في ذكرى رحيل الفنان والأديب "فاتح المدرس"

الثلاثاء 05 تموز 2011

"فاتح المدرس" فنان كبير يستحق التكريم حتى في مماته، كونه أكثر من مجرد مصور ورسام فقد أنجز الكثير على صعيد جغرافيا الفن والفكر.

 

 

موقع"eDamascus" زار مرسم "فاتح المدرس" بساحة "النجمة" والتقى بزوجته السيدة "شكران المدرس" لتحدثنا عن ذكرى زوجها "فاتح المدرس" بلمحة فتقول: «إنها الذكرى الثانية عشرة على رحيل "المدرس" في المرسم "القبو" الذي عمره أكثر من خمسين عاماً وبقي ملتقىً يومياً لعدد من المبدعين، المثقفين، الصحافيين والطلاب، من دون أن يغلق بابه، فهو يفتح يومياً ولا تزال الرطوبة مهيمنةً على جوّه مع رسم كبير له ثابت على أحد الجدران، وبعض القصاصات التي تفرقت، ومنها تلك التي كتبها عام 1997كعبارة "ليس من صالح الإنسان أن تصلحه وإن فعلت ذلك، مات الإنسان"»            

وعن مسيرته الفنية والأدبية، حدثتنا السيدة "شكران": «نتج أعمالاً فنية تتميز بالذاتية والتفرد وتستمد قيمها التمثيلية أساساً من كثافة التعبير».

 

وأضافت "شكران": «لم يقتصر اهتمام "فاتح" على الفنون التشكيلية بل امتد ليشمل الشعر، القصة والموسيقا، حيث أصدر ديواناً شعرياً بعنوان "الزمن الشيء"، كما شارك أيـضاً بديوان شعري آخر مع "شريف خزندار"، طبع بكلتا اللغتين العربية والفرنسية عام 1962، كما صدر في عام 1957 مجموعة قصصية "عود النعنع" وله الكثير من القصاصات الورقية التي تحمل توقيعه في الشعر والقصـة».

 

وأشارت "شكران": «"فاتح" خرج في قصصه عن المألوف وتحول قلمه إلى ريشة تلون الكلمات  

 

وأصبحت الورقة قماشة تحتضن مسرحاً تتحرك عليها الأرواح الإنسانية وكما أن ريشته ترسم الوجوه بلا تفاصيل فإن قلمه يحرك شخصيات بلا ملامح مستخدماً تقنية الظلال لإبراز حجم همومها».

فيما حدثتنا ابنة "فاتح المدرس" عن شعره "رانيا المدرس"، قائلةً: «بعضاً من شعر والدي يعكس عالمه الفلسفي، فدقة استخدامه للكلمة هي تعبير عن فلسفة عميقة وترجمة فكرية لحياة مادية».

 

أما عن اتجاهه الفني فاستشهدت "رانيا" بقوله: «لست تعبيرياً في اتجاهاتي التشكيلية ولست سريالياً ولست تجريدياً، بكل بساطة أنا رسام سوري عربي حديث أرفض الأخذ بالمفاهيم المستوردة أو المسبقة الصنع أنا شاهد على جمال الأرض والإنسان كما أنا شاهد على أحزان عصري».

 

فيما تحدث الفنان التشكيلي "إبراهيم عبد الغفور" عن ذكرى "فاتح المدرس" قائلاً: «"المدرس" من القامات العظيمة التي نعتقد بأنها تستحق الاهتمام والتذكير بها باعتبارها شخصية ثقافية كبيرة عالية الأهمية ليس فقط على صعيد التشكيل بل على أصعدة ثقافية متعددة ومتنوعة كالأدب، الموسيقا، فلسفة اللون والضوء».

أما الفنان التشكيلي "صفوان خضر" قال: «"المدرس" فنان كبير يستحق التكريم والتذكير به كونه أكثر من مجرد مصور ورسام، فقد أنجز الكثير على صعيد العقل الإنساني، وذكرى وفاته فرصة أيضاً لتعريف الأجيال الجديدة على هذا الفنان  التي فاتها ربما الاطلاع على تجربته».

 

وقد عبر الأستاذ "محمود صويص" عن رأيه بالقول: «"فاتح المدرس" اسم معروف في أوساط الفن التشكيلي السوري وهو رائد من رواده حيث ترك بصمة واضحة في تاريخ اللوحة الفنية السورية وساهم مع عدد من زملائه الفنانين الذين تخصصوا في دراسة الفنون في الخارج على تشكيل قاعدة أكاديمية متينة للفن التشكيلي السوري عموماً والحلبي على وجه الخصوص، وإضافة إلى الفن فقد كان المرحوم شاعراً وقاصاً له نتاجات أدبية متنوعة».

 

الجدير بالذكر أن "فاتح المدرس" ولد في "حلب" عام 1922 و بدأت مواهبه الفنية تحبو به نحو اللون و الشعر و الثقافة الفنية، عمل على تجهيز أوّل معرض له في نادي "اللواء" ب"حلب" عام 1950، و بدأ بعدها يشارك بشكل مستمر في المعارض و الحركات الفنية في "سورية" و العالم، إذ حاز على جائزة "كرومباكر" في جامعه "كليفلاند فلوريدا" في "الولايات المتحدة الأميركية" و الجائزة الأولى من أكاديمية الفنون الجميلة في "روما"، ثم تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في "روما" عام 1960 ثم من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في "باريس" عام 1972 وعيـن عام 1961 معيداً في كليه الفنون الجميلة ب"دمشق".