معرض "بلدنا حلوة بيكفي تخريب"
دمشق-سانا
تتخطى الفنانة الضوئية "ديالا نطفه جي" حدود لوحتها الفوتوغرافية نحو مزيد من الدلالات إذ إنها لا تقف عند حدود الهدف المباشر للصورة بقدر نفاذها أكثر ما يمكن باتجاه الجماليات الكامنة خلفها وهذا ما يجعلها تقارب الذات بالموضوع متخذة من الكاميرا وسيلة للوصول إلى قدرة أكبر من شفافية اللوحة ونفاذها من عينها إلى عين المتلقي.
وتركز "نطفه جي" في معرضها الذي افتتح أمس في صالة المركز الثقافي العربي بأبو رمانة تحت عنوان (بلدنا حلوة بيكفي تخريب) على إنشاء مقاربة جمالية لمجموعة من المناظر الطبيعية الملتقطة من البيئة السورية على اختلاف مناخاتها وتنوع زاوية ورود الضوء على المشهد بحيث تنتقل من البحر إلى الجبل إلى السهل ومن الربيع إلى الصيف فالخريف والشتاء وما يشكله ذلك من طيف بهي من الأحاسيس البصرية المتميزة.
ولا تكتفي الفنانة بتصوير جماليات الطبيعة بأرضها وسمائها ونباتها وطيورها بل تنتقل منها إلى جماليات البيوت الدمشقية عبر تكثيف لمفهوم الحميمية التي تحيلنا إليه تلك البيوت من خلال التقاط الصورة من زوايا تبرز ذاك المنحى وتؤكد على العلاقة التي تربط البيت الدمشقي بمعتقدات أهل الشام وكرمهم.
وتقارن "نطفه جي" من ناحية أخرى جمال تلك البيوت مع بشاعة الخراب وذلك ما تعلنه منذ اسم معرضها وملصقه الذي يبرز جانباً من قصر العظم وفي مقابله بناء تظهر عليه آثار التهديم جراء جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقالت الفنان الضوئية في تصريح لوكالة سانا.. "حاولت من خلال معرضي أن أبرز جمال سورية في مقابل بشاعة الإرهاب وآثاره التخريبية فمن جانب هناك البيوت العريقة لأهالي الشام وأقصد هنا أهالي سورية بكل أطيافهم ومن جهة أخرى صورت الخراب الذي سببته المجموعات الإرهابية في كل من حمص وإدلب وسعيت لأن تكون الصور الجمالية أكثر بكثير من صور التخريب لإيماني بأن الجمال سينتصر على البشاعة".
وأضافت "نطفه جي": "أرجو من معرضي الذي ضم نحو مئة لوحة أن يكون بمثابة دعوة إلى كل المتنكرين لجمال سورية والذين يريدون لها الخراب والدمار أن يعيدوا النظر بأفكارهم لأن سورية قادرة على احتضان الجميع".
بديع صنيج