د. عبد الرزاق السمان:استطعت أن أحقق شيئا شخصيا من خلال لون العمارة وأشكالها

هيسم شملوني

تعتبر التجربة التشكيلية للفنان د. "عبد الرزاق السمان" من التجارب السورية التي تستند على البحث النظري والعملي في آن واحد، كما أنه قد حمل تجربته على ثلاثة مناحي واتجاهات في التصوير، وهو الذي انطلق في بدايته الفنية من النحت والخزف.

المفكرة الثقافية إلتقت الفنان وعن الخطوط العامة في تجربته كان لنا معه الحوار التالي:

* في الآونة الأخيرة نجد أنه في معظم أعمالك تعمل على موضوعة الطبيعة، حبذا لو تحدثنا عن مرد ذلك؟

** في الحقيقة أنا أعمل في وقت واحد على ثلاثة مواضيع مختلفة، المنظر الطبيعي، وأعتبره واحداً من الأبحاث التي أقوم بها، ولدي مجموعة لوحات في ذلك، ومستمر بمتابعة هذه الدراسة فيه، ومجموعة أخرى عن "دمشق" القديمة وكذلك مستمر لدي مجموعة لوحات ومازلت مستمراً في  دراستها، والمجموعة الثالثة هي عبارة عن استخدام حرف أو كلمة، أحاول فيها الأقتراب نسبياً  إلى نوع من التجريد الإنساني.

* هل تحاول التهرب من الوجود الإنساني في أعمالك؟

** أنا إنسان من النوع الملتزم دينياً، وبالنسبة لي الشخص لم يعد يهمني كتشكيل، ولكن قبل التزامي سبق وعملت تشكيلياً على الإنسان، وعندما كنت في فرنسا أخذت منحى المنظر الطبيعي والأحياء الباريسية فرسمتها ورسمت المناظر الطبيعية، لكني لست ميالاً بطبيعتي للعمل على الجسد الإنساني. أنا أرى الصفاء الذي كنت أبحث عنه في الوردة والتفاحة، والشجرة تعني لي أشياءاً كثيرة.

 

*  ما الفرق في تجربتك التشكيلية بين "دمشق" و"باريس"؟

** بصورة عامة المناخ العام في باريس له تأثيرات أخرى جانبية، المتاحف والمعارض، فالجو العم الذي وجدت فيه وبسبب حبي للتعامل مع الطبيعة دفعني إلى رسم "باريس"، وهناك طرق وتقنيات استخدمتها في أعمالي لرسم باريس تناسبت مع الشكل والعمارة الباريسية، وحتى في اللون استطعت أن أحقق شيئا شخصيا من خلال لون العمارة وأشكالها، فأنا في الأصل نحات قبل أن أكون رساماً، وكنت أعمل النحت في مركز "أدهم اسماعيل" قديماً قبل دخولي إلى كلية الفنون الجميلة في "دمشق"، لذا تستهويني العمارة، وتستوقفني بجدية وتدفع بي إثارة والحماسة، وأتعامل معها بشكل حميمي جداً، فهذا الأمر تعاملت معه كما تعاملت مع مدينة "دمشق" القديمة، عندما عدت من "باريس" عملت معرضاً بين "دمشق" و"باريس"، عرضت فيه نصف أعمالي عن "باريس" ونصفها عن "دمشق" القديمة، كانت أعمالي عن "دمشق" القديمة بتقنية الألوان المائية، ولوحاتي عن "باريس" بتقنية الباستيل الزيتي.

* هل عملت بالحرف العربي خلال وجودك في فرنسا؟

** كانت هناك بدايات بسيطة جداً، ولكن عندما عدت إلى سورية تعمقت به أكثر وأخذت منحى أكثر جدية وأكثر عمقاً، لأني عملت بعدها بحثاً علمياً لصالح جامعة "دمشق" عن الفن التجريدي الغربي وفن التجريد الإسلامي، وعملت فيه مقارنة بينهما كبحث نظري، وإلى جانبه مجموعة أعمال نموذجية مرافقة للبحث النظري.

* هل تشعر بأن العملية التدريسية في كلية الفنون، قد تحدّ من حماستك كفنان، أم أن المناخ العام فيها قد يساعدك أكثر؟

** العملية التدريسية أرها محرضاً ليبقى الفنان في حالة تواصل وأستمرار مع عمله، وعلى تماس مع العمل الفني، كما يبقى على علاقة مع الفن بالشكل العام، وعندما تصل النتائج عند الطلبة إلى مستويات جيدة، يصبح لدي حافز أكبر وأقوى لأكون متقدماً عليهم، ولتكون تجربتي أغنى، حتى أستطيع إثبات موجوديتي كمعلم لهذا الجيل، ومن هنا أرى مدى أهمية تدريس الفن.

 

الجدير ذكره أن الدكتور "عبد الرزاق السمان" أستاذ في قسم الرسم والتصوير كلية الفنون الجميلة – جامعة "دمشق"، خريج جامعة "دمشق" كلية الفنون، وخريج البوزار – "باريس"، عضو نقابة اتحاد الفنانين التشكيليين، وعضو الاتحاد العالمي للفن التشكيلي في باريس التابع لمنظمة اليونسكو.