"سائر الضحاك" صياد الضوء العابر
محمد القصير
فقط منذ ثلاثة أشهر شعر بأنه ملك العالم، وأن بإمكانه اليوم أن يلتقط أنفاس الطبيعة متى شاء، فالصورة عنده حياة.
موقع eSyriaالتقى الفنان الضوئي "سائر غالب الضحاك" ليلقي الضوء على تجربته في التصوير، هذه الهواية التي أحبها لتحط به في عدد من المعارض المحلية والدولية.
البداية وكما يقول كانت متوارثة، فوالده مصور: «مذ وعيت وعيني لم تبتعد عن الكاميرا، فوالدي كان مصوراً وهذه مهنته التي كان يعيلنا منها، ومع هذا لم تراودني فكرة اختيار مهنة أبي، عشقي للكاميرا مختلف، وهذا ما جعلني أؤمن بخروج هذه الآلة من بين جدران المحلات، فمكانها العالم الرحب، هي تنتظر الإبحار بين الطبيعة والناس».
يقول إن له حكاية مع الكاميرا، وعن لسانه: «منذ ثلاثة أشهر فقط أصبحت أملك كاميرا خاصة بي، كل ما قدمته، وما شاركت به في معارض دولية ومحلية هو نتاج ساعات الفراغ التي يمنحها والدي لمحله، وهذا الوقت هو فرصة انتهزها كي أبقي الكاميرا بعيداً عن حقها في القيلولة، لكنني كنت أشعر برغبتها في الخروج من بين جدران ديكورات مصطنعة، وهذا ما ساعدني كثيراً، لأنني والكاميرا نمتلك ذات الرغبة، الانطلاق وعبثية اللقطة بكل عفويتها، ودون تصنّع».
وهذا ما دعا "سائر" أن يعتمد على مشاعره في تحديد اللقطة، قال في هذا الإطار:
«تشدني اللقطة التي تنطق باسم الإنسانية، بواقعية هذا الإنسان، بكل ما يملك من مشاعر وأحاسيس، لحظة الفرح هامة كتلك اللحظة الحزينة، وأجمل اللقطات تلك الدمعة التي فرّت من عين عجوز».
ويضيف: «هناك من اللقطات التي يمكن أن تصبح وثيقة إنسانية أو حتى عمرانية لها نفس الاهتمام من قبلي، وإذا أبعدنا التقنيات عن ساحة العبث باللقطة التي اتخذت، عندها يجب الاعتماد على إبداع المصور».
وعلى المصور أن يكون حاضراً كل الوقت، ويتابع قائلاً: «ربما على المصور أن يكون جاهزاً، في حالة من التحفز والترقب الدائمين لالتقاط اللحظة المناسبة، الحقيقة أن حالة البحث الإبداعي مستمرة، والإبداع لا سقف له يحدّه، وهنا أقول إن عدّة المصور هي القدرة على الرؤية عبر عدسة وآلة من زوايا معينة، وأهم ما يميز المصور هذه العين التي ترى من الأشياء ما لا يراه الآخرون».
هذه الرغبة المنوطة بالعشق لتوثيق الطبيعة المادية والإنسانية تجعل من طموح الفنان أمراً مشروعاً، في هذا الإطار، يقول: «طموحي بسيط، فقط أطمح لإقامة معرض أتحدث فيه عن الإنسان، تحديداً الإنسان السوري والذي أنا واحد أفراده، هذا الإنسان بكل ما يحمل من طموح، من هموم، أوثّق نجاحاته، وفشله، بكل تناقضاته، أريد التركيز على الحب المعشش في داخل كل سوري، عن حريته وسلامه الداخلي، هذا جلّ ما أطمح إليه».
ويضيف: «أكثر اللقطات التي تثير اهتمامي هي حركات الأيدي، وأهتم كثيراً بالتقاط الوجوه "البورتريه"».
من جانب آخر عرفنا أن الفنان "سائر الضحاك" هو عضو في نادي التصوير السوري، وهنا لا بد من رؤيته لواقع فن التصوير الضوئي في سورية، قال: «بكل تأكيد هذا الفن مظلوم مقارنة بباقي الفنون، هذا الظلم يظهر في شح الدعم المالي، كذلك الإعلامي، عندنا لا توجد ثقافة دعم مثل هذه الفنون، يجب الاعتراف بأن هذا الفن مكلف مادياً، وكذلك حجز صالة عرض أشبه بالنحت، لهذا لا نرى أسماء لامعة في هذا المجال، قلة هم الذين برزوا، ولولا الإمكانية المادية التي يملكها أغلبهم لما وصلوا لهذه المكانة، أعتقد أن هناك مواهب كثيرة تنتظر الفرصة، ونحن نبحث عمن يمد لها يده».
قال عنه الفنان الضوئي "فرج شماس" وهو يهديه عمله "دير مار إليان الشيخ": «من نسّاك هذا المد السوري، وطننا السوري حيث البساطة والروح تلتقيان».
بينما يرى الشاعر "حسام القطريب" أن ما يميز "سائر" هو حسه الممتزج بين الصورة والزهرة، ويتابع قائلاً: «ميزته أنه هادئ الطباع، وهذا ضروري لمن يمسك كاميرا، فالمصور أشبه بقناص اللقطة العابرة».
جدير بالذكر أن الفنان "سائر الضحاك" من مواليد "سلمية" في العام 1970.
ــ شارك في العديد من المعارض الدولية في اسبانيا وهولندا.
ــ عضو نادي التصوير الضوئي السوري.
ــ شارك في معرض فردي ضمن فعاليات مهرجان الربيع الأول في "حماة".
ــ شارك في معارض وزارة الثقافة.
ــ حصل على شهادات تقدير محلية ودولية.