حوار تشكيلي في ورشة "متحدون في الفن"

تاريخ الفعالية: الجمعة 17 حزيران 2011 - 6:00 مساءً

الجمعة 17/6/2011

هيسم شملوني

يأتي الحوار التشكيلي في مقدمة الحالة التفاعلية ضمن أي ملتقى أو ورشة فنية، حيث أن كل فنان يطرح تجربته وفلسفته في الفن والحياة، وبذلك يتبادل الملتقون هذه الخبرات والتجارب، مما يساهم في إغنائهم على المستوى الفكري والبصري وعلى مستوى تبادل الخبرات. هذا ما كان في الورشة التي نظمتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في "غاليري مصطفى علي"، وتحت عنوان "متحدون في الفن"، بين مجموعة من اللاجئين العراقيين والفلسطينيين ومجموعة من الفنانين السوريين.

eDamascus زار الورشة ووقف على ما أفيد منها كل من الفنانين، حيث تحدثت الفنانة التشكيلية السورية "ريم يسوف"، فقالت: «الفكرة الأساسية أن يكون حوار بيننا كفنانين، وهذا أمر مهم كوننا فنانين مستقرين في وطننا وغيرنا لاجئين، لدي تحفظ على كلمة لاجئين باعتبارها كلمة قاسية بعض الشيء، المكان بالنهاية إذا ارتاح به الإنسان لا يعود اللاجئ يحس بشعوره، الفكرة مهمة لأن كل منا له طريقة تفكير وثقافة معينة، وكانت تبدأ القصة من بيته، غير فكرة أنه كبلد أو كوطن، والأهم من العمل هو الجلسات التي نتحاور ضمنها، تبادل الآراء والأفكار، حتى لو كنا مختلفين على أي شيء، هذا أهم بكثير مما أنتجنا، لأنه يستطيع أي فنان أن يرسم بالنهاية في مرسمه الخاص».

أما الفنانة العراقية "رشا سامي عسل الجبوري"، فقد قالت: «شاركت بهذه الورشة بعد دعوتنا من الأمم المتحدة، والدعوة بالاشتراك مع فنانين سوريين وفلسطينيين، كانت المشاركة مهمة بالنسبة لنا حتى نرى تجارب الآخرين ونتعلم منها، وأن يروا تجاربنا، والطريقة الخاصة لكل منا، التجربة جميلة جداً، مدة الورشة تقريباً أسبوع ونصف، وكانت أياماً جميلة، نجلس صباحاً ونعمل ونتناول الغداء، عادةً الرسام يعمل لوحده في بيته، فهذه تجربة جديدة بالنسبة لي وتجربة جميلة جداً، كنت في البداية أحس بخجل، لا أعرف أن أرسم أمام أحد، وشعرت بصعوبة في البداية، ولكن مرةً بعد مرةً لم أعد أحس بالصعوبة، أصبحت أكثر انفتاحاً على المجتمع وأصبحت أستطيع الرسم أمام الناس بدون خجل، وقويت شخصيتي أكثر، وعلى المستوى الفني، أحسست أنني استفدت من النقد وآراء الآخرين، أنا أحب أخذ النصائح من الفنانين، أحياناً آخذ بنصيحة غيري وأحياناً لا».

بدوره تحدث الفنان التشكيلي العراقي "إياد جزائري": «التجربة جميلة، اجتمعنا فنانين سوريين وفلسطينيين وعراقيين، موضوع ورشة العمل جميل بعلاقاته، جميل بأنه هناك أشخاص مهمين شاركوا بالعمل، من سورية أو من فلسطين، رأينا طريقة عملهم، وطريقة بناءهم للوحة، طريقة تفكيرهم، قد تصعب علينا هذه الأمور بأوقات أخرى، بالإضافة للعلاقة الاجتماعية العامة التي ربطتنا، وتبادل الخبرات، وربما تبادل الزيارات في المستقبل، نتمنى للتجربة أن تعاد والأرقام التي تشارك بها أن تزداد».

كما تحدث الفنان التشكيلي العراقي "وضاح مهدي" مواليد 74، خريج أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، ومتفرغ للفن: «المشاركة جميلة وأهم ما فيها اللقاء بين الفنانين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، مثل هذه التجارب تعمل مزج بتبادل الخبرات وتبادل النشاطات، والأطروحات والنقاشات بين الفنانين عند لقائهم، حالة الحوار من المؤكد أنها ظهرت في اللوحة، فابمجرد أن رأيت لوحات الفنانين المشتركين، أصبح لدي تأثر، ليس بمعنى التقليد، وإنما رؤية التجربة الخاصة لكل فنان أستفيد منها في عملي وتجربتي في الورشة نفسها».

لكن الفنان التشكيلي "جاسم محمد" من مواليد العراق 1970، يوضح: «هذه المشاركة تجربة جميلة اشترك فيها فنانون من ثلاثة دول، الأخوة الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، تجمع جميل ثقافي حضاري عربي، عدة دول تجسد جسم الفن، تدل على وحدة العرب، فلا فرق بين سورية والعراق وفلسطين، إضافة إلى اكتساب الخبرات من الآخرين، رؤية أسلوب الآخر، تحفز عدة أفكار وجوانب، هناك أمور كثيرة مفيدة في هذا التجمع، تجمع فنانين من مختلف الأعمار، شباب صغار وشباب كبار، وكل منا لديه خبرة استفاد منها الآخر، والاجتماع بيننا عمل عندي حافزاً أكبر للعمل، وسرعة بإنجاز العمل».

أما الفنان التشكيلي الفلسطيني "معتز العمري" فقد علق: «من الجميل وجود تفاعل من عدة جنسيات، كل فنان لديه مدرسته، وثقافته، ولديه أدواته ورؤيته، الكل يتفاعل ضمن موضوع واحد، وهو موضوع "اللاجئ" بشكل عام، وكل منهم طرح رؤيته من خلال ثقافته وأدواته، كل منهم يعطي من خلال ألوانه ومدرسته، وبالنتيجة يتشكل نسيج جميل، لعمل متكامل من حيث الموضوع، هناك رؤيا تربط الأعمال، رغم اختلاف الأسلوب والطرق المستخدمة في الأعمال، لكن هناك خط يتشكل، والخط قريب من بعضه، لأن الفكرة التي يعملون عليها واحدة، والكل يعاني منها، الكل عايشها، الكل يراها يومياً، ولذلك كانت المعاناة واحدة والانطباعات واحدة تقريباً، بغض النظر عن طريقة التنفيذ التي نفذت بها الأعمال».

وأخيراً ختم الأستاذ "بسام دياب"، من قسم الإعلام في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث قال: «بدأت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بمشروع لدعم الفنانين العراقيين اللاجئين الموجودين في سورية، بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها لجميع اللاجئين، لكنها أعطت الفنانين بعض الأهمية، والعناية بأعمالهم، وتقريباً تقيم كل سنة معرضين، وهذا الملتقى "متحدون في الفن"، فكرة المشروع أن يكون فرصة للاجئين العراقيين الفنانين كي يأخذوا دوراً من خلال وجودهم هنا، كي يتواصلوا مع الفنانين السوريين والوسط الفني بالشكل العام، لأنهم جدد على البلد وعلاقاتهم قليلة بالوسط الفني، فهذا الملتقى يوفر فرصة لهم للتعرف على فنانين فلسطينيين لاجئين أيضاً ولدوا هنا وفنانين سوريين، ورؤية المستوى الفني، والمواضيع التي يعملون عليها، والظاهرة التي تحدث مهمة جداً، لأنها تخلق حالة جميلة للفنانين، الشباب الموجودين مجموعة من الفنانين من العراق وفلسطين وسورية، والمدة الزمنية التي تواجدوا بها هنا خلقت حواراً بينهم وحالة جيدة للتعبير، ونتيجة هذا التواصل خرجنا بمجموعة جميلة من الأعمال، كان الهدف ليس فقط الإنتاج الفني، بل الحوار الذي حدث مهم جداً حتى يبرز دور الفن بالمجتمع والحياة، ونحن نقدم خدمات لمعظم التجارب الفنية الجديدة التي تحدث، ودائماً نقف معهم».

الجدير ذكره أن هذه الورشة شارك فيها عشرة فنانين عراقيين مع خمس فنانين فلسطينيين وخمسة سوريين تغيب أحدهم بسبب التزاماته، في غاليري مصطفى علي