مجلة المعرفة- خالد قوطرش-
إعداد الدكتور مهيار الملوحي
صدرت مجلة (المعرفة) في دمشق في كانون الأول عام 1946 وكانت مجلة شهرية ثقافية تربوية ومجلة المعرفة هذه هي غير مجلة المعرفة التي تصدرها وزارة الثقافة في الوقت الحاضر.
استمرت المجلة في الصدور عامين ثم أغلقت إثر انقلاب حسني الزعيم 30\3\1949.
كانت مجلة (المعرفة) بحق لسان حال المعلمين والمعلمات في تلك الفترة واستطاعت أن تحقق كثيرا من مطالب المعلمين وتعود بالفائدة على الحالة التربوية في سورية.
كان خالد قوطرش (1912-2000) صاحب امتيازها ورئيس تحريرها المسؤول، ثم ظهر في الأعداد اللاحقة أن رئيس تحريرها الدكتور عادل العوا، وأن صاحب الامتياز المسؤول ورئيس اللجنة التي تصدر عنها المجلة هو خالد قوطرش، وأن رئيس هيئة تحريرها كامل عياد وعزة النص وسليم عادل عبد الحق والدكتور نور الدين حاطوم، وأن سكرتير التحرير سعيد القضماني.
وقد ذكر خالد قوطرش في مذكراته (مرآة الذكريات) والتي صدرت عن دار الأهالي بدمشق عام (2000) وقبل وفاته بقليل في الصفحة (91) مايلي:
((رأت اللجنة التنفيذية لهيئة التعليم الابتدائي أن النشاط النقابي يحتاج إلى مجلة أو نشرة دورية تعبر عن مطالب المعلمين وحاجاتهم مع تبصيرهم بأمور مهنتهم من الناحيتين التعليمية والتربوية.
وهكذا قدمت طلبا إلى وزارة الإعلام طالبا منحي حق اصدار مجلة ثقافية للمعلمين والمعلمات وحصلت على الموافقة بإصدار مجلة شهرية باسم المعرفة)).
وقد ضمت المجلة مقالات لأشهر الأستاذة والتربويين في سورية وكانت جميع أبحاثها هامة ومتطورة.
ومن أقلامها: الدكتور فاخر عاقل، والدكتور عادل العوا، والدكتور كامل عياد، والدكتور نور الدين حاطوم، والدكتور سليم عادل عبد الحق، والدكتور عزة النص، والدكتور صبحي أبو غنيمة، والأستاذ رؤوف جبري، والأستاذ أنور العطار، ووداد شمندي، والأستاذ سعيد القضماني والأستاذ رشاد الأسطواني، وخالد قوطرش طبعا وغيرهم من الأقلام المعروفة في حقل التربية وعلم النفس والتعليم والأدب.
ومن أبواب المجلة: (أخبار المعارف، سير التربية في العالم، ومع الكتب والصحف، نشاط الهيئات التربوية في المحافظات....).
وخالد قوطرش ولد في دمشق وتلقى علومه الأولية فيها وحصل على دبلوم في علم النفس التربوي وعمل في رسالة التعليم أربعين عاما معلما ومفتشا ومديرا عاما للتربية والتعليم أكمل تعليمه العالي في دار المعلمين العليا في سان كلو في فرنسا وجامعة السوربون ونال الدكتوراه في التربية وعلم النفس من جامعة بول فاليري في مدينة مون بلييه في فرنسا.
نشر أبحاثه ومقالاته منذ عام 1933 وله مؤلفات عديدة في التربية والتعليم والنقد الأدبي تأليفا وترجمة، ونجد في العدد السادس من السنة الأولى والصادر في أيار عام 1947 أن التربوي المعروف رؤوف جبري وهو شقيق شاعر الشام شفيق جبري، كان مدير مدرسة الوليد بن عبد الملك الابتدائية بشارع بغداد في دمشق وهي مدرسة اشتهرت بنشاطاتها الرياضية والفنية والاجتماعية، قد كتب مقالاً تحت عنوان (التمثيل والمدرسة) ومما جاء في هذا المقال مايلي:
((يكاد المعلم في مدارسنا يحصر جهوده كلها في عمل واحد، وهو تلقين تلاميذه مبادىء العلوم وحشو أذهانهم بها، ليجتازوا عقبة الامتحان، أما التلاميذ ودراسة نفسيتهم وعلاج أدواء بيئاتهم المختلفة، وأما رفع مستواهم الخلقي فتلك معضلة لا يجد متسعا لحلها وأن وجد، حالت دون ذلك الأنظمة الآلية الموضوعة.... والفرصة التي يمكن أن تستغل لعلاج هذا النقص، هي فرصة النشاط المدرسي، وفي المقدمة حفلات التمثيل والإلقاء.
إن اهتمام الأمم الراقية بالمسرح المدرسي، وليد شعور بحاجة الجيل الصاعد إلى هذه النهضة الفنية.
فمتى تغمر مدارسنا موجة التمثيل والإلقاء الذي أصبح وسيلة فعالة للإصلاح وأداة هامة لتثقيف النشء وتهذيبه؟
وها هي روسيا وفرنسا وغيرها لجأت إلى المسرح لتنشئة أطفالها خير تنشئة، فقد انتشرت فيها مسارح تدعى (مسارح الأطفال) تهيئ كل شيء في هذه المسارح، من إعداد المناظر وعمل المكياج والإخراج وماشابه ذلك تحت إرشاد علماء التربية وعلم النفس.
وينبغي أن نعلم أنه يحظر على الأولاد الصغار هناك ارتياد المسارح ودور السينما العامة على أن تخصص لهم هذه الدور حفلات نهارية.
وهناك محطات للإذاعة المدرسية، تتيح للتلاميذ الاستماع إلى بلغاء المذيعين وفصحاء المحاضرين، حيث إذا الفوا سماعهم، واعتادوا الإصغاء إلى أقوالهم أو القائهم، يشعرون بميل إلى محاكاتهم)).
الأستاذ خالد قوطرش