ديمة موازيني: أعزف لنشر ثقافة السلام التي تحملها كل امرأة سوريّة
eSyria
حين تكون وحدها قائدة العزف على آلتها المميزة تكون"ديمة موازيني" عازفة محترفة بامتياز، فمن يسمع حوارها مع هذه الآلة سيدرك لحظتها معنى أن نسمع صوت هذا العزف بأيادٍ أنثوية .
"ديمة موازيني" عازفة قانون سورية، وهي أستاذة آلة القانون في معهدي "صلحي الوادي" و"معهد شبيبة الأسد للموسيقا".
eSyriaالتقى العازفة "موازيني" وكان الحوار التالي:
*من المتعارف عليه أن أكثر عازفي القانون هم رجال وليسوا نساء، من الذي دفعك لتعلم هذه الآلة الشرقية؟
** بالبداية شعرت عائلتي بمحبتي للموسيقا وخاصة آلة القانون نتيجة استماعي لها من العازف الأستاذ "حميد البصري"، ومع مرور الأيام تعلقت بهذه الآلة فشجعني والديّ نحوها، فبدأت التعلم عليها بعمر الثالثة عشر معه، وثم تابعت بمعهد "صلحي الوادي" مع الخبيرة الأذربيجانية "الميرا اخندوفا" إلى أن تخرجت من المعهد العالي للموسيقا. وبالنسبة لي لم أواجه صعوبة في التعلم لأني اعتبرت الآلة صديقتي واعتبرت العزف عليها متعة، والمتعة برأيي سبيل لتذليل الصعوبات.
*ماالخصوصية الموسيقية التي تتمتع بها آلة القانون بعد سنوات من الخبرة بالعزف؟
**بما أنني تعلمت خلال مسيرتي الموسيقية لدى استاذين قديرين هما الأستاذ "حميد البصري" الذي خصصني بالموسيقا الشرقية التراثية، والخبيرة الأذربيجانية التي تعلمت من خلالها العزف الشرقي والتقني معاً من خلال عزف مقطوعات موسيقية على القانون مع مرافقة البيانو، هذين الأمرين جعلاني أملك فيما بعد أحاسيس موسيقية مختلفة اندمج فيهاالعزف الشرقي الأصيل، والعزف التقني لمقطوعات موسيقية متجددة ذات مستوى عال جداً غير موجود في المقطوعات الشرقية، لذلك أنا أرى أن الخصوصية الموسيقية التي تتمتع بها آلة القانون أنها آلة تراثية قابلة للتجديد والإمتزاج بشكلٍ فريد مع جميع الآلات الموسيقية.
*ما الإختصاصات الموسيقية التي قُمت بدراستها في المعهد؟
**الاختصاص الرئيس كان بآلة القانون، والثانوي بآلة البيانو، واثناء دراستي بالمعهد العالي للموسيقا تخصصت لمدة سنتين مع الخبير الروسي "فيكتور بابينكو" بمادة "تحليل القوالب الموسيقية" الذي لاحظ تميزي به، وعملت كاستاذ مساعد له، من ثم أصبحت أستاذة لهذا الإختصاص بالمعهد العالي للموسيقا فور تخرجي.
*هل لك أن تعرفينا أكثر عن اختصاص "تحليل القوالب الموسيقية"؟
**هي مادة صعبة و ممتعة جداً، لأنها تحتاج من الموسيقي أن يملك ثقافة واسعة تجمع بين الهارموني- الكونتربوان- التاريخ الموسيقي للمؤلفين حتى يتم فهمه للمقطوعة المؤلفة بشكلٍ متكامل ومن عدة جوانب موسيقية.
*كيف كانت تجربتك في التدريس الموسيقي مع الأطفال؟
**لقد بدأت بمهنة التدريس الموسيقي قبل تخرجي من المعهد العالي للموسيقا، والعمل مع الأطفال ممتع جدا لأن هناك نوعية منهم يذهلونني حقاً بالنتائج الموسيقية التي يُقدمونها رغم صغر سنهم. في بداية تدريسي كان لدي أربعة طلاب فقط أما الآن أصبح لدي أربعون طالباً بالمعهدين وأنا مسرورة جداً لهذا الأمر، لأنه كُلما كثر العدد كلما كان انتشار آلة القانون أكبر، أصرّيت على نيل دبلوم تأهيل تربوي اختصاص موسيقا لتطبيق أحدث الطرق في التعليم والحصول على أحسن النتائج مع الطلاب ومن خلالها قدمت العديد من الحفلات الموسيقية لطلابي في مكتبة الأسد- معهد صلحي الوادي – معهد شبيبة الأسد، وأخيراً توّج هذا
الجهد الذي قمت به مع الطلاب باعدادهم لمسابقة لآلة القانون حيث فاز ثلاثة من طلابي بالمراكز الأولى، والآن اسعى لتحضيرهم لمسابقة القانون القادمة والتي ستكون دولية.
*ماهي أهم مشاركاتك الموسيقية ؟
**بالإضافة إلى أنني عازفة قانون "منفرد" فأنا عضوة بعدة فرق شرقية مثل "فرقة التخت الشرقي النسائي السوري"وأناالمديرة الإدارية فيها وعضوة في فرقة " زهر البيلسان"وفرقة "جسو"روفرقة المعهد العالي للموسيقا وفرقة "سيد دروش". بفضل هذا التنوع بالفرق كان لي مشاركات هامة محلية بأهم مسارح وطني الغالي سورية كدار الأوبرا السورية بكل مسارحها ومكتبة الأسد ومسرح كلية الفنون-قصر العظم-المتحف الوطني-اضافة للمشاركات الدولية و العربية-المانيا-اسبانيا- ارمينيا-مصر- الأردن –لبنان-ابوظبي-دبي-الفجيرة –البحرين- قطر.
وكان لي شرف المشاركة في العديد من حفلات استقبال الملوك والرؤساء في سورية بحضور الرئيس بشار الأسد و السيدة عقيلته(الملك السعودي-الرئيس الفرنسي ساركوزي- رئيسة الفلبين-ملك اسبانيا وعقيلته- رئيس وزراء ا-رئيسة فيلندة. حفل "نساء من أجل السلام" الذي تم بحضور السيدة الأولى ايضا وكانت مشاركة هامة بالنسبة لي لأني شعرت بفخر لأني كموسيقية انثى اشارك بعزفي لنشر ثقافة السلام التي تحملها كل امرأة سورية.
شاركت أيضاً بورشات عمل في ألمانيا و أسبانيا. أبرزها ورشة عمل حول التقاسيم في مدينة فايكزهايم الألمانية .بالأضافة إلى مشاركات ضمن المسلسلات السورية حول البيئة الشامية. حاصلة على شهادات تقدير من مهرجان البحرين للموسيقا ومهرجان قيثارة الروح.
*ماهي المشاريع المستقبلية القادمة؟
المشاريع والأفكار لا تنتهي لكن آمل دائما ان أترك لمسة إنسانية خاصة بي تميزني باذن الله.