عطية : لم يكن الغناء الأوبرالي خياري الأول

همام كدر

كان الغناء الأوبرالي خياره الثاني لدى تسجيله في المعهد العالي للموسيقا بدشق ثم ما لبث أن أصبح خياره الأول والمحوري في حياته الموسيقية

"فادي عطية" مغني أوبرا وموسيقي من الطراز الرفيع له مشروعه الموسيقي الموزع على أجزاء عديدة منها تدريس الغناء ونشر الثقافة الموسيقية، هذه المواضيع وأخرى متعلقة بالأغنية السورية كانت محاور للحديث مع الأستاذ عطية في لقاء مع  موقع ecal:

*لنعد قليلا إلى بداياتك مع الموسيقا في العائلة وأنت طفل؟

**ولدت في عائلة فيها العديد من الأصوات الجميلة ينحدر من جدي رحمه الله ويمتد إلى والدتي أطال الله في عمرها وأخواتها وأخوتها وهم ممن يؤدون الغناء الديني مما جعلني أطلع وأسمع الغناء الديني بشكل كبير وهو غناء مفعم بالعمق الروحي والأداء الراقي المهذب للجملة الموسيقية والكلمة ذات البعد والمعنى ,من ثم بدأت بأداء هذا النوع من الغناء فكنت مرتلاً في كنيسة القديس مارون بحمص ثم قائداً لهذا الكورال مما أوجد لي نقطة أنطلاق موفقة على صعيد الأداء والتذوق اللحني والفهم للموسيقا العربية والسريانية وأثر بشكل كبير على خياراتي الفنية .

 

*أستاذ فادي حدثني عن مرحلة دراستك في المعهد وتأثيرها على صقل موهبتك؟ والأساتذة الذين أثروا في مسيرتك؟

**لقد كان لدخولي إلى المعهد العالي للموسيقا قصةً غريبة, أحب أن أرويها بفرح, فقبل دخولي إلى المعهد درست الموسيقى في معهد إعداد المدرسين بحمص, وهناك تعلمت العزف على آلة العود وبعض طرق الغناء ومن الجدير بالذكر أنني تعلمت الموسيقى العربية والمقمات العربية في هذا المعهد على يد عدد من الأساتذة رفيعي المستوى أذكر منهم "جورج فرحات, وليد هزيم ... والقائمة طويلة، وتعرفت على عدد من أساتذة حمص مثل "هاني شموط ... وقد استفدت من الجميع فكلهم يعطي بلا حدود أحمل لهم في قلبي كل الذكر الطيب وأحملهم أوسمةً على صدري أينما حللت, وقد شجعوني بصورة كبيرة على التعلّم ومتابعة الدراسة في المعهد العالي للموسيقى وكان حلمي دراسة العزف على آلة العود التي قطعت في دراستها شوطاً مقبولاً, فتقدمت إلى فحص القبول في المعهد العالي للموسيقى بدمشق بطلبين الأول لدراسة العزف على آلة العود والآخر لدراسة الغناء الكلاسيكي, فشلت في فحص العود ونجحت في الثاني حيث أن المعهد العالي للموسيقى يفتتح صفاً جديداً للمغنين الرجال بإشراف مغني البلشوي عالي المستوى (فلاديمير مالو تشينكو) الذي أجرى لي الاختبارات المطلوبة وقبلني في صفة وبدأت الطريق الذي أعتقد أن للحياة دورٌ كبير في اختياره فقد كان على درجة عالية من الصعوبة بوجود خبير عالي المستوى ووجود موسيقي كبير يراقب الخطى وهو الأستاذ صلحي الوادي فقد بدأنا الدراسة عشرة مغنين ومغنيات تخرج من هذه المجموعة إثنان فقط هم الصديقة "رشا رزق" وأنا, أذكر سنة الدراسة الأولى بصعوباتها الكبيرة والتي كدت خلالها أيأس عدة مرات وكاد الخبير ييأس والسنة الثالثة من الدراسة حيث أصبحت يده اليمنى وبدء يوكل إلي العديد من المهام التدريسية وبدأت أحضّر طلاباً للمعهد العالي للموسيقى لاقى منهم عدداً كبيراً النجاح ومن ثم تخرجت وأصبحت معيداً في المعهد وقد كانت هذه الفتره من أغنى فتراة حياتي فقد شاركت في الكثير من ورشات العمل والحفلات التي يقيمها المعهد وحفلات الأوركسترا السيفونية الوطنية كمغني منفرد ومغن مع الكورال, كما كانت فترة غنية بالقراءة والاطلاع, خلال هذه الفترة استطيع القول بأنني بدأت طريقاً جديدةً بأفق واسع, تأثرت في هذه الفترة بشكل كبير بالأستاذ صلحي الوادي الأب الأستاذ والمعلم والأستاذ "مالوتشينكو" المغني الكبير.

*حدثنا عن أسبوع مار اليان والدافع الذي جعلك تقدمه في مدينتك حمص وقد لاقي صدا واسعاً؟

**لقد كان هذا الأسبوع نتيجةً للقاء الذي حدث بيني وبين سيادة المطران "جاورجيوس أبو زخم" مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس فعندما استلم مهامه في حمص بدأ يتعرف على بعض الأشخاص من أبناء رعيته, فدعاني إلى لقاء أظن أنه غيّر حياتي, فقد أدهشني بشخصة المتواضع على ثقافته العالية وأفقه الواسع على بساطة تعامله, وقد داعني في ذلك اللقاء إلى زيارة كنيسة القديس إليان التي تبعد عن منزلي مالا يزيد عن /500/ متر وأنا لا أعرفها ومنذ اللحظة الأولى لدخولي إلى تلك الكنيسة ولدت الفكرة فالمكان ساحر بطاقته الروحية الهائلة والأيقونات الرائعة التي تعود إلى عصورٍ مختلفه من القرن الرابع الميلادي تعطي دفئاً روحياً كبيراً، كما أن الرسالة العظيمة التي يمثلها هذا القديس رأيت فيها صورةً رائعةً لبلدنا الحبيب فالقديس إليان يحمل اسماً إسلامياً هو الحوري الشافي وقبره متوضع على الطريقة اليهودية ويقصده أبناء المدينة بكل أطيافهم بهدف الاستشفاء وبعد زيارة هذا المكان طرحت على سيادة المطران الفكرة مباشرةً فوافق بنفس اللحظة وبدأنا, المشروع الذي أخذ يتطور بسرعة كبيرة ويحقق شهرةً واسعة ويحدث أثراً كبيراً في المشهد الثقافي السوري من خلال النشاطات الهامة التي قدمها.

 

*هل فكرت يوما بنقله "مهرجان مار اليان" إلى دمشق؟

**حظ العواصم دوماً أكبر بكثير من حظ المدن الأخرى ليس في سورية فقط وإنما هو العرف, فغالباً ما تكون العاصمة مسرحاً للأحداث الثقافية الهامة, فيما تكون المدن الأخرى في الدرجة الثانية, ومما يجدر ذكره أن إقامة هذا الأسبوع فيه الكثير من رد الجميل لمدينتي حمص, فالهدف الأساسي هو دعم النشاطات الثقافية في المدينة, فأما فكرة التوسع فقد جاءت عندما استطاع استضافة عدد كبير من الشخصيات الفنية والأدبية التي لم يسبق أن زارت سورية، فأبرمت مع دار الأسد للثقافة والفنون اتفاقات بتنظيم عدد من الحفلات الموسيقية لموسيقيين عالميين و قدمت في إطار اسبوع مار إليان الثقافي في دار الأسد للثقافة والفنون أما نقل الأسبوع بشكل كامل إلى دمشق فهو غير وارد أبداً لأنه مرتبط بالمدينة بشكل أساسي والممكن أن يكون في المدينتين على التوازي كما وجهت دعوة لإقامة الأسبوع في "سان باولو" وقد سافرت إلى هناك ووضعت الخطة التي اتمنى أن تسعفنا الظروف في تحقيقها بأقرب فرصة.

*بالعموم أستاذ فادي أنت مقل بحفلاتك  كمغني اوبرا، هل أنت اخترت ذلك؟ أم أن عملك كرئيس قسم بمعهد صلحي الوادي عام يأخذ الكثير من وقتك؟

تقديم الحفلات الغنائية مرتبط بالعروض التي تقدم من قبل الجهات المعنية وهي قليلة وتحكمها اعتبارات كثيرة لا أحب أن أكون جزءاً منها ولست ممن يتقدمون بطلبات لأحد بهذا الخصوص عندما أدعى ألبي إذا كان العرض ملائماً, أما بالنسة للنشاطات التي أنظمها فأنا أكرسها لتقديم الآخرين ولا أقدم نفسي بها حتى لايقال ما يمكن أن يقال.

أما عن عملي كرئيس لقسم الغناء في معهد صلحي الوادي فلابد أنه أخذ مني وقتاً وجهداً كبيرين، فقد أخذت مشروع تأسيس هذا القسم على كاهلي  فبدأت بصف الغناء الكلاسيكي ومن ثم صف الغناء العربي مما تطلب مني الاطلاع على تجارب عديده في هذا المجال و تأهيل كادر تدريسي ومناهج لهذا القسم, وإقامة العديد من ورشات العمل, والحفلات, وتقديم كل الدعم المطلوب للطلبة ولهذا القسم حديث الولادة إذ أن الأقسام الأخرى في المعهد يزيد عمرها على الأربعين عاماً فيما لا يتجاوز عمره السنوات الخمس ولابد من خلق حاله من التوازن بينه وبين الأقسام الأخرى, وذلك لرفد الوسط الغنائي العربي والكلاسيكي الغربي بمغنين مثقفين فنياُ , وقد أسندت وزارة الثقافة رئاسة القسم منذ فترة وجيزة لبيير خوري أتمنى له التوفيق.

*أنت تدرّس مادة الغناء بالمعهد العالي للفنون المسرحية منذ عدة سنوات . ماهو المنهاج المتبع؟ وماذا  تضيف هذه المادة للممثل على الصعيد العملي !! هل الممثل قادر على تأدية  دور مغني إذا طلب منه ذلك بشكل احترافي؟

**أدرّس هذه المادة منذ العام /2003/م وهي من المواد المحببة إلى قلبي كونها تتطلب خصوصيةً كبيرة وصعوبةً أكبر من تدريس المحترفين، وليس المطلوب الوصول إلى غناء إحترافي وإنما تطوير قدرات الطلاب حتى يتوصلوا إلى أفضل صورة في الأداء الغنائي كلٌ حسب إمكانياته كما تهدف الماده في جانب كبير منها إلى فهم التقنيات الصوتية الغنائية, رفع الذائقة الفنية للممثل, صقل الصوت بكل طبقاته, تنمية الإيقاع الداخلي للممثل, فهم مناطق التصويت في الجسد وخصوصية كل منطقة, فهم عملية التنفس وبناء الصوت عليها, الوصول إلى مخارج حروف سليمة, تنمية الحالة الفنية للممثل, وتدريبه على الغناء بمرافقة آلة موسيقية, تنمية الحالة السمعية والأداء الدقيق للتون الموسيقي، تنمية العمل الجماعي من خلال الغناء الجماعي, وأنا أحلم بالوصل إلى تقديم عروض غنائية مع الطلبة كما يجدر الذكر أننا استطعنا تقديم عدد من الأعمال الغنائية العالية المستوى أداها طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية مع أوركسترا مكونة من طلبة المعهد العالي للموسيقى قدمت في يوم المسرح العالمي ونالت نجاحاً كبيراً, وقد مرّ على المعهد العالي للفنون المسرحية عدد من الأصوات الغنائية الجيدة, اتوقع أن تحقق نجاحاً في المستقبل.

 

أما بالنسبة للمنهاج فقد قمت بإعداد منهاج علمي للمادة يتناسب وطبيعتنا, يستفيد من التقنيات الغربية ويحافظ على خصوصة موسيقانا إذ أن ترجمة أي منهاج قد تكون جيده إلا أنها لن تفي بالغرض المطلوب فلا بد من الحفاظ على الخصوصية كون المناهج الموجوده في العالم تختص بالموسيقى الغربية ولابد لموسيقانا أن تكون حاضرة في مناهجنا.

*في الأغنية السورية... ا نرى تعثراً واضحا بطرح ألبومات لمغنيين سوريين يقدمون الأغنية السورية الجديدة وليس المجددة؟

**قمت منذ فترة بطلب من مدير إذاعة دمشق بإعداد دراسة علمية تفصيلية عن هذا الموضوع البالغ الأهمية وبوضع الدراسة العلمية لمسابقة تقوم بها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون العربي السوري لاكتشاف أصوات وكتاب أغنية جدد وإنتاج أغان سورية جديدة ذات سوية عالية, اعددت دراسة مسابقة لمسابقة أغنية الطفل.

أظن أن الإجابه عن الوضع المعقد صعبة جداً, فالأصوات الجيدة موجودة, والأقلام الغنائية موجودة, والموسيقيين الجيدين موجودين, إلا أن الفرص غير متوفرة, فهناك أسباب تتعلق بالإنتاج وإمكانياته, ومشاكل تتعلق بالواقع الإعلامي وقدرته ومحسوبياته, مشاكل تتعلق بعدم الإهتمام الذي توليه الجهات المختصه فالمسابقا التي تعنى بالكلمة الغنائية أو بانتقاء الأصوات قليلة جداً, كما أن عدد المؤسسات الموسيقية الأكاديمية في سوريا قليل .

*هل ترى أن وضع الموسيقيين السورين أفضل من وضع المغنين من ناحية ممارسة عملهم ونشاطهم حتى أن البعض يقول أن النجومية في سورية للعازفين أكثر من منه للمغنين الشبان؟ هل هذا صحيح ومالسبب برأيك ؟

من الجدير بالذكر أن الفترة السابقة شهدت ظهور عدد من العازفين المنفردين الجيدين الذين حققوا نجاحاً لافتاً وبما أن موسيقانا غنائية بشكل عام فظهور عازفين منفردين يشكل ظاهرةً تجذب انتباه المستمعين إذ أنها شكل جديد لموسيقانا كما أن الاستفادة من التقنيات العربية في العزف حققت قفزات واضحة في مجال العزف المنفرد, كما أن العمل المنفرد أسهل من العمل الجماعي بكل المعايير. إن ظهور الموسيقى الآلية بهذا الشكل الراقي ظاهرةً صحية فلابد نمو حالة التجريد في الموسيقى حيث أن تصنيف الموسيقى بأنها ذروة الفنون ينبع من كونها أكثر الفنون تجريداً, وبما أن موسيقانا غنائية فنمو الموسيقى الآلية يخلق حالةً من التوازن الضروري بين الموسيقى الغنائية والموسيقى الآلية.

أما العمل الغنائي عمل جماعي يتطلب إمكانيات أكبر وفرصه أقل وهذا هو السر, فنتخيل عمل موسيقي لأي آلة موسيقية بمرافقة البيانو او بدون أي مرافقة أو بمرافقة أوركسترا كم هي الإمكانيات المطلوبة لانتاجه مقارنةً بإنتاج عمل أوبرالي يحتاج إلى مغنيين أوركسترا وكورال وممثلين وأزياء وإضاءة فتكاليفه لايمكن أن تقارن بأي عمل موسيقي آخر.  كما أن نجومية بعض العازفين تأتي من العزف مع بعض النجوم من مشاهير الوسط الفني الغير المحترف ومن الظهور الإعلامي على شاشات التلفزة, كما أن حالة النجومية حالةٌ مختلفة تماماً عن حالة الفنان في ظل الواقع السمعي الملوث الذي يعيشه عالمنا العربي, وربط حاسة السمع بالرؤية البصرية مع انتشار ثقافة الفيديو كليب.

 

*يقال أن جمهور الغناء الأوبرالي هو جمهور نخبوي؟ لا يستطيع ربما فهمه الناس العاديون كيف تعلق على هذا الكلام أستاذ فادي؟

إن جمهور الغناء الأوبرالي نخبوي ليس فقط في سورية وإنما في العالم فحتى في أوروبا هذا الفن هو فن النخبة البرجوازية, وهذا لايعني أن الناس لايمكن أن يفهموه فما يخرج من القلب يصل إلى القلب ولابد أن يصل إليهم, فواجبنا أن نعطي الجمهور ترجمةً للنصوص وأن نعوده على سماع الموسيقى التي لم يعتاد على سماعها لأنها لانها ليست من تراثه, كما أن عمر هذا اللون من الموسيقى في سورية قليل جداً وعدد الحفلات قليل وينحسر أغلبها في "دمشق" العاصمة, لابد من الوقت حتى تنضج التجربة. 

*كيف ترى وضع الغناء الأوبرالي في سورية؟

يمكن أن اختصر عليك الجواب ببضع كلمات فأقول بأنه وللأسف لا يوجد أي مغني في سورية يعيش  من عمله كمغني كما هي الحال الطبيعية, فالكل يعمل في أكثر من مكان كي يستطيع أن يعيش أو يسافر إلى بعض البلدان التي تتوفر فيها الفرص لحياة مغني طبيعية.

 

تواريخ مهمة:

1975    الولادة

 1997  معهد إعداد مدرسين حمص

 2002المعهد العالي للموسيقا بدمشق

درس الأستاذ "فادي عطية" الموسيقا السريانية، كما درس أصول تجويد القرآن الكريم والغناء الديني الإسلامي. إضافة لدراسته آلة العود والغناء الأوبرالي بشكل أساسي.

يشغل حاليا رئيس قسم الغناء في معهد صلحي الوادي للموسيقا وعضو الهيئة التدريسية للمعهد العالي للفنون المسرحية بدمش،  له عدد من الدراسات العلمية والبحوث الموسيقية وقام بإعداد مناهج مادة الغناء في كل من معهد صلحي الوادي للموسيقى والمعهد العالي للفنون المسرحية في وزارة الثقافة أشرف على العديد من الورشات الموسيقية التي نظمتها مديرية ثقافة الطفل   في وزارة الثقافة في العديد من المحافظات السورية.

 قدم العديد من الحفلات الموسيقية كمغني منفرد داخل سورية كما شارك في العديد من حفلات الأوركسترا السيمفونية الوطنية 1997/ 2005، ومع الأوركسترا الفلهارمونية السورية

شارك كمغني منفرد مع مغنيين عالميين أمثال سيلفانا فرولي، و فابيو اندريوتي .

قدم العديد من الحفلات كمغني منفردي على العديد من المسارح العربية والعالمية وشارك في ورشات عمل غنائية مع العديد من المغنين العالميين أمثال ( مغنية الأوبرا المصرية رتيبه الحفني , ومغنية الأوبرا البريطانية شونا بيزلي ,  ومغني الأوبرا الفرنسي كلود ميلوني ..