عمر الديري
شاعر ولد عام 1924 من سيدة كانت تعمل على إعالة أسرتها من خلال تعليم أولاد الحي القرآن الكريم.
ومنها تعلم القراءة والكتابة، وكانت أمه تسمى كما تسمى النساء اللواتي يدرسن القرآن الكريم "الخوجة" وكانت تتمتع بسمعة طيبة.
انتقلت أمه إلى "دمشق" عندما بلغ سن السادسة من عمره فعاش "عمر" في حي "الميدان" بدمشق فلقبه أقرانه هناك "بعمر الديري" .
عاش طفولته في "دمشق"، وكان لإقامته فيها أثر كبير على طباعه وسلوكه، وربما يكون إتقانه اللهجة الدمشقية وحديثه بها أهم ما يفسر بعض المفردات التي تنتمي إلى اللهجة الدمشقية والتي توجد في قصائده وزجله.
وفي عام 1942 عاد "عمر الديري" مع والدته إلى "دير الزور".
كان شاعراً شعبياً وينظم بالدرجة الأولى شعر العتابا والزجل الشعبي.
ولعل أهم الموضوعات التي تطرق إليها في شعره نابعة من صميم الحياة الاجتماعية، فقد تحدث مثلاً عن المهن التي عمل بها وهي كلها مهن بسيطة، فقد عمل سائساً للخيل في إحدى قرى محافظة "دير الزور" كما عمل حارساً ليلياً وساقياً للقهوة العربية.
عندما شارف على الخمسين من عمره أعاد النظر في شعره فراح يبحث عن ديوانه الوحيد المسمى "شراع القصائد" ولو أتم نقله وقام بطبعه لكان للديوان مكانة لدى القراء.
قد ترك نظم الشعر الشعبي والزجل في آخر أيامه لأسباب كثيرة منها أنه قد كبر ولم يعد ير ذلك يناسبه، ومنها قد تقرب إلى الله في آخر أيامه، وقد توفي رحمه الله في عام 1978.
تميز شعر "عمر الديري" بأنه ذا طابع ساخر على مستوى الشكل العام للقصيدة، ولكن مضمون قصائده يتسم بالجدية وملامسته لهموم الواقع المعاش، مما يجعل شعره أحياناً ساخرا في شكله، مؤلما وحزينا في محتواه.
"عمر الديري".. شعر النكتة في "دير الزور"