صحافة الأحزاب- عصبة العمل القومي
صدرت جريدة (العمل القومي) في دمشق في 6/6/1938، وكان صاحب امتيازها المسؤول أبو الهدى اليافي، وكانت جريدة يومية سياسية ولسان حال عصبة العمل القومي، وجاءت في أربع صفحات من القطع المتوسط، وتوقفت بعد عدة أشهر بسبب خروج أعضاء العصبة من مجلس النواب.
وكان المحامي أبو الهدى اليافي قد أصدر في دمشق قبل ذلك جريدة (الكنانة) في 27/2/1919، وكان صاحبها ومديرها المسؤول.
أما عصبة العمل القومي فقد قدمت الجديد نسبة إلى الأحزاب والحركات السياسية التي سبقتها، فقد كانت تكتفي بعرض البرنامج السياسي إن كان عاما أو مفصلا، أما عصبة العمل القومي فقد قدمت نظرة عامة وشاملة للقومية العربي، وقد نشأت عصبة العمل القومي عام 1932، دون تصريح من سلطات الانتداب الفرنسي، وعقد المؤتمر الاول في (قرنايل) على طريق دمشق-شتورا.
وقد تميز مؤسسو وأعضاء العصبة بشريحة شابة من أبناء الوطن، وبعد أن نبهت العصبة إلى الخطر الذي يحدق بالعرب، ووضعت عصبة العمل القومي أهم أهدافها وهي: الوحدة العربية الشاملة وسيادة العرب واستقلالهم وعدم الاعتراف بحكومات الانتداب الفرنسي، والقضاء على النعرات الإقليمية، ومقاومة كل عصبية غير العصبية القومية العربية ودعت إلى رفع مستوى المرأة الاجتماعي وطالبت بتعميم اللغة العربية وحدها لتكون لغة التعامل والتعليم والإدارات الرسمية والخاصة.
ومن الناحية الاقتصادية، فقد كانت طروحاتها جديدة في ذلك الوقت حيث اعتبرت أن البلاد العربية ذات وحدة اقتصادية متكاملة ودعت إلى مقاومة الاستثمار الخارجي للبلاد العربية.
واعتمدت عصبة العمل القومي على تنظيم صفوف الشعب، وتوحيد أعضاء هذه العصبة في كافة المدن السورية واللبنانية، وخلق كوادر في الأقطار العربية الأخرى.
وكان مركز العصبة في دمشق وترأسها لجنة تنفيذية لها سكرتير ولها فروع عدة في مدن سورية ولبنانية، وكان من أهم أعضائها ومؤسسيها عبد الرزاق الدندشي والذي ولد عام 1902، درس في الكلية الوطنية الأهلية في حمص وتخرج فيها وسافر إلى سويسرا فنال الدكتوراه في الحقوق وعاد إلى دمشق وتعاطى المحاماة، وكان أمين سر العصبة بعد أن تأسست، وعرف بالخطابة وكان يحسن ارتجالها، وقد توفي باكرا إثر حادث مؤسف عام 1935.
ومن مؤسسيها أيضا صبري العسلي (1903-1976) وهو خريج معهد الحقوق بدمشق والمناضل المعروف أيام الثورة السورية 1925-1927، وذلك قبل أن ينضم إلى الكتلة الوطنية، وقد تولى بعد ذلك عدة مناصب سياسية في مجلس النواب عن عدة دورات وتقلد وزارة الداخلية عدة مرات في وزارة سعد الله الجابري عام 1945، وفي وزارة جميل مردم بك عام 1945، وفي وزارة جميل مردم بك عام 1946، وشكل الوزارة الائتلافية عام 1955 إلى أواخر عام 1957، وعندما قامت الوحدة السورية المصرية عام 1958 عين نائبا لرئيس الجمهورية العربية المتحدة قبل أن يتولى أكرم الحوراني هذا المنصب.
وكذلك كان من مؤسسي العصبة ومن أعضائها زكي الأرسوزي (1900-1968 ) وذلك قبل أن يصبح من منظري ومفكري حزب البعث، وزكي الأرسوزي ولد في اللاذقية وتلقى علومه الأولية في لواء اسكندرون، وتابع دراسته في لبنان، ثم حصل على اجازة في الفلسفة من جامعة السوربون في باريس، وعمل في التدريس في سورية، وله عدة مؤلفات حول العرب والعروبة والأمة العربية والقومية العربية، وعمل في الحقل الوطني والسياسي في أنطاكية مع الشباب العرب وأصدر هناك جريدة (العروبة) والتي استمرت بالصدور حوالي سنتين.
ومن أعضاء العصبة أيضا فهمي المحايري الذي ولد في دمشق عام 1892، وتلقى تعليمه فيها، وحصل على اجازة في الحقوق من معهد الحقوق في دمشق عام 1926، وأصدر جريدة (الحضارة) في دمشق في 7/8/1946، وكانت جريدة يومية سياسية قومية، وكان صاحب امتيازها ومديرها المسؤول، وصدرت ضمن أربع صفحات، وحرر فيها لفترة من الزمن نسيب الاختيار (19101-1972) ومنيرة المرعشلي المحايري، وقد استمرت جريدة الحضارة حتى عام 1952، حينما أصدر أديب الشيشكلي قراره بدمج كل صحيفتين بصحيفة واحدة فدمجت مع جريدة (الجيل الجديد) جريدة الحركة القومية الاجتماعية لصاحبها عصام المحايري، وصدرت تحت اسم (البناء) وبعد إلغاء قرار الدمج في نهاية عام 1953عادت لتصدر باسم الحضارة.
ومن أعضاء العصبة وصفي البني المحامي والصحفي الذي ولد في حمص عام 1915، وتلقى علومه فيها، وتخرج في معهد الحقوق بدمشق عام 1938، لينضم بعدها للحزب الشيوعي السوري عام 1941، وكان من أعضائه البارزين، انضم إلى هيئة تحرير صحيفة (صوت الشعب) وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب.