"مياس اليماني" .. "دار الأوبرا" خطوة ثقافية رائعة لسورية
رولا القطب
"مياس اليماني" عازف كمان استطاع الوصول إلى حلمه من خلال الجهد والمثابرة والسفر والاطلاع والتدريب على يد أشهر الموسيقيين بأعرق الجامعات الأوروبية.
المفكرة الثقافية التقت الفنان العازف "مياس اليماني" بتاريخ 10/3/2011 وكان الحوار التالي:
*هل لك أن تحدثنا عن بدايتك الموسيقية ؟
** ولدت في جوعائلة محبة للفن والموسيقا، حيث كان والدي "غسان اليماني" من أشهر عازفي آلة الدرامز، وبقية أسرتي من المهتمين بسماع الموسيقا، وقد شدتني آلة الكمان منذ البداية للتعلم والعزف.
*هل لك أن تُطلعنا عن مراحل دراستك على آلة الكمان، حتى تخرجك من المعهد العالي للموسيقا؟
** في البداية درست "بالمعهد العربي للموسيقا" حيث تدربت على يد أساتذه عرب وروس هامين، ثم تابعت دراستي الموسيقية "بالمعهد العالي للموسيقا" وهُناك تعلمت الكثير وفق منهاج موسيقي عالي المستوى، ولكن مهما تعلم العازف من مكان واحد فمن الضروري جداً أن يوسع آفاقه الدراسية بالسفر للاطلاع على المدارس الموسيقية العالمية، وهذا ماكنت أقوم به أثناء دراستي .
*لماذا اتجهت إلى "النمسا"؟
** لأنني أردت متابعة دراستي على آلة الكمان في جامعة "فيينا" للموسيقا التي تُعتبر من أعرق جامعات أوروبا على المستوى الموسيقي، فدرست على يد خبراء موسيقيين عالميين ذوي خبرة احترافية عالية، وهناك تحقق حلمي بالحصول على شهادة الماجستير "لآلة الكمان".
في الحقيقة لقد وجدت "النمسا" مكانا ممتازا للقيام بالعديد من التجارب الموسيقية الناجحة والمشاركة مع العديد من الفرق الموسيقية الهامة، حيث أن اهتماماتي الموسيقية هناك تعدت الموسيقا الكلاسيكية إلى بقية الأنواع الأخرى .
*ماالذي أضافته هذه الجامعة إلى خبرتك الموسيقية؟
** بالنسبة للناحية الكلاسيكية، المدرسة "النمساوية" مختلفة جذرياً عن طريقة الدراسة التي درستها في دمشق، ولكن هذا لايعني أن هناك خطأ بطريقة تدريسنا، ولكن معظم خبرائنا الموسيقيين في دمشق "روس" لهم طريقتهم وأسلوبهم الخاص في التدريس، فوجودي في "فيينا" زاد من خبرتي الموسيقية، لأن الموسيقا النمساوية هي موسيقا أكثر تهذيباً ولها أسلوبها الخاص الذي من الصعب التعبيرعنه بالكلمات فقط .
*كيف تمت تحضيراتك الموسيقية حتى حصولك على شهادة الماجستير لآلة "الكمان"؟
**كان برنامجي الموسيقي من عصور موسيقية مختلفة، وأهم القطع الموسيقية التي عزفتها خلال تلك فترة وجودي في "فيينا" واستمتعت بها هي:"باخ بارتيتا الثانية" "Bach partita 2"، "باغانيني كابريس16" -Paganini capris 16، "موتزارت كونشرتو الرابع"- "Mozart concerto 4" وغيرها من المؤلفات العالمية الإحترافية».
*ماهي أهم المسابقات التي شاركت بها، وحصلت من خلالها على جوائز قيمة؟
**أنا أرى أن وضع الموسيقا بهذا القالب التنافسي يقتل الحالة الإبداعية في هذا المجال، ورغم مشاركاتي بأكثر من مسابقة عالمية مثل مسابقة تمت في النمسا على صعيد طلاب الجامعات النمساوية، وفوزي بهذه المسابقة التي عزفت فيها "كونشرتو" "شوستاكوفيتش"- "shostakovich" مع عدة أوركسترات في "فينا"، إلا أن الموسيقا بالنسبة لي هي أكثر من حالة تنافسية.
* سمعنا أنك قُمت بتأليف العديد من المقطوعات الموسيقية، فهل لك أن تُطلعنا أكثر عن ذلك؟
**في مجال الموسيقا الكلاسيكية قُمت بالعديد من الحفلات مع أوركسترات مختلفة بأهم قاعات العالم، ومؤخراً قُمت بتأليف أعمال كلاسيكية عُزف منها مع الأوركسترا الفيلهارمونية بقيادة د."ناهل الحلبي" بمقطوعة موسيقية تُدعى"oriental dances" هي عبارة عن "رقصات" كانت فيها الحركة الأولى لحنا مكتوبا بطابع شعبي، أما الحركة الثانية فكانت لحنا شعبيا تركيا، والقطعة أساساً كُتبت للكمان مع مصاحبة الأوركسترا، إلا أنني عدلتها لأوركسترا نفخية لأن -الأوركسترا الفيلهارمونية هي "أوركسترا نفخية" .
*ماالقالب الذي استعملته في الرقصات، وماهي الأنماط الموسيقية الموجودة في هذا المؤلف؟
** استعملت قالب "Rondo"- "الروندو البسيط " في الرقصات لأن هذه الأنواع من الرقصات لانستطيع تحميل الموسيقا فيها أكثر من طاقتها، أما بالنسبة للأنماط الموسيقية المتبعة في الرقصات فهي غربية شرقية، وعبارة عن مزيج بسيط ساذج نُسج بطريقة مدروسة جداً، وقريباً سأصدر ألبوما بمؤلفاتي الذي عملت عليها كثيراً في "فيينا" من خلال فرقتي "مقام" .
*حدثنا أكثر عن فرقة "مقام"، وعن مشاركاتك الموسيقية بشكلٍ عام؟
** الفرقة عبارة عن أوركسترا صغيرة طابعها شرقي كلاسيكي، أسستها منذ ثلاث سنوات، وهي حالياً من أشهر الفرق بالنمسا، قدمت العديد من الحفلات في ("التشيك"- "سلوفانيا"- "ألمانيا"- "سلوفاكيا") وعزفت أيضاً بأهم الصالات في "فينا" مبنى الأمم المتحدة في "فينا"، مبنى البرلمان النمساوي، معهد "الأفرواسيادي"، مبنى التلفزيون النمساوي .
بشكلٍ عام حفلاتي في أوروبا مستمرة بأكثر من اتجاه موسيقي ومع عدة فرق موسيقية، أما في سورية فأنا أعزف مع فرقة "كلنا سوا" منذ أكثر من ست سنوات وسجلت معهم ألبومهم الثاني، والثالث الذي سيصدر قريباً، بالإضافة لتسجيلي ألبوم فرقة "اطار شمع" و"جين" ومع "لينا شاماميان"، فاتجاهاتي الموسيقية بشكلٍ عام مع الفرق الشبابية غير كلاسيكية إلا أن المشاركة معهم تعنيني كثيراً لأنها لغة وموسيقا اليوم .
بالنسبة للإتجاه الكلاسيكي شاركت بالعزف مع عازف الكلارينت السوري "كنان العظمة" الذي قام بإدارة مشروع موسيقي ناجح بعنوان "مهرجان أوركسترا دمشق لموسيقا الحجرة" حيث قمنا منذ عدة أشهر من خلال هذا المشروع بإحياء حفل موسيقي ناجح في "دار الأوبرا"، فقدمت هذه الأوركسترا مؤلفات جديدة لأربعة مؤلفين سوريين هامين هم "شفيع بدر الدين، زيد جبري، كريم رستم، ضياء سكري" بأداءٍ مميز، فالمشروع مستمر وألبوم الفرقة سيصدر قريباً في ألمانيا.
* مارأيك بالوضع الموسيقي في سورية في الوقت الحاضر؟
** حالياً سورية تعيش حالة من الجمود الموسيقي، فرغم وجود بعض الحركات الموسيقية المتنوعة الجيدة، إلا أن الأمر لايكفي لأننا بحاجة إلى مستوى عال أكثر في الأداء، ووجود "دار الأوبرا" خطوة ثقافية رائعة لسورية، لأنها خلال فترة قصيرة منذ افتتاحها عام 2004م، استطاعت أن تكوّن جمهورا ثقافيا يحضر فعالياتها بشكلٍ مستمر، ولكن من الصعب أن نضمن استمرارية حضورهم مستقبلاً اذا استمر مستوى الأداء الموسيقي بهذا الشكل.