مساحات شرقية"، فقال: «اليوم سمعنا محاضرة رائعة من الأستاذ "جميل" كباحث وكمخرج من الستينيات، فهو متعمق بالموسيقا ومتفطن للإخراج، وخاصة إخراجه للموسيقا،  عام 1965 تفرغ للكتابة وعمل موسوعة اسمها "حلب- بيت النغم" وبعدها عمل كتاب اسمه "حلب- النغم المسافر"، وعلاقة "حلب" بمصر خاصةً، والعمل الثالث الذي يعمل عليه هو توثيق أعلام الموسيقا من القرن التاسع للقرن التاسع عشر في "حلب"، العمل هائل وخدمة كبيرة لسورية، اليوم تكلم عن تجربته بشكل عام وعن كتاب "حلب- بيت المسافر"، أيضاً سألناه وتكلم كثيراً من الباحثين والجمهور عن رأيه بالموسيقا في سورية بشكل عام وعن "حلب" بشكل خاص وتاريخ "حلب" والمجتمع الحلبي والموسيقا، وكيف استمر التراث الحلبي الشفهي من جيل إلى جيل، من المهم والرائع هذا الأمر، خاصةً أننا لا نعرف كثيراً عن تاريخنا للأسف، إلا القلائل، فهو عمل 1000 نسخة لم يشتر منها إلا 300 نسخة للأسف، أحب الترويج لهذا الشيء».

بدوره الكاتب والباحث والمؤرخ الموسيقي "جميل ولاية"، الذي قدم فصلاً من كتاب "حلب- بيت النغم"، قال: «مقدمة الكتاب، هي حوارٌ داخلي بيني وبيني، والسبب يتضح من خلال قراءة الباب أو الفصل.

 

 

وتابع يقول: «"حلب" كانت دائماً مركز تبادل تجاري، يظهر هائلاً عبر التاريخ، فقد كانت منذ الألف الثالثة قبل الميلاد مركز تبادل تجاري دولي، ويقال إن البلد الغني مادياً تزدهر فيه الموسيقا، وهذا أمر مؤكد وأورده عدد من المؤرخين، و"حلب" كانت دائماً مركز تبادل تجاري عالمي، هناك أخبار تقول إنه في القرن الثامن والتاسع قاد سورية الآشوريون ودافع عنها الآراميون بزعامة ملكهم، وبقيت المعارك مئتين من السنين انتصر فيها الآشوريون، لكن لم يرد أي ذكر لـ"حلب" في هذه السنين، يُقال عن مؤرخ ألماني إن "حلب" كانت في ذلك الزمن مدينةً كسويسرا، الطرفان المتحاربان يتفقان على أن "حلب" بعيدة عن الصراع، لأنه منها يشترون ويبيعون، فمئتين من السنين لم تدخل "حلب" تلك الحروب لأنها بقيت مدينةً تجارية، و"حلب" مع "الإسكندر المقدوني" الذي سماها باسم بلده وأحضر بعض أبنائها ليقيموا فيها وكان يفكر بجعلها عاصمة له، ثانياً، أسواق "حلب" التي هي أكبر دلالة على أنها كانت من قدم التاريخ، فأسواق "حلب" تبلغ حوالي 15كم، وتعتبر أكبر سوبر ماركت في العالم، وأكبر أسواق مسقوفة في العالم، هذه لم تأتِ من الفراغ، في (2500 ق.م) كانت "حلب" تابعة لـ"إيبلا"، وكانت "إيبلا" عاصمة المنطقة، واستولى الحلبيون على "ماري" في بعض الأوقات وأصبحوا ملوكاً عليها، والأخبار التي تأتينا عن الموسيقا في "إيبلا" تنتمي إلى "حلب"».

 

الجدير ذكره أن هذا الندوة أقيمت ضمن أنشطة مهرجان "مساحات شرقية".