"قهوة تكفي"...وارتجال مسرحي
تقنية الارتجال هي من أخطر وأهم التقنيات المعمول بها على مسارح العالم من أجل إنتاج العرض المسرحي سواء على صعيد المتدربين أوالمحترفين وهي ذات أصول تاريخية.
وفي هذا الصدد حضرنا العرض المسرحي الارتجالي "قهوة تكفي" للفنان "باسل طه" في "المعهد العالي للفنون المسرحية" على المسرح الدائري، مسرح "فواز الساجر"، وذلك في يوم الأحد 5/6/2011 الساعة الثامنة مساءً، وعن بعض الآراء حول العرض حدثنا المخرج المسرحي "رامز مدرك" عن تقنية الارتجال التي وظفها الفنان "باسل طه" في عرضه، قائلاً: «مشروع الارتجال يختلف عن العمل بالنصوص الكلاسيكية عبر قدرة الممثل على فهم الشخصية التي يكتبها ويقوم بأدائها من خلال تشرب الشخصية وخلق العالم الداخلي لها وفق مرجعيات عدة يقوم الممثل بدراستها وتطويرها كمشاهد منفصلة يجري فيما بعد دمجها وتوليفها ضمن قالب القصة المسرحية الواحدة، وأسلوب الارتجال أكثر قدرة على إغناء إمكانيات الممثل وجعله بمستوى يقارب الاحترافية التي يعمل معها على باقة من القصص الفردية، والشاب "باسل طه" باعتقادي استطاع أن يصل إلى درجة معينة من الاحترافية الارتجالية بهذا العرض وأوصل الرسالة التي أراد أن يقولها».
فيما قالت الآنسة "رولا عمران " عن العرض: «اعتمد الفنان "باسل طه" في عرضه على طرح قضية في غاية الأهمية وهي مفهوم الحرية عند جيل الشباب عبر محاكاة الشهيد، فالمجال مفتوح أمامه ليقول ما يشاء، ولكن النص كان بحاجة أكثر إلى قوة جمل وتعابير لأنها ذهبت باتجاه الإطالة المملة في بعض المواقع،
فباسل ذهب باتجاه بناء علاقة مع المتفرج ومشاركته العرض نصاً وتمثيلاً من خلال مخاطبته أحياناً والنظر إليه، لكن بشكل عام العرض جميل ويستحق المشاهدة وهذا مجهود يشكر عليه».
واللقاء الأهم كان مع مؤلف العرض ومخرجه الفنان "باسل طه" ليحدثنا لماذا تم اختيار هذا العنوان "قهوة تكفي" لهذا العرض حيث قال: «تم اختيار القهوة عنواناً للعرض انطلاقاً من أن القهوة لها علاقة بالمزاج وتكوين الذاكرة إضافة إلى أن شرب القهوة شيء مشترك بين جميع الناس، وهذا العرض بمثابة دعوة للحب والتصارح مع أنفسنا ومع الآخرين بجلسة قهوة».
وأضاف "طه" قائلاً: «جاء العرض نتيجة عمل أسبوع لأخرج به على هذا الشكل بالمشاركة مع عدد من الفنانين التشكيلين "فراس كالوسية، عادل داوود، علي عبد الكريم" الذين كان لهم دور في التكوينات التشكيلية التي ظهرت على الخشبة وكانت جزء من الرسالة التي أردت إيصالها، كما شاركتني العرض الفنانة "سالي حداد" التي جسدت فيه شخصية زوجة الشهيد ومزجت في أدائها بين عدة حالات نفسية الحب الحزن الفخر والشموخ».
وعن أسلوب العمل الذي عمل فيه، تحدث "طه": «عملت على الأسلوب السردي مقتبساً جملاً شعرية من قصائد "محمد الماغوط "للدلالة على زمن مفتوح للارتجال، وركزت في الأداء على أسلوب التداعي الحر على المسرح وأسلوب البوح حيث تناول العرض مفهوم الحرية عند جيل الشباب السوري وربط هذا المفهوم بالسلام والإيمان بقيمة الوطن والفرد عبر التوفيق بين حرية المواطن وحرية المجتمع».
وأضاف: «وهذا العرض جاء مواكباً للأحداث الراهنة التي تمر بها البلاد وهو بمثاية دعوة للاهتمام بالتفاصيل الثانوية الموجودة في حياتنا اليومية التي تشكل قاسماً مشتركاً بين جميع الأفراد».
الجدير بالذكر الفنان "باسل طه" هو ممثل شاب عمل في الكثير من الأعمال وشارك مع كثير من النوادي والمنظمات والقطاعات المختلفة في مجال الفن، من ما شارك فيه تلفزيوناً "صقر قريش" بدور" عبيد الله ابن أبان" ومسلسل "دوار القمر" ومسلسل "تاتش كوميدي" وغيرهم وأعمال كثيرة أخرى في" سورية، السعودية "وفي المسرح نذكر مسرحية "تصبحون على وطن، زوار الليل" للكاتب "على عرسان"،"مجانين يقتحمون المدينة، حلم ليلة حرب، واقعيات" و"أشياء في حياتنا" وهو عمل إيمائي مدته ساعة، "أوروبا أميرة صور" وهو من نوع الأوبريت الغنائي المسرحي، و مسرحية "ديجتال زماني" وغيرهم من الأعمال الهامة، كما شارك في أعمال مسرحية في كل من "سورية، اليمن، لبنان، الأردن، المغرب" وغيرهم.
كما أنشأ نادي شعر نصف شهري تحت عنوان "شغف" يقيمه في أحد مقاهي حي "ساروجة" الدمشقي القديم مقهى "لاروش "ويقدم من خلاله الشعر والسنما القصيرة والموسيقى
وله عدد من الدواوين الشعرية المطبوعة عمل في مجال الدوبلاج التلفزيوني، وله عدة أعمال مسرحية كتبها وقُدمت في الكثير من المهرجانات منها مهرجان" الخرافي للإبداع المسرحي" في "الكويت" لصالح المعهد العالي للفنون المسرحية، شارك أيضاً في عدد من المهرجانات منها المذيع الرئيسي لكرنفال العيد الأول في "سوريا"، "قلعة دمشق" 2009 مهرجان "شهداء التحرير" في عرض مسرحي قصير "حلم"، مهرجان "الطفل العربي" الذي تنظمه مديرية ثقافة "حلب" كمذيع، أقام مهرجان للأغنية الشعبية الأول في "سوريا" مديراً ومنتجاً له.
