موازيني: هدف الفرقة تقديم التراث وعرضه بأسلوب عالي التقنية
الاثنين 13/6/2011
حين التقينا العازفة "ديما موازيني" أدهشتنا بأجوبتها المقتضبة لكن المكثفة والمركزة والتي أظهرت من خلالها ثقافتها الموسيقية التي دأبت على تطويرها، ومتابعة كل مايمكن أن يفيدها ويفيد فرقتها الموسيقية "تخت شرقي".
موقع ecalالتقى العازفة " موازيني" وكان هذا الحوار:
*القانون هذه الآلة التي يتجاوز عمرها خمسةآلاف عامترتبط بنا كشرقيين بشكل وثيق كيف تفسرين هذه العلاقة معها بالنسبة لك وبالنسبة للجمهور العربي عموما؟
**نحن كامتداد إنساني لنا هذا الإطار الزمني أيضاً، والإنسان ابن ماضيه وحضارته وبيئته، آلةالقانون واكبت هذا التاريخ، لذلك عندما نسمع رنين أوتارها يرتسم أمامنا تاريخنا وذاكرتنا بألوان موسيقية جميلة، يساعدها في ذلك الرنين الصوتي المميز لها وامتداد نغماتها على مساحات صوتية مختلفة الطابع.
* ارتبط اسمك بفرقة "التخت الشرقي النسائي السوري" كونك المديرة الإدارية وعازفة أساسية، وكونها الفرقة الأولى من نوعها ربما في البلاد (كتخت نسائي شرقي) حدثينا عن هدف هذه التجربة؟
**هدف فرقة التخت الشرقي النسائي السوري تقديم التراث وعرضه بأسلوب عالي التقنية وبإحساسنا كنساء بالموسيقا. نحن مؤمنون أنالجمهور لديه من الذائقة الفنية الشئ الكبير وهو تواق لسماع التجارب الجديةبعمق ووعيعكس المقولة التي تتهم الجيل الجديد بالسطحية
*عدد كبير من العازفين السوريين من الخرجيين الجدد اتجهوا إلى الأسلوب التركي ماذا عنك وما هو رأيك بهذا الموضوع؟
**بالنسبة للأسلوب التركي أحبه وأسمعه وهناك عازفون أتراك طوروا من تقنيات الآلات الشرقية بشكل كبير، لذلك أحبذ أن استعين بتجاربهم بأخذ ما يغنيني فنياً وتقنياً، ولكن دون أن ننسى هويتنا السمعية كشرقيين عرب، فأنا أفضّل الأسلوب الشرقي في العزف لأنه يشدّني ويشعرني بالإنتماء، وفيه أعرف ذاتي رغم محبتي واحترامي لكل من يعزف بالأسلوب التركي.
* قمت بتدريس الموسيقى حتى قبل تخرجك من المعهد، حدثينا عن متعة تدريس هذه الآلة والموسيقى عموما؟
** أشعر بمتعة كبيرة في التدريس، ولقد درّست آلة القانون في معهدي صلحي الوادي ومعهد شبيبة الأسد للموسيقى، ودرّست مادة تحليل القوالب الموسيقية للسنة الثالثة في المعهد العالي للموسيقى، ودرست آلة البيانو بشكل حر،هذا التنوع اعتبره نعمةً بالنسبة لي فقد جعلني أجرب التعامل موسيقياً وإنسانياً، مع كافة الأعمار وخلق لدي خبرة كبيرة عززتها بدراسة دبلوم التأهيل التربوي قسم الموسيقى لأني أؤمن بمبدأ التخصص. اعتبر حالة بناء عازف موسيقي هي حالة خلاقة أنسى كل جهد حين أرى طلابي يتعاملون مع الآلة بحرفية وإحساس رغم أعمارهم الصغيرة
*هل كان لك تجارب بالتأليف الموسيقي؟
**هي تجارب صغيرة وقليلة أعبر فيها عن أفكاري لكنها غير مكتملة لكي تنشر.
*هناك نظريات تقول إن الموسيقا التي نحبها تشبهنا، لكن هناك أيضا من يقول إننا لو تدربنا على سماع السيمفونيات الغربية سوف نجد متعة متجددة، ماذا تقولين عن هذا الموضوع؟
**من الطبيعي أن نميل للموسيقاالتي تشبهنا، لكن الموسيقا لغة عالمية تعبر عن أفكار و مشاعر إنسانية واحدة، ولكن بطرق تعبير مختلفة بسبب اختلاف الإرث الثقافي والتاريخي والبيئي وغيرها، لذلك نحن نتقاطع معالأفكار و المشاعر التي تلمسنا ونفهمها ونحبها فنتقبل الموسيقى المنتمية لها حتى لو اختلفت طريقة الطرح.
*وماذا عن روافدك في سماع الموسيقى، فالموسيقيون ينصحون دائما بسماع كل شيء؟
**بصراحة أسمع كل شيء أشعر أنه صادق التعبير بغض النظر عن مصدره أو نوعه والانتقاء أحيانا يتعلق بالحالة أو بالوقت والزمن.
*الهوية بالعزف هي طموح كل عازف: مثلا لو سمعنا العازف "تركي هاي تاتش" في أي مكان من العالم نعرف أن هذه أصابعه التي تضرب، أين وصلت أنت بتكوين هويتك الموسيقية وكيف يكوّن العازف هذه الهوية؟
**لا أعرف... هذا سؤال صعب... استطيع أن أقول إني أسعى لتطوير نفسي دائما واسمع كثيرا واشعر أني أعزف بصدق وحب والباقي عند من يستمع.
*طرح أحد النقاد الموسيقيين رأي مفاده أن الموسيقا الجيدة هي التي تريح الإنسان هل تؤمنين بهذا الرأي؟
** الموسيقا الجيدة هي التي تتوافق فيها الفكرة و نسب عناصر الموسيقا الثلاثة (اللحن والإيقاع والانسجام). هناك أعمال موسيقية كتبت للتعبير عن حالات انفعالية ومشاعر خاصة كفكرة الحروب والدمار والضياع وغيرها أو كتبت للتعبير عن تقنيات متجددة للآلات أو صياغات هارمونية ونظريات موسيقية جديدة، كل هذه الأعمال مميزة وجيدة لكنها غير مريحة وكتبت لفئة مختصة وليس لكل الناس، ولكن بالمفهوم العام للموسيقى الجزء الأغلب منها يريح الإنسان حتما ويعبر عنه
* ماهي طموحاتك الموسيقية؟
** على صعيد آلة القانون أنا في المراحل الأخيرة من تأليف كتاب عبارة عن منهج لتدريس العزف على آلة القانون موجه للأطفال، اتمنى أن يصدر بوقت قريب وأن يحقق ما كتب من أجله ويُحبب الأطفال ويقربهم من الآلة، أتمنى أن انشر من خلال آلة القانون هويتنا السمعية، ثقافتنا وأفكارنا وهواجسنا للعالم.
جدير بالذكر أن الفنانة ديما موازيني مواليد /1980/، خريجة المعهد العالي للموسيقا، عزفت في عدد من الدول العربية والأجنبية، وهي المديرة الإدارية لفرقة التخت الشرقي النسائي السوري وعازفة في فرقة " زهر البيلسان"وفرقة "جسور" وفرقة المعهد العالي للموسيقا وفرقة "سيد دروش". كما شاركت أيضاً بورشات عمل في ألمانيا و أسبانيا. أبرزها ورشة عمل حول التقاسيم في مدينة "فايكزهايم" الألمانية. حاصلة على شهادات تقدير من مهرجان البحرين للموسيقا، ومهرجان قيثارة الروح.