"فراس الفقير".. مازلت أحبو في طريق الفن
هيسم شملوني
ضمن التجارب الفنية الشابة في حقل الدراما، تظهر تجربة الفنان "فراس الفقير"، الذي استطاع أن يشكل لنفسه رصيداً فنياً لا بأس به في مجالات (الدراما التلفزيون، السينما، المسرح)، وفي هذا الموسم الرمضاني نشهده في عدة أعمال.
المفكرة الثقافية التقته وكان لها معه الحوار التالي:
* "فراس الفقير" وأنت الدارس للحقوق، هل يمكن الحديث عن البداية الفنية؟
** بدايتي السينمائية كانت مع المخرجة "واحة الراهب" في فيلم "رؤى حالمة"، وكان الدور الذي لعبته يشكل أحد أبطال العمل الأساسيين، الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وقد تم إنتاجه في عام 2007 وحصل على عدة جوائز محلية وعربية ودولية، وأنا سبق أن كنت في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم أكمل فيه بسبب ظروف خاصة، ولكني أكملت دراستي في الجامعة في كلية الحقوق. التمثيل تولد عندي من خلال موهبتي في تقليد الأشخاص، وهذا قادني إلى الوسط الفني، فكانت الخطوة أول لي في السينما، مخالفاً بذلك لمعظم الفنانين. وهذا قادني إلى عالم المسرح، لأني من عاشقيه، وكنت أحب الوصول إليه فوصلت من خلال مسرحية "تاجر البندقية" مع المخرج "حسين إدلبي"، والعمل الثاني بعنوان "نصفي جزيرة" لـ"سامر زرقا" والعملان كانا في المسرح القومي، ومن ثم دخلت في عدة مشاركات تلفزيونية، فقد شاركت في مسلسل "المارقون" مع الأستاذ "نجدت أنزور"، ومسلسل "الاجتياح" للأستاذ "شوقي الماجري"، وهذه من الأعمال الكبيرة على مستوى الدراما التلفزيونية، وفي هذين العملين لعبت فيهما شخصيات أساسية أعتز بها، لأن مسلسل "الاجتياح" حصل على جائزة ذهبية ورشح لجوائز عالمية، كما اشتغلت في عمل اسمه "ممرات ضيقة" وعرض في عدة محطات من إخراج الأستاذ "محمد الشيخ نجيب" والعمل عن سجن النساء، هذه من أهم الأعمال التي اشتغلتها، كما اشتغلت مع الأستاذ "سيف الدين سبيعي" بعمل اسمه "فسحة سماوية" وعرض أيضاً في عدد من المحطات، حالياً لدي عمل اسمه "أسرار وخفايا" للقناة التربوية السورية من إخراج الأستاذ "علي شاهين"، وعمل اسمه "وادي السايح" من إنتاج التلفزيون العربي السوري مع الأستاذ "محمد بدرخان" وهو عمل اجتماعي عن بيئة "حمص".
*ما العلاقة التي تجدها بين دراسة الحقوق والفن؟
**في الحقيقة بالنسبة للحقوق كان هناك طموح قديم بأن أدرسها، رغم أني بقيت في الكلية فترة لابأس بها بسبب تقصيري في الدراسة بعض الشيء، نتيجة انشغالي في الأعمال الفنية، لكني أخيراً أنهيت الدراسة وتخرجت بحمد الله، هناك أشياء في الحياة قد تأتي في التوقيت غير المناسب، لكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي.
أنا لا أجد رابطاً مباشراً بين الفن ودراستي الأكاديمية، إلا أني أردت أن أحقق المعادلة الصعبة في التوفيق والتفوق بين التحصيل العلمي الذي يشكل ضمانة أكيدة للمستقبل ويقوي ثقافتي، وبين هوايتي الفنية، التي أعمل على تقويتها وصقلها في ذات الوقت.
*ماذا عن آخر مشاركاتك الفنية؟
**كانت لي مشاركة في فيلم سينمائي اسمه "حراس الصمت" مع الأستاذ "سمير ذكرى" وقد سبق وشارك في مهرجان "دمشق" السينمائي في دورة 2010، وكان لي مشاركة بمسلسل "تخت شرقي" للمخرجة "رشا شربتجي"، كما شاركت في عمل تاريخي ديني اسمه "رايات الحق" للمخرج الأردني "محمود الدواونة" وكلا العملين عرضا في رمضان الماضي ، ورغم كل هذا الرصيد أعتبر نفسي أني مازلت أحبو أو في الخطوات الأولى على طريق الفن.
*في أي من الأعمال التي شاركت فيها، قد قمت بلعب دور رئيسي؟
**في مسلسل "الاجتياح" كان لي دور رئيسي لعبت فيه شخصية "عامر"، وكان لي فيه حوالي 130 مشهداً، وكان تواجدي في 28 حلقة، وفي مسلسل "ممرات ضيقة" كانت الشخصية التي لعبتها هي المحورية، فالعمل تدور قصة عن شاب لا يميز بين الصواب والخطأ ويعيش على هواه مع عدم وجود أبوة رادعة أو موجهة تربوياً، لأنها في العمل هي شخصية مجهولة، والدور يتحدث عن سوء التربية في مجتمعاتنا والتي تؤدي إلى الفلتان والإنحلال الأخلاقي.
*حبذا لو تحدثنا عن مشاركتك في الفيلم الأخير مع المخرج "سمير ذكرى" في فيلم "حراس الصمت".
**العمل مأخوذ عن رواية للأديبة "غادة السمان"، وفي الحقيقة المشاركة صغيرة، ولكنها جميلة، الفيلم يعني لي الكثير، وأتوقع له حضوراً ممتازاً، كان لي الشرف أن أعمل به مع المخرج "سمير ذكرى"، عملت دور الدكتور "شكيب"، الذي يجمعه رابط روحي مع صبية "نجلاء الخمري"، التي ترتاح كثيراً للدكتور وتتكلم له عن الأحلام التي تعيشها، الشخصية ناعمة وتواجدها في الفيلم لطيف، هناك شيء جميل أحببته جداً في الفيلم، وهو النص الجميل والممتع. وبصراحة أنا متفائل جداً به.
*أنت عملت في مجالات (المسرح، السينما، التلفزيون) كيف تجد الفوارق بينها على صعيد الأداء؟
**السينما عالم آخر، عالم ساحر وأتمنى أن يتكرر، أشعر أني شخص محظوظ، فأنا من الفنانين الجدد المحظوظين لأنه تسنى لي الخوض في تجربتين سينمائيتين، من المؤكد أن المسرح هو أبو الفن كما يقال دائماً وهذه حقيقة، لأن الممثل الجيد يثبت جدارته على المسرح، بينما التلفاز فإنه يحقق معادلة الانتشار وظهور الفنان بشكل مختلف، ولا نستطيع أن ننكر أن الفنان يمكن أن يعرف إسمه في الأعمال التلفزيونية أكثر بكثير من السينما والمسرح، لكني بحمد لله، فإني أشعر بأن تجربتي تختمر أكثر بعد كل عمل، وفي هذه الفترة القصيرة نسبياً تكونت لدي خبرة معقولة، ولكن من المؤكد أن الفرصة التي أنتظرها لم تأتِ بعد في المجالات الثلاث.
*ماذا عن مشاريعك خارج الحقل الفني؟
**أنا أعمل دورة إعداد مذيعين وأقدم فحوصا صوتية للأخبار في القناة الأولى وصوت الشعب أيضاً، بالإضافة إلى أعمال دوبلاج تركية أعمل بها.
*كلمة أخيرة.
** أتمنى أن تبقى الدراما السورية على نفس السوية باتجاه الأمام.
الجدير ذكره أن الفنان "فراس الفقير" من مواليد دمشق 1978. وقد سبق له أن شارك بعدد من الأعمال التلفزيونية بينها: (المارقون، الرياح الأبدية، الاجتياح، الظاهر بيبرس، النقمة المزودجة، ممرات ضيقة وغيرها..) وهو يعمل حالياً مخرجاً برامجياً في الفضائية السورية إضافة إلى عمله في التمثيل.