صحفي وصحافة - نجيب حرب
إعداد الدكتور مهيار الملوحي
ولد "نجيب حرب" في قضاء الشوف- لبنان- عام 1913، وتلقى علومه الأولية فيها، ونزحت عائلته إلى السويداء في نهاية الحرب العالمية الأولى، وتابع دراسته الثانوية في مدارس لبنان الخاصة. أسس عام 1932 أول مكتب للصحافة العربية وتولى مراسلة الصحف المحلية والعربية، فكان أول من مارس الصحافة في محافظة السويداء.
أصدر عام 1942 جريدة (الجبل) وكان صاحبها ومديرها المسؤول، وكانت جريدة يومية سياسية مصورة تصدر في السويداء، وقد استمرت في الصدور، ثم نقل مكاتبها إلى دمشق عام 1947، واستمرت بالصدور في دمشق وقد تعرضت كباقي الصحف للتعطيل على أثر انقلاب حسني الزعيم في 30/3/1949، وعادت للصدور بعد انقلاب سامي الحناوي في 14/8/1949، واستمرت الجريدة بعد انقلاب أديب الشيشكلي في 19/12/1949 إلى أن أوقفها صاحبها في فترة المرسوم الذي اصدره الشيشكلي والذي يقضي بدمج كل صحيفتين في صحيفة واحدة، وعادت للصدور بعد زوال هذا المرسوم عام 1953.
وتوقفت جريدة (الجبل) مع باقي الصحف السورية بعد قيام الوحدة السورية المصرية عام 1958 وبعد أن أصدر الرئيس جمال عبد الناصر القانون رقم 195 الصادر في 23/11/1958 لتنظيم أمور الصحافة في الإقليم السوري، وطلب بموجبه من أصحاب امتيازات الصحف التنازل عن امتيازاتهم والتوقف عن اصدار صحفهم خلال 15 يوماً من تاريخه، وذلك بتقديم طلب خطي بالتنازل إلى مديرية الدعاية والأنباء، ولا يجوز الرجوع عن الطلب، وتشكل لجنة تقدر قيمة التعويض الذي سوف يمنح للذي يتنازل عن امتيازه.
صدر من جريدة الجبل نحو ثلاثة آلاف عدد كان لنجيب حرب في معظمها مقال أو تعليق على الأحداث المحلية والعربية، ونشر مقالات في صحافة المهجر، وكتب حول واقع المغتربين العرب، ودعى إلى توثيق الروابط بينهم وبين الوطن الأم.
اهتم نجيب حرب بتعريف الرأي العام العربي بأحوال جبل العرب، وتاريخه ومواقفه الوطنية، انتمى إلى الكتلة الوطنية منذ عام 1933، وتولى أمانة السر العامة للشباب الوطني عام 1937 في السويداء.
أوقف سبع مرات من قبل سلطات الانتداب الفرنسي، وأبعد إلى خارج جبل العرب ثلاث مرات لدعوته الدائمة للوحدة السورية، ومناهضته سياسة الانفصال التي قسمت فيها فرنسا سورية إلى أربع دول.
أرخ نجيب وكتب مخطوطاً بعنوان (معارك الجبل في سبيل الوحدة) ويتناول المخطوط الفترة الواقعة بين عام 1930 وعام 1946 أي عام الاستقلال، وقد توفي نجيب حرب عام 1974.