عمر أميرلاي
مخرج سينمائي من مواليد "دمشق" عام 1944 .
يعد من رواد الفيلم التسجيلي العربي عبر تدوينه نصوصا بصرية غاية في الاحترافية السينمائية التي بدأها بفيلمه محاولة عن سد الفرات 1972 وحتى استعداداته الأخيرة لفيلمه "إغراء".
تمكن من تسجيل وثائق بصرية حية عن الحياة السورية مطلع سبعينيات القرن الماضي واكبت نهوض سورية المعاصرة مبرماً عقداً جمالياً مع البيئة السورية وصلت فيه كاميرته الحساسة إلى أبعد نقطة في الريف السوري.
بدأ مسيرته الفنية عام 1965 كطالب أوبرا في كونسرفتوار "برلين" لينتقل بعدها لدراسة المسرح بين عامي 1966-1967 في الجامعة الدولية للمسرح ب"باريس" مسرح "ساره برنار".
ليلتحق بمعهد الدراسات السينمائية العليا عام 1968 في جامعة "نانتير" وليكمل بعدها دراسته الأكاديمية في سينماتيك باريس حيث تلقى علومه على يد المخرج الفرنسي العالمي "جان بيير ميلفيل".
وفي العام نفسه عاد "أميرلاي" إلى "دمشق" ليحقق أول فيلم تسجيلي له عن صناعة السجاد اليدوي في الريف السوري.
واستطاع عبر مسيرته السينمائية إنجاز مستوى سينمائي لافت عبر نشاطه مع زملائه من المخرجين السينمائيين ولاسيما في النادي السينمائي ب"دمشق" الذي استمر منذ عام 1974 وحتى 1982 .
وقد عرف في هذه التجربة بروائع السينما العالمية والعربية عبر عروض حية للأفلام ومناقشتها والاستفادة منها في تنشيط الحراك السينمائي السوري عاكساً بذلك رغبة جيله بصناعة سينمائية سورية ترقى إلى العالمية.
كما ساهم في تأسيس اتحاد نوادي السينما في سورية عام 1982 من أجل نشر الثقافة السينمائية ليس على مستوى "دمشق" فحسب بل لتمتد مفاعيلها إلى كل المحافظات السورية.
وعبر تجربته السينمائية التي امتدت نحو 45 عاماً تمكن "أميرلاي" من إنجاز أكثر من 20 فيلماً تسجيلياً مراهناً على هذا النوع السينمائي في معالجة مشاكل مجتمعه بعيداً عن السينما الروائية التقليدية من بينها فيلم عن تجربة كل من الفنان التشكيلي الراحل "فاتح المدرس" وآخر عن تجربة الكاتب المسرحي الراحل "سعد الله ونوس" إضافة إلى فيلم "نور وظلال" عن رائد السينما السورية "نزيه الشهبندر".
توفي عام 2011.
عمر أميرلاي "مصائب قوم" نموذج للحياة في الحرب