قصر العظم
بناه والي دمشق "أسعد باشا العظم" عام 1749 ميلادية على مساحة فاقت الـ 5500 متر مربع وسط مدينة "دمشق" القديمة ليكون مقراً لوالي "دمشق" بجانب جامعها الأموي الكبير
يمثل اليوم مأثرة معمارية فريدة بلغ فيها فن العمارة الإسلامية والدمشقية قمة الإبداع والانسجام مع روح الزمان والمكان والسكان.
ويعتقد أن مساحة القصر الأصلية كانت تفوق ذلك بكثير
القصر حالياً من ثلاثة أقسام حسب التقليد الدمشقي العريق وهي قسم "السلملك" وهو القسم المخصص للرجال وقسم "الحرملك" وهو القسم المخصص للنساء والقسم الثالث هو قسم "الخدملك" وهو المخصص للخدم وطبعاً يضاف إلى ذلك الحمام والقسم الخاص بالعربات أو المرآب
للقصر بوابة تؤدي لممر عريض مغطى بعقود متصالبة وعلى يمينه مصطبة للجلوس ويؤدي هذا الممر إلى قسمي الاستقبال والمعيشة أي السلملك والحرملك حيث تزيد ساحة الحرملك على ثلثي مساحة القصر وهي المساحة الأكبر غالباً في البيت الدمشقي، وحول فنائه الواسع تتوزع القاعات والغرف والإيوان الكبير وهو شبه غرفة مفتوحة على ساحة البيت، وتمتد أمامه بركة ماء طويلة شبيهة ببركة جنة العريف في غرناطة. وتحيط بالبركة أشجار باسقة للزينة وأشجار حمضيات متنوعة بالإضافة لعرائش الياسمين الدمشقي وقد زينت واجهات الغرف والقاعات بمداميك ملونة مغطاة بزخارف هندسية دقيقة، فيما غطيت الأسقف بالأخشاب الملونة.
في عام 1952 ميلادية عملت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية على تحقيق فكرة إنشاء المتاحف الشعبية والبدء بتحويل قصر العظم إلى متحف للتقاليد الشعبية، وفي عام 1954م جمعت المعروضات من مختلف المناطق السورية عن طريق الإهداء والشراء ووضعت المجسمات وتماثيل العرض وافتتح المتحف بتاريخ 13أيلول عام 1954م
وقد سجل هذا المتحف، إقبالا كبيراً من المواطنين والأشقاء العرب ومن الزوار الأجانب وأصبح من أكبر المراكز السياحية في الشرق الأوسط حتى ليبلغ عدد زواره يومياً أكثر من أربعة آلاف شخص
تحوي غرف وقاعات القصر اليوم تنويعة كبيرة من التحف والمقتنيات الدمشقية والتقليدية التي تحكي بمجملها قصة شعبية عن الحياة اليومية في البيت الدمشقي في تلك الفترة
إذ تضم قاعات القصر اليوم معرضا لصناعة الزجاج اليدوية عن طريق النفخ وصناعة أطباق القش وخراطة الخشب مع نماذج من المفروشات الخشبية الدمشقية العريقة من صناديق وكراسى وقنصليات وكراسى للولادة والقباقيب الشبراوية والعرايسية المحفورة أو المطعمة والمنزلة بالصدف والعاج والقصدير.
كذلك يضم في أركان أخرى جناح لصناعة أطباق النحاس المحفورة والمنزلة بالفضة والذهب وجناح للمنسوجات النسائية والرجالية من عدد من المناطق السورية. كما يضم المتحف قاعة لمشهد يمثل حياة نساء دمشق اليومية وسمرهن وفيها تمثال سيدة جالسة أمام منقل نحاسي به دلة قهوة وهى تحتسى قهوتها أمام تمثال سيدتين تلعبان البرجيس وهى لعبة شعبية معروفة في دمشق القديمة.
كما خصصت قاعة فى المتحف لمقهى شعبى به مسرح لخيال الظل والكراكوزاتى وراء والحكواتي على منصته والتخت الموسيقي أمام الخيمة وفى جانب من القاعة مشهد لصندوق الدنيا أى صندوق الفرجة وشخصان يلعبان لعبة المنقلة.
وتحوى قاعة من قاعات المتحف نماذج من السلاح في سورية وبعضها يعود للقرون الوسطى ومن ذلك الغدارات والطبنجات المسدسات التي تقدح بحجر الصوان أو الكبسولة فضلا عن نماذج من الدروع والخوذ والدبوس ما يشبه المطرقة مدببة الحواف والرماح والسيوف الدمشقية وأغمادها.
"قصر العظم".. تاريخ، ذكريات وصور
مشاريع جديدة لترميم "قصر العظم"
قاعة "شفيق الإمام" في "قصر العظم"
قصر العظم متحفاً للتقاليد الشعبية
حمام "قصر العظم"... الندرة والترف المعماري
دورة "دمشق- نيوكاسل" التطوعية لاكتشاف المدينة