"رنا بشارة" : احساس فريد بطموحٍ كبير

رولا القطب

بأناملها الموسيقية تنسج ألحاناً عذبة تدفعك في كل مرةٍ إلى الإعجاب بتلك الآلة الصغيرة التي تعزف عليها. شاركت مع أهم القادة الموسيقيين العالميين فأثبتت قدرتها الإحترافية العالية.

المفكرة الثقافية التقت "رنا بشارة " عازفة الفلوت السورية بتاريخ 19/1/2009 في المعهد العالي للموسيقا وكان الحوار التالي:

*هل لك أن تُطلعيننا على بدايتك الموسيقية مع آلة الفلوت ؟

**بدأت دراستي الموسيقية بمعهد صلحي الوادي للموسيقا "المعهد العربي سابقاً" عام/ 1989/ بتوجيهٍ من الأهل، ودرست الصولفيج مدة أربع سنوات ومن ثم بدأت تعلم العزف على الفلوت عام /1993/ على يد الأستاذ البلغاري "مومتشيل جيورجيف"، واستمرت الدراسة حتى البكالوريا بالمعهد العربي بنظامٍ مدرسي يتضمن درسين في الأسبوع، وخلال الدراسة شاركت في حفلات أوركسترا الأطفال التابعة لمعهد "صلحي الوادي".

*كيف تابعت دراستك الموسيقية الإحترافية؟

**بعد حصولي على شهادة الدراسة الثانوية عام/ 1997 /انتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا وكلية الهندسة الكهربائية في دمشق وبدأت الدراسة بالفرعين معاً. بالنسبة للإختصاص الموسيقي تابعت الدراسة بالمعهد العالي وبدأت المشاركة بحفلات الفرقة السيمفونية الوطنية منذ السنة الدراسية الثانية حيث أنني درست على يد الأستاذ الروسي "أناتولي سيرغييف" الذي كان له الفضل الكبير برفع الأداء الموسيقي والتكنيكي لدي، وتطورت خلال فترة دراستي معه بشكلٍ سريع كما استفدت كثيراً من ورشات العمل التي كان يُقيمها عازفي الفلوت الزائرين مثل " ايناس عبد الدايم" و"ج.ك.د.كاستيلون"، كما أن مشاركتي بحفلات الطلاب المقامة سنوياً كان لها دور كبير في رفع سوية أدائي الفردي والجماعي، حيث أنني تمكنت من أداء حفل عزف افرادي بمشاركة عازفة البيانو "لمى نشواتي" في تشرين الثاني/ 2001/ بمكتبة الأسد.

*علمنا أنك أستاذة "فلوت"، فمتى بدأت بمهنة التدريس الموسيقي؟

**بدأت التدريس بمعهد "صلحي الوادي" منذ عام /2000/ وبمعهد شبيبة الأسد منذ عام /2007/ حيث أننا نسعى بشكلٍ مستمر لبناء صف الفلوت على أساسٍ قوي ومتين من أجل الحصول على عازفي فلوت يتمتعون بإمكانية موسيقية عالية.

*ماالآلية التي تتبعينها مع الأطفال أثناء إعطائهم درس آلة الفلوت؟

**لدينا عدد لابأس به من الأطفال الموهوبين نحاول العمل معهم على بناء أساس متين يُمكننا من الإستمرار والتطور لتحقيق أعلى سوية من الأداء التكنيكي والموسيقي، فالتعامل مع الأطفال سهل لأن لديهم قابلية كبيرة للإستيعاب والتطور خاصةً اذا كان الطفل يحب الآلة ويتمرن عليها بشكلٍ مستمر.

*كيف تُشجعين بقية الأطفال على اختيارآلة الفلوت، وهل هناك شروط معينة يجب أن تتوافر في الطفل كي يستطيع العزف على هذه الآلة؟

**نشجع الأطفال على اختيار آلة الفلوت من خلال الحفلات السنوية لطلاب صف الفلوت المُقامة بالمعهد، و من خلال التحضير لحفلات يحيونها بأنفسهم حتى ولو كانوا في السنة الأولى وذلك من أجل أن يعتادوا الوقوف على المسرح والأداء أمام الجمهورالذي يتألف من أهاليهم وأصدقائهم.

*من خلال خبرتك في المجال الموسيقي، ماالذي يُميز آلة الفلوت عن بقية الآلات الموسيقية الأخرى؟

**صوت الفلوت يجذب  معظم الناس باعتباره آلة عذبة ورومانسية إلا أن امكانيات الآلة أكبر بكثير فهي تعتمد على تكنيك عالي جداً سواء في الأداء الفردي أو الأوركسترالي، وليس فقط لأداء المقطوعات الغنائية والرومنسية الهادئة كما هو منتشر لدينا.

*ماهي أهم محطاتك الموسيقية؟

**أقمت عدة حفلات موسيقية "كعزف منفرد"، وشاركت مع الفرقة الوطنية السيمفونية السورية في حفلاتها المُقامة في ((سورية –الأردن- العراق- لبنان- الإمارات العربية المتحدة- سلطنة عُمان- تركيا- ايطاليا- البحرين))، كما شاركت في حفلات الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة "أحمد الصعيدي"(مصر)، "نوري الرحيباني"(سورية)، "أمين كيفين يشليشام" (تركيا)، "سيلفان غازانسون" (فرنسا)، "ادوارد ميلكوس"( النمسا)، "جيورجي تشيتشينادزه" (جورجيا)، أما بالنسبة  لورشات العمل والحفلات التي شاركت بها مع موسيقيين عالميين من:

- " ج.ك.د. كاستيلون" ( ليون/ فرنسا )

- "فرانشيسكا هون" ( برلين/ ألماني ا)

- " ايناس عبد الدايم" ( مصر )

كما حزت على شهادة دبلوم "غراماتا" في مسابقة الشباب والمحترفين الخامسة للآلات النفخية والإيقاعية المقامة في (روسيا) نيسان  /2001/ ومؤخراً ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية /2008/ شاركت عزفاً في تراجيديا "كارمن"بقيادة المايستروالفرنسي "سيلفان غازانسون" بمشاركة مغنيين من ( سورية- فرنسا) وعازفين سوريين.

*بشفافية كبيرة، ماالذي دفعك لإتمام دراستك في مجال الهندسة و الموسيقى معاً، وإلى أين تطمحين بعد ذلك؟

**في الحقيقة الأمر الذي شجعني على إتمام دراستي في مجال الهندسة  الكهربائية هوإمكانية التخصص في مجال هندسة الصوت لأن معظم      مهندسي الصوت في سورية غير موسيقيين، كما أنهم يعملون بمجرد الخبرة، وليس على أساس "الدراسة والتخصص"، لذلك أطمح إلى الدخول في مجال الصوتيات للإستفادة من دراستي الجامعية واستعمالها في مجال الموسيقى.