صحفي وصحافة - أمين سعيد
إعداد الدكتور مهيار ملوحي
ولد "أمين سعيد" في اللاذقية عام 1890، وتلقى علومه الأولية فيها، وعمل في مطبعة والده محمد سعيد حسن سعيد الذي كان قد أصدر في اللاذقية أول جريدة، وذلك في 4/5/1909 وكان اسمها جريدة (اللاذقية) وكانت صحيفة سياسية أدبية علمية زراعية تجارية، وكان والده صاحب امتيازها ومحررها المسؤول، ثم حول اسمها إلى (العربية) عام 1913، وصارت صحيفة علمية تاريخية أدبية إخبارية.
انتقل أمين سعيد إلى بيروت وتلقى هناك بعض علومه على يد الشيخ عباس الأزهري، وانتقل إلى دمشق، وأصدر فيها جريدة (الأردن) في 12/9/1919، وكانت جريدة عربية يومية، وجاءت في أربع صفحات من الحجم المتوسط، ثم أوقفها في بداية الانتداب الفرنسي على سورية في 25/7/1920، وفي أثناء ذلك ساهم في تأسيس جريدة (ألف باء) مع يوسف العيسى وعيسى العيسى التي صدرت في دمشق في 1/9/1920، وكانت جريدة سورية تبحث في السياسة والأخلاق كما عرفت عن نفسها وهي جريدة شهيرة استمرت في الصدور حتى قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1958، وقد تركها كل من أمين سعيد وعيسى العيسى بعد عدة أشهر ليستقل فيها يوسف العيسى.
وبعد سنة تقريبا أصدر أمين سعيد جريدته الثانية (أبو نواس العصري) في دمشق في 26/6/1921، وكانت جريدة فكاهية تصدر يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع وكان أمين سعيد صاحبها ومديرها المسؤول، وقد جاءت في أربع صفحات من الحجم المتوسط، وكان مدير إدارتها سليم نوران.
لم تستمر هذه الجريدة في الصدور لمدة طويلة، فقد أوقفها صاحبها، وسافر إلى الأردن وأقام في عمان، وعاد وأصدر جريدته الأولى (الأردن) هناك، وقد ذاع صيتها في الأردن، وكانت تصل إلى سورية بانتظام وتابعها قراؤها في الأردن وسورية.
ألف وكتب أمين سعيد أثناء اقامته في الأردن كتاب بعنوان (ملوك المسلمين المعاصرين ودولهم) وطبع في مصر، وكذلك صدر له كتاب (أيام بغداد) وطبع في مصر أيضا عام 1934، ثم صدر له سلسلة من الكتب حول الثورة العربية الكبرى منها (أسرار الثورة العربية الكبرى) وكتاب (النضال بين العرب والترك) و(النضال بين العرب والفرنسيين والإنكليز) و(النهضة الحقيقية لثورة العرب الفكرية قبل عام 1916) وجميعها طبعت في القاهرة وبيروت.
عاد أمين سعيد بعد غياب طويل إلى سورية وأقام في دمشق وأصدر جريدته الثالثة باسم (الكفاح) وكانت جريدة يومية سياسية قومية اخبارية مصورة، وصدر عددها الأول في 24/7/1939، وجاءت في أربع صفحات من الحجم الكبير، واستمرت حتى عام 1949 حيث عطلت مع عدد كبير من الجرائد أثناء انقلاب حسني الزعيم، ولم يصدرها أمين سعيد أثناء انقلاب سامي الحناوي أيضا، وبعد قيام انقلاب أديب الشيشكلي في 19/12/1949، أصدرها في بداية عام 1950 باسم (الكفاح الجديد)، ثم عاد وأوقفها عام 1952عندما أصدر أديب الشيشكلي قرار دمج كل جريدتين بجريدة واحدة، ولم تصدر بعد ذلك، وقد رأس تحريرها في هذا الوقت أحمد عسة الذي أصدر فيما بعد جريدة (الرأي العام) وكذلك تدرب في بداية عمله الصحفي في جريدة (الكفاح الجديد) جبران كورية.
بعد ذلك أقام أمين سعيد في بحمدون- لبنان- وانصرف للتأليف واهتم بالتاريخ وصدر له كتاب(تاريخ مصر السياسي من الحملة الفرنسية 1789 حتى انهيار الملكية عام 1952) وطبع في مصر عام 1959 وكذلك كتاب (الخليج العربي في تاريخه السياسي) وطبع في بيروت، وكتاب (اليمن وتاريخه السياسي) وطبع في مصر عام 1959، وله كتاب (تاريخ العرب الحديث) من عدة أجزاء، وكتاب (العدوان على مصر) وكتاب (الجمهورية العربية المتحدة) جزآن طبع في مصر، وترك عدة مخطوطات ومذكرات وهي قيد الطبع، توفي في بحمدون عام 1967.