نشطت صناعة الصابون منذ العهد العثماني خاصة ذلك الذي يتم صناعته من شجرة "الغار" ويسمى باسمها، وللحديث عن صناعة "صابون الغار" موقع eSyria بتاريخ 30/4/2009، التقى السيد "محمد رياض الحارس" صاحب محل في "سوق مدحت باشا" لبيع وتصنيع الصابون، والذي حدثنا عن هذه الصناعة بقوله:
«يصنع هذا الصابون بطرق تقليدية ويعتمد على المواد الطبيعية فقط، بحيث يشكل زيت الغار المادة الرئيسية فيه، ويستخرج الزيت من شجرة الغار التي تكثر في مدينة "كسب" وشمال محافظة "حلب"، واليوم بدأ انتشار بعض المصانع في مدينة "دمشق" بسبب الطلب المتزايد عليه داخلياً وخارجياً، حيث إن أغلب الزبائن هم من الأجانب أو السياح العرب كما تصدر كميات كبيرة منه إلى الدول الخليجية لرائحته الطيبة ولكونه مصنوعاً من مواد طبيعية مئة بالمئة حيث يباع صابون الغار بالكيلو الذي تتراوح أسعاره بين 100- 500 ل.س».
أستخدم الغار في تنظيف كل شيء بالمنزل، إضافة إلى أنني أستخدمه عند غسيل الألبسة، فأنا أبرشه مع مسحوق الغسيل وأضعه في الغسالة لأنه يعطي الألبسة رائحة زكية جداً، لا أجدها في باقي المساحيق
وعن طريق صناعته أضاف: «يوضع الماء العادي في قدر معدني ويسخن الماء لدرجة الغليان، وبعد ذلك نضع كتل زيت الزيتون المجمد في الماء حتى يذوب نتيجة لحرارة الماء، ثم نقوم بسكب "مادة الصوديوم" بنسب مدروسة لكي لا تضر بالبشرة، ثم نرفع درجة الحرارة تدريجياً لزيادة غليان الزيت مع تزايد عمليات التحريك، لتكون المرحلة الأخيرة إضافة زيت الغار الأخضر اللون ذي الرائحة الزكية بحسب تكلفة الطبخة فكلما ازدادت كمية الغار زادت قيمة الصابون وأصبح أغلى ثمناً، بعد ذلك نطفئ النار تحت القدر حتى يبرد ما بداخله ونصفي الشوائب من الصابون ثم نسكب الصابون السائل في قوالب جاهزة تحمل شكله ليكون جاهزاً للبيع بعد تصلبه».
وعن أنواع صابون الغار قال: «تتعدد أنواع صابون الغار حسب نسبة زيت الغار الموجود فيه، وكما قلنا إن النوع الجيد هو الذي يحوي على نسبة غار عالية، أما الأنواع الأقل جودة تكون ذات نسبة أقل من زيت الغار إضافة إلى أن زيت الزيتون الأصلي يلعب دوراً كبيراً في جودة صابون الغار».
الزبون "سهيل دواة" قال: «أنا لا أستخدم الصابون الكيميائي الموجود في الأسواق أبداً لأنه لا يفيد البشرة مع الزمن، إضافة إلى أن صابون الغار الطبيعي يفضل أكثر للشعر لأنه يحميه من مرض التقصيف وللوجه يحميه من التجاعيد، وفي الحقيقة لا يمكن لي أن أشتري الصابون الأجنبي لأنه غالي الثمن، لذلك أشتري صابون الغار الذي يدوم طويلاً ولا يحوي على صلاحية انتهاء كيميائية أبداً، إضافة إلى أن زوجتي وأبنائي كلهم اعتادوا على رائحته واستعماله».
أما السيدة "سعاد دوماني" فقالت: «أستخدم الغار في تنظيف كل شيء بالمنزل، إضافة إلى أنني أستخدمه عند غسيل الألبسة، فأنا أبرشه مع مسحوق الغسيل وأضعه في الغسالة لأنه يعطي الألبسة رائحة زكية جداً، لا أجدها في باقي المساحيق».