سمر الدريعي
ثم وهي خريجة المعهد العالي للتجميل – بوخاريست- رومانيا..
ودرست الصولفيج الموسيقي والغناء بحلب..
وهي حائزة على الجائزة الثانية بالرسم على الجسد ” بدي بينتينغ ” رومانيا.
وجاء معرضها هذا الذي تم افتتاحه في صالة الخانجي بحلب التي هي من أضخم صالات العرض في سوريا، في يوم 27/5/2010:
تحت عنوان ” 1- الجسد 2 – الطبيعة“
ومن هنا فقد طرحت الفنانة بجرأة صارخة منقطعة النظير في مناخ عام يرغي ويزبد تلك العلاقة الجدلية المتناغمة بين الجسد والطبيعة في لوحاتها..
ومن قال إن جسد المرأة ليس أجمل طبيعة في الخليقة كلها، رسمه الفنانون رسامون ونحاتون بإبداع، تغنّى بها الشعراء في مواويل الغناء والطرب…
تقوم الفنانة بعملية مزج رائعة بريشتها روح المرأة بروح الطبيعة الساحرة الوادعة بألوانها وبالتالي صيرورتهما روحاً واحداً في كل لا ينفصم بينهما أبداً..
كما وأنها ومن أرضية ثابتة راسخة واثقة من نفسها لا تفكر أو تحوم في عوالم ريشتها ولونها بأكاديمية وهي ترسم لوحاتها، لأنه لا تفكير مسبق لديها ففيما ترسم من لوحاتها، وإنما ريشتها تسبق تفكيرها في أي عمل ترسمه، الريشة التي تقودها إلى اللون الذي هو حسي تماماً نفسي تماماً، يقودانها إلى خيارات مختلفة وبخطوط قد يكون لها بدايات، ولكن ليس لها أية نهايات..
ولكن ماذا تعني الزهور والزنابق وأوراقها الخضراء الممتزجة بكل ماهو زاهٍ في كم هائل من أعمالها ولوحاتها ؟.. هو سؤال يجب الوقوف عنده بصمت خاشع وعلى وجل قدسي عندما تشبه الزهرة بالأنثى ، لنقائها ، لجمالها , لرقتها , لعذوبتها..
فعندها لا تشبيه لجسد المرأة الجميل الرائع والفاتن إلا بالزهرة ، لأن المرأة هي كل الزهور والزنابق والرياحين .. هي البنفسج والفل والياسمين .. هي القرنفل وعطر الليل .. هي زهرة اللوتس أجمل الزهور وأشمخها وهي التي لا تنمو إلا في المستنقعات الآسنة..
لأن المرأة هي كل تلك الزهور التي تنمو وتتفتح وتنشر عبق أريجها في قلب تلك الطبيعة الجميلة الرائعة الأخاذة الساحرة .. أو مشتقة منها من خلال ربط محكم للمرأة وجسدها بالطبيعة المعطاءة .. لأن المرأة كتلة عطاء لا ينضب..
المرأة معطاءة في الحب كل الحب الأسطوري في ملاحم عشق سرمدية..
المرأة معطاءة في العذاب اللا محدود واللا متناهي، فهل وقف ذكوري واحد يوماً عند ولادة واحدة لهذا الكائن المقدس الذي هي المرأة المعطاءة في منح زينة الحياة الدنيا ، لأنه في عذابها وتضحيتها استمرارية الحياة والكون..
وبالتالي فهي جديرة أن تكون نبع الحياة المتدفق ماء ينابيعه العذبة الرقراقة بسخاء..
كما وللفنانة خصوصيتها في جوانب عدة غير مطروقة في عوالم الفن التشكيلي، وبالتالي بإمكاننا أن نعتبر أنها تجربتها الخاصة بها، ونحن نقف أمام لوحات ترحل بنا إلى الماضي السحيق في قدمه .. إلى حضارة الأقدمين .. إلى أساطير موغلة في قدمها وهي تضعنا أمام معاناتها في العمل مع مواد الرمل والحجر ومزجهما مع اللون البني .. لتكون محكية تلك الأساطير والحضارات التي كانت من خالص الرمل والحجر..
وماذا عن الفنانة واللون .. وما أبدعها في هذا اللون من خلال ريشتها التي كانت تنساب
وبتناغم وانطلاقة ورشاقة مرئية مني عبر ساعات طويلة وقفت متأملاً بصبر صامت وخاشعاً بشغف وهي تدندن بلمسات غارقة في بداهة وشفافية وعفة ذاتها مع هذا اللون الذي اسمه
” الموف – ليلا - البنفسجي بتدرجاته من الغامق فالفاتح فالأفتح“..
هذا اللون الذي هو كلي النقاء والشفافية كنقاء وشفافية المرأة ذاتها .. ولماذا ؟.. لكونه اللون المتسلطن على كامل أبعاد وشفافية اللون عند ها..
أخيراً .. الفنانة سمر دريعي جميلة كجمال زنابقها البنفسجية في عطر ألوانها..
رائعة وجذابة وأنيقة كجمالية وروعة لونها البنفسجي ذاته من خلال زنابقها..
هي صاحبة صوت شجي تجعلك ومرغماً تحن إلى الفن والطرب الأصيل في حلته الحلبية الزاهية المتميزة والخاصة بحلب دون مدن المعمورة كلها.