"مهيار علي": أبحث عن ذاتي "كفنان"، ووالدي تكملة لبحثي "كنحات"

 

لاحدود لطموحه، رغبته كبيرة في إتمام ثورة والديه، جاءت أعماله مزيجاً من حضارتي الشرق والغرب، أحب دمشق وفنها، فعاد لها بمحبةٍ ومودة، إنه النحات الشاب "مهيار العلي" الذي التقيناه، واطلعنا على فنه وأعماله التي كان لها أثراً واضحاً في دمشق.  

*تميزت منذ الصغر بالحس الفني العالي، هل تخبرنا من اكتشف مهيار "الفنان" وشجعه على الاحتراف والمتابعة الفنية؟

**هذا صحيح لأنني منذ الصغر كنت أعيش في جوٍ ٍفنيٍٍٍٍٍ ٍرائع، مع فنانيين رائعين هما: والدي ووالدتي، فوالدي "نحات" ووالدتي "رسامة".. وحين قررا السفر إلى إيطاليا من أجل إتمام الدراسة الفنية سافرت برفقتهما إلى "إيطاليا" وكنت بعمر ستة أعوام آنذاك ،ومن هنا ابتدأت حياتي الفنية في بلدٍ عرف عنه السحر والجمال في كافة الفنون والألوان، وكان تركيزي الكبيرعلى الرسم لأنني أحببته كثيراً فأصبح بالنسبة لي أكثر من هواية، فمنذ صغري أحب أساتذتي رسوماتي وقالوا إنني أملك حساً فنياً رائعاً ورأوا أنني متأثربشكل واضح بالزخرفة العربية ورسوماتها الدقيقة الصغيرة" .بالإضافة إلى أن والدايَّ اكتشفا موهبتي وشجعاني على تنميتها في تلك الفترة،وعندما أصبح عمري في  الرابعة عشرة قررت الدخول إلى المعهد الفني العالي الذي هو بمثابة High school.      

*لماذا اتخذت قرار إتمام الدراسه في مجال "الفن" تحديداً دون غيره في سن مُبكرة، وهل لك أن تطلعنا على هذه المرحلة الدراسية بالمعهد العالي الفني؟

**لقد قررت الدراسة بمجال الفن لأنني شعرت برغبة كبيرة في إتمام الثورة الفنية لوالديَّ ومن هنا ابتدأ مشواري الفني بالمعهد العالي الفني وخلال هذه السنوات تعلمت جميع الطرق الفنية التعبيرية في النحت والرسم خاصةًً " الرسم الزيتي" كما أنني رسمت كثيراً لأفلام الرسوم المتحركة ،وفي هذه المرحلة بدأت التعرف أكثرعلى ذاتي كفنان أبحث في كافة الطرق التعبيرية بالفن فاكتشفت طريقة تعبيري الخاصة وتوجهي الفني ،واستطعت فيما بعد من خلالهما اختيار ماأريده والتعبيرعن ذاتي بسهولة لأنني كنت أمام اختيارين الأول الرسم الزيتي والآخرالنحت، لكنني شعرت بتوجهي أكثر نحو النحت ومن هنا قررت دخول الجامعة اختصاص "نحت" حيث تعلمت فيها كافة أنواع وطرق النحت منها " البرونز- الرخام – الخشب" كأساس لأي فنان.

  

* القليل من الشباب الذين يدرسون ويقضون معظم سنواتهم بالغرب وفي مثل عمرك لايعودون إلى الوطن، ماهو الدافع الذي دفعك للعودة إلى دمشق والإستقرار فيها؟

**في الحقيقة أريد البحث عن جذوري وعن دمشق وذلك لأنني قضيت معظم أيامي في إيطاليا،لذا حالياً أريد الإستقراربدمشق من ناحية العمل والتركيزعلى أعمالي والدخول في الجو الثقافي السوري خاصةً أنني شعرت بالفترة الأخيرة  بوجود اهتمام كبيروتغييرات من نوع جديد في سورية فيما يتعلق بالحركة الثقافية والفنية، فهذه الأمور شجعتني أكثر للعودة إلى دمشق بالإضافة لرغبتي في إفادة بلدي"سورية" من الناحية الثقافية من جهة وبعملية التطوير الفني من جهة أخرى، كما أنه سيكون لي زيارات لإيطاليا باستمرارلمواكبة الحركة الفنية  في الخارج.     

*كيف تظهر لديك "الفكرة الفنية" التي تدفعك لصنع منحوتتك؟ وكم من الوقت يستغرق منك العمل الفني؟

**بالنسبة لمدة صنعي لأي منحوته غير محدد بوقت فأحياناً أبدأ بعمل ما ومن ثم أقوم بإتمام عمل أخرخاصةً إذا كان من نوع الحجرومن الممكن أن أضيف تغييرات على بعض المنحوتات بعد عام كامل ولكن ذلك يعود بالدرجة الأولى لنوع القطعة الفنية فنحن لانستطيع القول "أن القطعة الفنية لها وقت معين" لأن ذلك مرتبط بإحساس الفنان فالإنسان بحد ذاته تختلف أحاسيسه ومشاعره من وقتٍ لآخر لأن أحاسيسه ومشاعره مرتبطة بحالته النفسية كما أن النمو الروحي والفكري يصعب تحديدها في كافة الأوقات بحدود معينة ، فأنا كفنان أترك لأحاسيسي حرية  الإنعكاس على أعمالي النحتيه بالإضافة لوجود حركات اليد مع الروح والفكر والبصرلأن الأحاسيس متصلة دائماً بالروح واليدين مع الفكرالتي من الصعب تحديدها، أما بالنسبة لطريقتي بالنحت لاأقوم بأخذ رسمه أو صورة وإينما أقوم بأخذ كتلة من الطين أعمل عليها بطريقة اللمس حتى أشعر بظهور المواد كأشكال فما أراه  في خيالي أقوم بإتمامه، فأحياناً يظهرفي مخيلتي شكل إنسان أستمر بإتمامه حتى يظهر الشخص أوالشكل المطلوب المطابق لما في مخيلتي.

 

*إلى أي مدرسة نحت ينتمي النحات الشاب" مهيار العلي "؟

**حالياً لا أرى أنني أنتمي لمدرسة محددة لأنني الآن بحالة بحث أقوم بتجربة عددة أنواع وأساليب نحتية للوصول إلى الخط الواضح بالنسبة لي.

*ماهي أهم المعارض التي شاركت فيها؟

**معرض مشترك في "مارينا كرارا بايطاليا"عام /2004/ ومعرض مشترك مع الفنانة "شيرين الملا" في "كرارا" في "إيطاليا" عامي /2005و2007/ وأيضاً معرض مشترك في المركز الثقافي العربي مع الفنانة "شيرين الملا" في دمشق عام/ 2007/

وآخرمشاركاتي كانت معرض مشترك بعنوان  " فصول تل الحجارة " في دمشق عام/ 2007/

    

*من وجهة نظرك ما الفرق بين النحت التجاري والنحت الثقافي؟

** المنحوتات فيالنحت التجاري تتم بطريقة لإضافة تصميم ديكور جميل للمنازل والأماكن أي أنه تكملة لجمال البيت أما النحت الثقافي فهو يسعى دائماً لإيصال رسالة تحرك فكر كل من يراها من الجمهورالذي يصل من خلالها لفكره ما.

*كل إنسان لديه طموح "خاص " يسعى نحوه، إلى أين تريد الوصول بطموحك الفني ؟

**لاحدود لطموحي أريد الوصول للعالمية لست بعجلة للأمر فلدي والدي ووالدتي الفنانين اللذان يوجهاني بشكل دائم وأنا محظوظ بهما.                      

*"بشفافية كبيرة" من هو النحات الذي تستمتع بحضور معرضه وبرؤية أعماله الفنية؟

**بصراحة أستمتع بأعمال والدي النحات " مصطفى علي" من الناحية الفنية والفكرية معاً فهو كأستاذ لي أسمع لنصائحه وإرشاداته وهذا سبب آخر لسعادتي بوجودي قربه فهو تكملة لبحثي كنحات.

*برأيك ما السر الذي يكمن في منحوتاتك، والذي أعطاها طابعاً مميزاً عن بقية المنحوتات؟

**السر من وجهة نظري هو أن أعمالي جاءت متأثرة فنياً بالمجتمعين الإيطالي والسوري "فإيطاليا" تتميز بتاريخها الفني العريق والتي أصبح فيها تطورات جداً قوية خاصةً في مجال البحث الفني لفن  (النحت والديكور والرسم ) كما أن "دمشق" أقدم مدن العالم التي عاشت فيها الإنسانية منذ آلاف السنين والتي تميزت بأصالة تاريخها الفني فجميع هذه الأمورانعكست في أعمالي التي جاءت مزيج بين إيطاليا وسورية.