"عدوية الطباخ".. امرأة دخلت القلوب بكسرة الخبز
رئيس التحرير
ولدت السيدة "عدوية يحيى كاظم الطباخ" في ٨ آذار عام ١٩٢١ في حي "الشهداء" في منزل رئيس أركان الحرب "محمد اسماعيل الطباخ" في آخر يوم من الحكم العثماني، والذي صادف تتويج الأمير فيصل الاول ملكاً، حيث دخل الفرنسيون وأطاحوا بالملك فيصل، وسلمت الاسلحة إلا سلاح الإخلاص للدين والوطن سورية، فتحول بيت عائلة الطباخ المتواضع الى مجمع لرجالات السياسة آنذاك وهم :(شكري القوتلي، سعد الله الجابري، جميل مردم ، عفيف الصلح، نجيب الريس، نبيه العظمة)
وعندما بلغت "عدوية الطباخ" السابعة من عمرها وجب عليها استقبال هؤلاء الرجال فجلست بين مقاعدهم تستمع لأحاديثهم النارية، فاستخدموها حماماً زاجلاً في نقل بريدهم السري، ولقبوها بالعلم العربي حيث كانت والدتها تقصد إلباسها زياً مكوناً من الألوان الأربع.
وفي الوقت الذي كان من الطبيعي أن تكون الصبية تعيش عمرها استبدلت كرة اللعب بالحصى لترشق به الفرنسيين،
واستبدلت نشيد عروستي بنشيد بلادي بلادي، واستبدلت قصة ليلى والذئب بقصة يا ظلام السجن خيم، حيث أسر والدها وعمها.
كان لها موقف بطولي يشهد لتاريخها الوطني حين وقفت أمام بوابة دارالقائد الفرنسي حيث يقطن وانتظرته لتسمعه أولى كلماتها الوطنية : لتسقط فرنسا ولتحيا سورية.
واصلت عدوية دراستها في الكلية الاميركية في بيروت فوجدت بها المنطلق لصقل الأهداف والغايات وللفهم الصحيح لحياة الفرد وتأثيره على المجتمع، حيث النشاطات المختلفة مثل: مشروع إنعاش القرى، المدارس الليلية لمكافحة الأمية، والعروة الوثقى حيث الثقافة.
بعد انتهاء دراستها سمح لها والدها بعمل الخير لوطنها ومجتمعها عن طريق الخدمات الاجتماعية الإنسانية لتعطيها كل إمكاناتها دون أجر أو شرط مادي تاركة الكسب المادي لفتاة أخرى ربما أكثر حاجة له.
أكد لها والدها أن مسيرته وأخويه هي مسيرة نيل الحرية واستقلال الوطن والعمل من أجله دون هدف الشهرة أو المنصب وبأن تسير بخطوات والدتها (إيواء اليتيم ، تعليم الأمي، تمريض الجرحى) وهكذا كان.
يذكر أن عدوية الطباخ:
تلقت العلوم الابتدائية والثانوية في سورية، أما في بيروت فتخصصت بالأدب العربي من الجامعة الأميركية
هي مؤسسة في جامعة نساء العرب القوميات
وعضوة في الرابطة الثقافية ، دوحة الأدب ، رابطة خريجات المعلمات ، الاتحاد العربي النسائي العام.
ومثلت بلدها سورية في عديد من المؤتمرات بالعواصم العربية (مصر، لبنان، العراق)
وقد منحتها المؤسسة الانسانية الفرنسية وسام الاستحقاق برتبة فارس
لها العديد من الكتابات والمقابلات والمقالات الأدبية في : مجلة الشرطة، مجلة المضحك المبكي، كل شيئ، صوت المرأة اللبنانية
غلاف خاص لمجلة الدنيا الأسبوعية المصورة (عدوية الطباخ أول سيدة عربية تخوض المعترك السياسي)
لقاء اللواء الرئيس محمد نجيب في مصر عام ١٩٥٣ على هامش مؤتمر نساء العرب
حضور وارتياد أغلب الصالونات الأدبية وأهمها (حلقة الزهراء) أنشأته رئيسة جمعية الرابطة الثقافية زهراء يوسف العابد والتي عرفت بتواضعها وكرمها السخي وأعمالها الخيرية.
كان أول صالون أدبي في الشرق بعضواته المؤسسات: (عفة مملوك، عبلة الخوري، منيرة علي المحايري، عدوية الطباخ)، وكان من رواده كبار رجالات الادب مثل: (محمد البزم، عبد السلام العجيلي، طلعت الرفاعي، عدنان خليل مردم بك، ماري عجمي، أديب الداوودي، عبد الله عبد الدائم ، وأبو سلمى الكرمي)، وذلك عن طريق عمل اجتماع لمرتين شهرياً، وكان من الزوار في كل مرة دعوة لأديب أو لزائر.
وكانت مرشحة دمشق المستقلة لقبة البرلمان عن محافظة مدينة دمشق للدورة النيابية عام ١٩٥٣، وقد حازت على أكثر الأصوات، لكن سلب منها هذا الفوز كمستقلة لصالح قائمة مرشحي الحكومة.
رسم رسام ألماني ( بن) أثناء ارساله إلى سورية رسومات لتغطية سير الانتخابات، وأثناء مقابلته لها رسم لها رسماً كاريكاتيرياً حاملة صندوقا أسودا بخيوط عناكب تحمل بيدها اليمنى حق المرأة السورية في الترشح والانتخاب، وباليد اليسرى من يأخذ هذا الحق.