"جهاد رجوب".. الفنون تبعث على الابتكار
سمر وعر
قصة عشق ربطتها الفنانة "جهاد رجوب "بالعملية التربوية، فاستطاعت تحقيق ذاتها بين الأطفال وتعلمت منهم وعلمتهم. هي تشكيلية هاوية، في لوحاتها ألوان الحياة وكان لها وافر الحظ أن تتدرب على يدي الفنان الكبير"فاتح المدرس.
المفكرة الثقافية التقتها بتاريخ 24كانون الأول2014وعن رحلتها التربوية التشكيلية فقالت: «لم يكن إختياري لمهنة التعليم من فراغ، فهي قصة عشق بدأت منذ الطفولة بحب معلماتي خلال المراحل الدراسية، وكم كانت الأمنيات كبيرة أن أكون معلمة في المستقبل، حيث تحقيق ذاتي بين الأطفال أتعلم منهم وأعلمهم، التعليم مهنة نبيلة، لأنها تعني بناء الإنسان، وهو غاية الحياة ومنطلقها، فالمعلم هو صانع الأجيال، وكلمة معلم في دلالتها تعطي صفات الإنسان الذي يعمل في هذا المجال الهام، فالصبر أهم ميزاته، ثم القدرة على التكيف مع البيئات المتنوعة التي يتعامل معها داخل غرفة الصف، وسعة الإطلاع وتطوير الأداء باستمرار، وهذا يعني الخروج عن التكرارفي الأداء وإغناء الثقافة والتجدد. إن العمل التعليمي عمل تشاركي تفاعلي بين المعلم والتلميذ، حيث ينطلق المعلم في عملية بناء الإنسان وفق الأسس والأهداف التي تعتمدها وزارة التربية،التي أخذتْ بعين الإعتبار الإرتقاء بالعملية التعليمية بعيداً عن التلقين، من خلال نظام تربويمتطور، متقدم ومنفتح على التجارب التربوية في العالم، سواء في تغيير المناهج، أوفي تطوير الطرائق والأساليب من خلال إقامة الدورات التدريبية رفيعة المستوى لكافة المعلمين، لتطوير ادائهم بما ينسجم والرؤى المستقبلية للوطن، فالطفل أصبح متعلماً باحثاً منتجا للمعلومة، وكذلك المعلم يصبح متعلماً عندما يطورأدواته بحيث تحقق التشاركية أعلى درجاتها».
وعن ثلاثية العلاقة التربوية أضافت: « جميع الأطفال يحبون التواجد قي المدرسة، ولهذا ومن أول أسبوع دراسي تتم تهيئة الأطفال ومساعدتهم على بناء الثقة مع الطفل، و بين الطفل والمعلم و بين الإرشاد الاجتماعي والطفل، ويعتبرالترابط والتواصل بين أركان العملية التربوية من إدارة، وإرشاد بشقيه الاجتماعي والنفسي ، و المعلم و الآسرة هما الأساسان الصحيحان لبناء جيل يتمتع بصحة نفسية جيدة تعمل على إنجاح العملية التربوية. ومن خلال تجربتي التربوية التي تزيد عن ربع قرن أقول لزملائي الجدد في المهنة، لابدمن الإيمان بالعمل التربوي والإستعداد لتقبل التطورات التي ترتقي بالعمل نحوالأفضل ، فعلى عاتق المعلم مسؤوليات كبيرة تتضح آثارها في المستقبل، فلا يكتفي بأنه معلم بل عليه أن يرتقي إلى حالة المعلم المتعلم الذي يتمتع بعقلية الوفرة والإنتاج».
وتتابع عن أهم مشاركاتها التربوية: «تخرجت معلمة عام 1978-1979 في حلب، ثم انتقلت الى دمشق معلمة في مدرسة الأنشطة الطلائعية، وفيها تلقيت دورات تخصصية في الفنون التطبيقية والرسم ومسرح الأطفال، وفيما بعد أساليب العمل الثقافي مع الأطفال، وتدريب تخصصي في مجال صحافة الأطفال، كما كنت منشطة ثقافية في معسكرات طلائع البعث معسكرالشهيد باسل الأسد في مجالي الثقافة والفنون الجميلة منذ 2004حتى عام ،2010، كان لي مشاركة في العديد من المهرجانات في مجال مسرح الأطفال الغنائي ومسرح العرائس، إضافة لمشاركتي بمعارض في الرسم مع المعلمين الفنانين، إضافة لحضوري التربوي خلال المعسكرات المتمثل بتدريب الدارسين في كلية التربية أثناء المعسكرات على كيفية إعداد وتنفيذ حلقات البحث الطفلية، وفي العام 2006كنت واحدة من المتطوعات لخدمة أشقائنا اللبنانيين الذين تم استضافتهم في معسكر الشهيد باسل الأسد في الزبداني .
عندما كنت ادرسْ كان لدينا في المنهاج مادة التربية الفنية بمجالاتها السمعية والبصرية، وتطور ذلك من خلال التواصل والإطلاع ولم يكن يعني لي أن اتبع مدرسة معينة، وبتشجيع ممن كان يرى ما أرسم تابعت وعملت على تطويرادائي، واستشارة الفنانين والاستماع لأراءهم وملاحظاتهم، وكان لي حظ واقرأن يدربني الفنان الكبير"فاتح المدرس" عندما كنت معلمة لمادة الفنون التطبيقية في مدرسة"هيثم الشمعة " وهومن لفت النظر الى جرأتي على التلوين، واشتقاق الألوان التي أحبها جميعاً واستخدمها بجرأة، اللون الأخضر يثيرلدي التأمل والتفكير، والشجرة لها حضور كبير في لوحاتي، اعشق ألوان التراب وخاصة أن لون التراب في سورية متنوع، لست محترفة وما زلت هاوية، وهذا ما يضفي الجمال على أعمالي برأي المشاهدين، لي مشاركاتي في معارض عدة ، كمااقمت معرضاً فردياً واحداً بتشجيع من الأصدقاء.
أرغب من الجهات التي تعمل في مجال إعداد وتأهيل المعلم ، أن تكرس الجهد على إعداد المعلم الشامل القادرعلى التكيف في عملية بناء الانسان في كل الظروف، والتركيز على الوسائل البصرية والسمعية، وخاصة في المناهج الحديثة، فالفنون الجميلة تضفي على العمل التربوي روحاً تضج بالحيوية والنشاط وتبعث على الإبتكار».
التربوية التشكيلية " مفيدة ديوب"قالت عنها « ، رسمت مظاهر الحب والعطاء والتعاون، واتخذته أسلوبا بين الناس وأبنائها الطلبة، علمتْ طلابها الحياة الحلوة، والألفة العفوية التلقائية التي تجمع بين الأحبة والأهل، مُحبة لبلدها سورية، وتعتبرنفسها مسؤولة من الله عن هذا البلد، تحب المظاهر الإنسانية والحضارية وتعمل بها، إنها لاتعرف الترددأوالخوف، بل ترسم اللون مباشرة، وبسرعة متجاوزة كل مفاهيم النسب والأبعاد، ترسم بشكل تلقائي لوحاتها متكاملة لاتنقصها الحياة والحركة ولا الحيوية، فتجد نفسك أمام أصدق المشاعرمن وئام ومحبة واحترام متبادل، فهي ليست كبعض الذين يرسمون ويشاهدون الأشياء بعين جامدة وقلوب جافة، إنها تحضر لمستها اللونية الأنثوية التي تحولت من خلال تجربتها إلى حالة تلقائية صادقة، لها فضل كبيرفي تنشئة جيل الابداع والتميزوالتفرد، وألوانها تترجم علاقتها مع طلابها والحياة والطبيعة والقيم الإنسانية».
كما قالت التشكيلية " نهى جبارة" :« هي فنانة ملونة بامتياز، تعرف عن أسرار الألوان ما لايعرفه اللون عن نفسه، لذلك نراه مطوع لريشتها، تتحاورمعه ، وأحيانا تتصارع، لتأتينا بنتيجة مذهلة، التعبيرية هي السمة الأساسية للوحتها، ترسم الطبيعة والأشخاص بطابع تعبيري خاص بها، وفي لوحات اخرى نرى التشكيل اللوني بدون هدف وبكل حرية أخذ أبعاد اللوحة كاملة، فأنتبج لوحة تأسر ألوانها الناظر لها، وترى فيها ألوان الحياة كلها ».
*يذكر أن التربوية " جهاد رجوب " من مواليد فيق 24\9\1956 نشأت في أسرة متعلمة، مؤمنة بأن العلم والثقافة هما سلاح الإنسان، وأن كل فشل هو درس جديد يجب التعلم منه.