"يارا عيد".. الرقص جمال الروح والجسد فعيشوه
ياررولا القطب
كان لهما الفضل الكبير بتوجيهها لهذا المجال الفني واحترافه،إلى أن أصبحت بالفعل راقصة باليه مشهورة على العديد من المسارح العربية والأوروبية، حيث بدأت مسيرتها الفنية عندما كانت بعمر السبع سنوات، فكان والديّها أول من شجعاها على المتابعة والإحتراف.
المفكرة الثقافية التقت راقصة الباليه "يارا عيد" بتاريخ 11/11/2008 وكان الحوار التالي:
هناك عبارة تقول إن "الباليه هو روح وجسد وعقل معاً"، مارأيك بهذه العبارة من خلال خبرتك في مجال الباليه الكلاسيكي؟
هذا صحيح لأن الباليه من أصعب الفنون الحركية، فمن خلاله يستطيع الراقص ايصال فكرته دون استخدام آلية النطق، وانما بترجمتها إلى حركاتٍ جسدية تُفهم لدى الجمهور، إلا أن الجمهور السوري نوعاً ما ليس على هذا المستوى الثقافي العالي من البالية الكلاسيكي، بحيث يكون قادراًعلى فهم وترجمة كافة حركات الباليه بشكلٍ جيد، لأن هناك خطوطا وحركات معينة يستطيع أي جمهور راقص ترجمتها أينما كان، فمثلاً عندما يقوم الراقص بحركة "الأرابيسك" بجملة راقصة معينة فالجمهورالمثقف في الباليه الكلاسيكي، سيُدرك مباشرةً أن حركة الأرابيسك من العصر الرومنسي، وغيرها من الحركات الراقصة التي تُشير لأفكار ولفترات عصرٍ معينة، كما أن للموسيقا دور كبير، فهي تُساعد الراقص كثيراً على ايصال فكرته للجمهور بشكلٍ أعمق، ومؤخراً في سورية النظرة العامة لهذا الفن قد تطورت مقارنةً مع الفترات السابقة، ونحن بدورنا كراقصين من خلال بروشورالحفلة نشرح للجمهور فكرة مُبسطة عن العرض والعمل ككل، وأعتقد أننا بهذه الطريقة نستطيع أن نترجم للجمهور مانريده.
كيف يستطيع راقص الباليه أن يطور من مستوى أدائه ولياقته بشكلٍ مستمر؟
على الراقص أن يتدرب يومياً، فإذا شعر بإحدى الأيام أنه مُرهق وتعب، عليه على الأقل أن يقوم بتمارين تمطيط وتقوية عضلات الجسم، لأن الباليه الكلاسيكي فن مُتطلب جداً ولديه شروط قاسية يفرضها على راقص الباليه الكلاسيكي يومياً، فلا يُمكن لأي راقص أن يكون راقص باليه "كلاسيكي" تحديداً، نظراً لهذه الشروط المُتطلبة الصعبة لهذا الأمر. لذا نجد أنه في مسابقات قبول الأطفال لتعلم الباليه عدد المتقدمين من الأطفال بالآلاف، إلا أنه لايتم اختيار سوى القليل منهم لأن مقاييس الجسم التي يتطلبها الباليه الكلاسيكي في غاية الصعوبة مثل "الجسم المفتوح مع الورك، وتناسق شكل الأيدي مع الساقين، وجميع هذه الأمور من الممكن تلافيها برقص الباليه المعاصر، أما بالباليه الكلاسيكي فلايُمكن ذلك.
لقد علمنا أنك تعلمت بالإضافة لرقص البالية العزف على آلة الكمان، كيف استطعت التوفيق بينهما مع الدراسة؟
لقد تعلمت العزف على آلة الكمان لمدة سبع سنوات، فنلت بعدها شهادة التخرج من المعهد الموسيقي، إلا أنني فيما بعد اخترت البقاء في مجال الباليه. ومعظم الناس يتسألون كيف أستطيعت التوفيق بين الرقص والموسيقا والدراسة، وقد استطعت ذلك لأني تعلمت من قبل والديّ كيف أنظم وقتي بشكلٍ جيد، فكان هناك ساعات مُخصصة مع العائلة لمناقشة أمورثقافية تتلائم مع مستوى تفكيري، وأوقات للدراسة، وللعب مع الأصدقاء، وساعات مُخصصة للتدريب الموسيقي ورقص الباليه .
ماهي أهم محطاتك الراقصة؟
لقد كنت عضواً رئيسياً بفرقة "انانا" ولمدة ستة أعوام، وقد منحتني الكثير من الخبرة لأننا بالمعهد تعلمنا القواعد والأسس أكثر من تعلم روح الرقص على المسرح نظراً لعدم وجود الإمكانيات الكبيرة للظهورعلى المسرح من خلال العروض الكثيرة، فكان التدريب بالفرقة يومياً من 5 إلى 6 ساعات ما منحني روح الرقص وبالتالي كسر لدي حاجز الخوف عند الصعود على المسرح أمام الجمهور، والمحطة الهامة بالنسبة لي حالياً هي فرقة "سيما" التي تتألف من طلاب وخريجي المعهد العالي التي من خلالها نسعى لنشر أنواع رقص الباليه وهي " المعاصر-الجاز –الكلاسيكي" التي اعتمدت في عناصرها على طلاب أكاديميين، وأنا من يقوم بتدريب الفرقة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 ومافوق، فكان أول عرض لنا في عام 2007 على مسرح الحمراء حيث لاقى هذا العرض الذي استمر لمدة خمسة أيام صدىً كبيراً، كما شاركنا بمهرجان السينما، وبافتتاح دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.
بالفترة الأخيرة اتجهت نحو التمثيل بالإضافة لدراستك "الموسيقية- الجامعية- ورقص الباليه" فماسبب هذا التوجه ؟
مؤخراً ظهرت بـ promotion صغيرعلى القناة الفضائية السورية، و كان مفتاح لأن تقوم شركة انتاج بطلبي لتأدية دور راقصة باليه لفيلم "فسحة سماوية" من اخراج "سيف الدين السبيعي" حيث أرادني المخرج أن أؤدي دور راقصة باليه حقيقية، لكي تظهرالمعاناة الحقيقية لراقصي الباليه لدى الجمهور، وتم الإتصال بي لأداء هذا الدور وبعد قراءتي للنص أحببته كثيراً فقبلت به، لأنني شعرت أن شخصية النص هي تماماً كحياة " يارا" في الباليه، لذا لم أجد أي صعوبة في تأديته.
هل تُريدين المُتابعة بمجال التمثيل مستقبلاً؟
"بالتأكيد" اذا قًدمت لي عروض جيدة ومناسبة
إلى أين تطمحين بالبالية الكلاسيكي؟
أرغب بعد تخرجي من المعهد العالي أن أًتابع تعلم رقص الباليه في الخارج لفتراتٍ قصيرة مع الكثير من المعلومات، ومن ثم نقل هذه المعلومات لسورية لأنها بحاجة لنا أكثر من بقية الدول في الخارج.