"إبراهيم خريط" ... متابعة المواهب الأدبية الشابة
رامي خطاط - دير الزور
الجمعة 06 كانون الأول 2013
قدم في رواياته وقصصه رسائل هادفة للارتقاء بالمجتمع والأدب، وبقيت أصداء كلماته الفراتية تصدح في محافظته "دير الزور" عبر رواياته وقصصه القصيرة وشعره، ليكون رمزاً من رموز الأدب الحديث في المدينة.
للتعرف أكثر على حياته التقت مدونة وطن "eSyria" في 30 تشرين الثاني 2013 الباحث والأديب "صهيب محمد الجابر" الذي قال: «لم يكن شخصاً عادياً بل كان روائياً وكاتب قصة قصيرة متميزاً ومبدعاً فلقد أتقن عمله، وكان ملماً بالأدب ويحب الشعر ولا سيما المحكي منه، وعلى الرغم
تكبير الصورة
من أن شهادته كانت في الفلسفة إلا أن موهبته في الكتابة كانت بارزة، وبدأت رحلته مع الأدب حين كتب القصة القصيرة ونشر أول قصصه في مجلة "هنا دمشق" في سبعينيات القرن الماضي، وبقي مواظباً في كتاباته حتى أصدر أولى مجموعاته القصصية في عام 1989، وكانت قصصاً قصيرة بعنوان "القافلة والصحراء"، ثم نشر مجموعته الثانية في عام 1994 وكانت بعنوان "الحصار"، وهي عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة الريفية».
وأضاف: «كان من المعروف عنه أنه يساعد المواهب الشابة ويتابعها من خلال توجيه ملاحظاته لهم وإبداء رأيه بما يقدمونه، ولعل هذا كان أحد أسباب نجاحه في عمله الأدبي، كما كان مهتماً في تطوير حركة الأدب والفكر في "دير الزور" وقد عمل مع مجموعة من الكتاب والشعراء على هذا الأمر وذلك من خلال إقامة الكثير من الأمسيات الشعرية والملتقيات الأدبية والفكرية، لم يعرف "الخريط" سوى المركز الأول في جميع المسابقات المحلية التي خاضها،فقد فاز في مسابقات مجلة "المعلم العربي" بالمركز الأول لمرات عديدة، إضافة إلى جوائز مديريات الثقافة وغيرها، كما كان خبيراً في تحكيم القصص القصيرة والروايات، ويعتبر من الكتاب الذين تركوا بصمتهم في مجال القصة القصيرة في "سورية"، فهو رمز من رموز الأدب الحديث».
وعن مجموعاته القصصية تابع: «عين "الخريط" عضو اتحاد الكتاب العرب "جمعية القصة والراوية" في عام 1997، وأصدر العديد من الروايات والمجموعات القصصية ومنها: "حكايات ساخرة، وطقوس الرحلة الأخيرة، وفانتازيا" ذات الوقع الخاص بين قراء القصص القصيرة، إضافة إلى روايتي "نهر بلا شطآن وشموع ملونة"، وغيرها الكثير من الروايات والمجموعات القصصية والقصائد الشعرية، كما امتاز الأديب الراحل في انتقاء المواضيع لقصصه من البيئة والواقع، فقد كانت قصصه ذات أهداف تعكس رسالته إلى المجتمع، هذه الرسالة التي يرمي من خلالها إلى النهوض ببلده والارتقاء بسويته الثقافية والأدبية والمعرفية».
أما الشاعر "محمد المضحي" فأضاف: «عشق الراحل القراءة والمطالعة منذ صغره،وتنوعت قراءاته ومطالعاته فلم يقتصر على نوع محدد، قرأ القصة والرواية والنقد الأدبي والدراسات الفكرية ما شكل لديه مخزوناً ثقافياً ومعرفياً، وهذا ساعده كثيراً في عمله، وقد ركز في كتاباته على البيئة والواقع، وكانت قصصه في أغلبها ناقدة وساخرة من عادات وتقاليد وأمراض اجتماعية وسلوكيات سائدة في المجتمع».
ذكره الأديب "محمد رشيد رويللي" في كتابه "الحركة الثقافية في محافظة دير الزور في القرن العشرين" بالقول: «ولد الأديب "إبراهيم خريط" عام 1943 في "دير الزور" وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها، والتحق بجامعة "دمشق" وحصل على إجازة في الآداب قسم الفلسفة، ثم عاد إلى مدينته ليبدأ رحلة التدريس التي كانت محملة بالصعوبة في بداية الأمر، وكان مثال المدرس المعطاء والمربي الناجح ودرّس وخرّج أجيالاً كثيرة في ثانويات "دير الزور"، وبقي رجلاً مبدعاً في عمله التدريسي والأدبي».
الجدير بالذكر أن الأديب "إبراهيم خريط" قد توفي عام 2012 تاركاً وراءه إرثاً كبيراً في مجال الأدب، وسيخلده الفراتيون في صفحات تاريخهم.