"مقامات عراقية"على مسرح الأوبرا بدمشق
روشاك أحمد
الثلاثاء 31 أيار 2011
مقامات عراقية زينت دار الأوبرا لتعلن لعشاق الموسيقا الشرقية نهاية فعاليات الملتقى الثاني للموسيقا الشرقية "مساحات شرقية"، حيث قدم الموسيقي العراقي "حسين الأعظمي" مجموعة من المقامات العراقية التراثية النابعة من حضارة الرافدين.
موقع "eDamascus" بتاريخ 30/5/2011 حضر الأمسية الموسيقية الغنائية التي قدمها الفنان "حسين الأعظمي"، حيث بدأ الحفل بدخول ثلاثة عازفين على آلة نفخية وآلتين إيقاعيتين من تراث "العراق" ليقدموا معزوفات تراثية من بين الجمهور ويرحبوا بالحضور، ومن ثم انبرى إلى المسرح الموسيقي "الأعظمي" برفقة فرقته التراثية ليحيوا الحفلة بمجموعة من المقطوعات الغنائية الموسيقية التراثية.
هنا وخلال الحفل التقينا بالفنان العراقي وأحد الحضور "سعدون جابر" ليحدثنا عن أهمية الحفلة بقوله: «إن "حسين الأعظمي" من أهم الفنانين والمغنين في مجال المقامات العربية، ففيه نرى المواصفات الفنية الكاملة التي تنبع من تراث المنطقة وبالتحديد "العراق"، فطلته البهية أعطت المسرح الكثير من الجرأة ليقدموا لنا مقامات عربية باللغة الفصحة واللهجة العراقية، ولترافقه آلات موسيقية وترية وإيقاعية من صلب الموسيقا الشرقية التي لها مداها الكبير والعميق في الشرق، إنه مرجع لكل من يهتم بفن المقام وعلى أسس علمية وفنية راقية، فنرى فيه الإبداع الفني بجانب الأصالة والحفاظ على التراث، ولعل حضوره ضمن باقة من الفنانين في الملتقى الثاني للموسيقا الشرقية له أهميته الكبيرة من خلال الاستفادة من هؤلاء الخبراء وأصحاب الكار في تطوير الموسيقا الشرقية والبحث فيها».
أعضاء الفرقة كانوا جزءاً رئيسياً في الأداء والعزف بجانب الموسيقي "الأعظمي"، هنا يقول "عمر سرميني" الفنان السوري: «إن المقام العراقي بمثابة الترانيم المقدسة لكل العراقيين أينما حلوا وارتحلوا، وتعتبر العلامة المميزة لصدق الانتماء
مع بقية ألوان الغناء العراقي بشجنه وحرقة الإحساس بالألم الذي ما برح عن الشخصية العراقية المنكسرة، فهذه الفرقة لها عمقها الفني الكبير والشامل المتطرق بشدة وقوة إلى أهمية الموسيقا الشرقية ومدى أهمية تطورها، واليوم قدموا لنا كجمهور سوري مجموعة من المقامات العراقية ذات الطابع التراثي المتمكن والمتعلق بصلة قوية بالموسيقا الشرقية، فالفنان "حسين الأعظمي" يعتبر من الفنانين الكبار في العالم من حيث الأداء والعمل الفني على المقام العربي والشرقي بشكل خاص، أما الحفلة فكانت أكثر من رائعة وممتعة وهي من أرقى الحفلات التي قدمت خلال هذه الفترة».
أما الباحث الموسيقي "جميل ولاية" فيقول: «الأغنية العراقية لها طابعها الشرقي المتعلق بالحضارات التي مرت على المنطقة، كما أن المقام العراقي له صبغة شرقية خاصة من خلال اختصاصه بهذا المجال في تقديم المقطوعات المقامية بحس شرقي مرهف، غير أن حفلة اليوم امتازت بحضور آلات شرقية "بحتة"، إضافة إلى ارتباط لباس الفرقة مع الأداء والموسيقا كان لهما حضور تراثي جميل».
ومن الحضور التقينا بالطالب الموسيقي "رامي الأحمد" فيقول: «إن الملتقى الثاني للموسيقا الشرقية أعطى هذا العام معطيات وميزات جديدة للموسيقا الشرقية، ومن هنا نلاحظ أن هذه الأمسية كانت لها ارتباطها الشديد بهذا الموضوع، وربما حضور "الأعظمي" كفنان وموسيقي وباحث على خشبة المسرح كان له أهمية كبيرة في تعزيز دور هذه الموسيقا وتطويرها إلى مراحل أرقى وأهم».
من الجدير بالذكر أن الفنان "حسين الأعظمي" ولد في مدينة" الأعظمية، بغداد" عام 1952، ونشأ في أسرة دينية تمارس الأداء المقامي أباً عن جد دون احتراف، بدأ الفنان "حسين" بالغناء لأول مرة على مسرح المتحف البغدادي في 23 يوليو 1973، كما دُعي من قبل لجنة الإختبار للمطربين الجُدد عام 1974، ومن ثم أصبح مطرباً معتمداً من خلال إذاعة وتلفزيون "العراق" منذ ذلك الوقت، بعدما أحرز النجاح الكبير في الاختبار، ومن بعد النجاح الذي حققه "الأعظمي" شارك في مهرجان الأغنية الخليجية الأول الذي أقيم في "المنامة" عام1980، وحاز على شهادة تقديرية ولقب مفاجئة المهرجان، كما حصل على شهادة دبلوم فن في الموسيقا والغناء من معهد الدراسات الموسيقية عام1979، وكان "الأعظمي" أول مدرس أكاديمي لغناء المقام العراقي منذ عام1980، إضافة إلى تدريسه لدروس أخرى في الموسيقا والغناء، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الموسيقية من جامعة "بغداد" كلية الفنون الجميلة عام 1991.
وبالإضافة إلى ذلك قام بتدريس الغناء والموسيقا في كلية الفنون الجميلة لسنوات عدة، وقام بتوزيع المقام العراقي هارمونيا وكونترابوينتياً عام 1990، غنى "الأعظمي" في أكثر من سبعين بلداً وتجاوزت حفلاته الخارجية الثلاثمائة حفلة في أشهر المهرجانات والمسارح العالمية، وهو عضو نقابة المؤلفين والملحنين الفرنسية نتيجة نشاطاته الفنية الكثيفة في "باريس"، صدرت له اسطوانات غنائية في "باريس" ودول عالمية أخرى وزعت في كل أنحاء العالم، أيضاً شغل موقع
مدير فرقة التراث الموسيقي العراقي عام 1978 حتى اضمحلال الفرقة أواخر الثمانينات، وشغل معاون عميد معهد الدراسات الموسيقية عدة مرات متفرقة، كما شارك كعضو لجنة تحكيم مهرجان الأغنية في "تونس" عام 1994، الذي أقيم من قبل اتحاد إذاعات الدول العربية، كما شغل منصب مدير بيوت المقام العراقي في "بغداد" والمحافظات، "الأعظمي" كان فنان مميز ورائع لدى الجميع بما قدمه من خلال فنه حاز على العديد من الأوسمة والميداليات والشهادات والألقاب منها لقب "سفير المقام العراقي" عام 2003.