"لينا الشاهين" .. من أراد تحقيق هدف كبير يجب أن يجتهد
رهان حبيب
قلة من يتجهون لدراسة الغناء الأوبرالي، لكن "لينا الشاهين" استطاعت أن تكون واحدة من أكثر المغنيات إمتاعا للروح لمن يسمع صوتها الفريد، حيث لم تأل جهدا في تدريب هذا الصوت ليصل طموحها في إيصاله لكل الذين يحبون هذا النوع الراقي من الغناء.
هي متدربة صبورة تعرف صعوبة ما اختارت من الفنون، لكن الشغف به يدفع عجلة المسير، وبالنسبة لها فإن هذا الفن هو خلاصة الطموح لتكون يوماً ما على مسرح يحاكي الحلم، ي المجربة الواثقة من طاقتها المتفاعلة على المسرح .
تعتبر"لينا" فرصتها في الالتحاق بورشة عمل في كلية "التربية الموسيقية"في جامعة "البعث"على يد خبيرة الغناء الأوبرالي المصرية "إيمان الحنفي" فرصة متميزة لتتابع بعدها ولتكون تلميذة على يد العديد من الخبراء مثل "أراكس"من "أرمينيا"في مجال الغناء الأوبرالي، و"مارينا بوهاتشوك"من "أوكرانيا".
"لينا الشاهين" تحدثت للمفكرة الثقافية بتاريخ 15 كانون ثاني 2015 فتحدثت عن علاقتها مع الموسيقا والغناء:
*للمشاركات الأولى طعم مميز حدثينا عنها خاصة أنك دخلت المجال الفني بعمر مبكر؟
**شاركت في حفل افتتاح دار "الأسد للثقافة والفنون" كورال الأوركسترا الشرقية للمعهد العالي للموسيقا، والاحتفالية السنوية الأولى للموسيقا العربية أيضاً ضمن كورال الأوركسترا الشرقية للمعهد العالي للموسيقا، وحفل خصص لأعمال الفنان "نوري اسكندر" كورال الفرقة "السيمفونية الوطنية"بقيادة المايسترو "ميساك باغبودريان"ومهرجان مكناس للإنشاد الديني "رابطة المنشدين" في المغربعام 2008 ، وبعدها احتفالية شموع ليلة مقدسية مع "فرقة العاشقين" دار الأوبرا، وكلها كانت مشاركات ثبتت خطوتي في هذا المجال.
عن سعيها للاحترافية أضافت بالقول: «كتبت الشعر في عمر مبكر ونلت في ذلك عدة جوائز وبقي الشعر رفيقي، وشاركت في مهرجانات على مستوى سورية في الفصاحة والخطابة ليبقى الشعر موهبة تضاف للرياضة التي مارستها لسنوات طويلة ولغاية هذه المرحلة، لكن الغناء والوقوف على المسرح أخذ يتسلل لحياتي برغبة كبيرة دفعتني للاستمرار لأشارك مع الفرق من خلال المدرسة وخارجها وأطور نفسي على المستوى الأكاديمي والتفاعل الدائم مع الغناء.
وكانت علاقتي مع الغناء والموسيقا أكبر من التجربة والمشاركة مع فرق طربية كورال وغيره، ومع افتتاح كلية الموسيقا في مدينة "حمص" تقدمت إلى الشهادة الثانوية التي حصلت عليها سابقاً وقبلت وانتسبت لهذه الكلية الجميلة التي كانت مجهزة بشكل مميز، ومؤهلة لدراسة متقدمة ،واعتبر تخرجي من هذه الكلية مكسبا كبيراً وضعني على الطريق الصحيح لأدرس الأوبرا والبيانو برغبة شديدة، وكانت بوابتي للتقدم في هذا المجال والحصول على فرصة كبيرة للتعلم على يدي مدرسين أوكرانيين وروس.
وفي ذات الوقت كانت كل خطوة للأمام تجعلني أقرب لحلم رسمت خيوطه وجعلت نصيحة والدي نصب عيني، حيث علمني أن من أراد تحقيق هدف كبير يجب عليه العمل للحصول عليه، فالطموح مرهون بالعمل والجد، وهذه الفكرة هي ما أطبقه للوصول للهدف الذي أنشده في مجال الغناء الأوبرالي الذي عشقته وعملت ليكون لي قاعدة معرفية ترتكز على التعليم ، والجانب الآخر المرتبط بتطوير القدرات الشخصية وخلق علاقة مستمرة مع هذا النوع من الغناء، ومواصلة التمرين وتطوير قدراتي والاستفادة من تجارب كبيرة بأمل النجاح».
طاقة من العمل والنشاط تحملها هذه الشابة لتعزز حضورها الفني وتشارك في تسجيل أغنية مع الأستاذ "نزيه أسعد" الذي تحدث بالقول: «هي شابة طموحة عملت على تطوير صوتها بشكل متواصل وقد تعاونا في عدة مراحل وكانت متميزة في الآداء والعطاء، وقد حرصت على تقديم صوتها من خلال أغنية سجلت مؤخراً لثقتي بهذا الصوت وقدرته على النجاح ومن الجميل أن نجد هذه الطاقة الشابة التي نتوقع لها مستقبل جميل من خلال صوتها كصوت متميز في الغناء وقد ظهرت ملامحه والطاقة العملية التي تدفعها للاستمرار والاستفادة من كل تجربة تضاف لمسيرها الفني».
عن مشاريع تعتبرها حيوية وخطوة في مجال الغناء أطلعتنا "لينا الشاهين" على تجربة مع مجموعة من الشباب تمزج بين الراب والغناء الشرقي نفذتها هذا العام وهي من التسجيلات التي نالت الاستحسان على اليوتيوب، ووفق تصريحها فهي راضية عن التجربة كونها اختبار لعوالم موسيقية جديدة حيوية تنسجم مع حالة العصر، لتضيف لمشاركاتها مع فرقة طرب بقيادة "ماجد سرايالدين" في كل من سورية ولبنان والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة مشاركات عدة مع الأوركسترا العربية الشرقية بقيادة "عدنان فتح الله".
وفي الختام فإن "لينا" التي قاربت على انجاز سنتها الأولى من ماجستير التأهيل و التخصص في كلية التربية جامعة دمشقتتابع مشوار الدراسات العليا لتتجه لتحضير رسالة تنسجم مع تطلعاتها وتجربتها التي باتت تنسج من ثمارها طريق النجاح والتميز.
يذكر أن "لينا الشاهين" شاركت كمطربة صولو مع فرقة "الموسيقا العربية" في كلية الموسيقا، وفي "مهرجان مار اليان" ،وفرق أخرى مثل فرقة "ياسمين الشام " في حفل "موسيقاعلى الطريق" ،ومهرجان"طريق الحرير"، وفرقة حوارات موسيقية بقيادة "حسين سبسبي" "حلب" "دمشق"، وكانت عضوا فيفرقة قوس قزح بقيادة "حسام بريمو"، وعضوا في كورال إذاعة "دمشق"، وفرقة "أمية" التابعة لوزارة الثقافة، وفرقة التخت الشرقي السورية بقيادة "حسين سبسبي"،وشاركت في "الدوحة"عاصمة الثقافة العربية ، والكويت،ومهرجانات وحفلات ساعدت على تعزيز ارتباطها بالغناء والموسيقا التي احتلت جزءاً من حياتها على المستوى الأكاديمي والعملي.