لم تكن أمسية "مشتى عازار" عادية ليلة الخميس 6/8/2009، فقد أحيّت جوقة "القلعة" اللبنانية في "منتجع مشتى عازار" أمسيّة زجلية، ضمن فعاليات مهرجان القلعة والوادي، بمشاركة الشعراء "موسى زغيب" و"بسام حرب" و"سميح الخليل"، قدموا عددا من الأشعار الزجلية بألوان عديدة...

منها وصلة ترحيبية اختاروا فيها كلمات الود لأهالي المشتى والوادي بشكل عام، كما قدم الشعراء الزجليين مجموعة من الأشعار الغزلية، وبعض قصائد التحدي والمحاورة التي عرفوا بها، تفاعل معها جمهور المشتى وطالبهم بما يعرف بالزجل بـ"الزيادة"، فزاد الشعراء من ألق كلماتهم وقصائدهم.

لم ينخفض جمهور الزجل، الدليل على ذلك أن جوقتنا ستُحي نحو 16 حفلة فقط في شهر آب، وأنا أشارك في جمعيات ونوادي ويكون أغلب الحضور من الشباب فهذا يدل على حيويّة الزجل واستمرار مكانته، إضافة إلى مشاركتي شعراء شباب اليوم بهذه الأمسية وهما بسام وسميح

وفي تصريح لموقع eHoms قال رئيس جوقة القلعة الشاعر "موسى زغيب" أنه زار منطقة الوادي قبل ثلاث سنوات، عندما أحيّا حفلة زجلية في "نبع الشير" و"المشتاية" وفي عدد من المناسبات الخاصة في "الحواش"، و"النبك وصيدنايا".

الشاعر "موسى زغيب"

وأضاف: «أنا دائما أكون مسرور عندما أزور سورية، وبالأخص هذه المنطقة لأنها مشابهة جدا للبنان، والزجل اللبناني والسوري مشابه جدا وينحدر تقريبا من نفس البيئة، وإن كان الزجل اللبناني أقدم فهو دخل إلى المنطقة قبل /500/ عام باللغة السريانية وعاش فترته الذهبية بين الأربعينيات والتسعينيات من القرن الماضي».

وردا على سؤال حول مكانة الزجل وجماهيّرته في سورية ولبنان أجاب الأستاذ "زغيب": «لم ينخفض جمهور الزجل، الدليل على ذلك أن جوقتنا ستُحي نحو 16 حفلة فقط في شهر آب، وأنا أشارك في جمعيات ونوادي ويكون أغلب الحضور من الشباب فهذا يدل على حيويّة الزجل واستمرار مكانته، إضافة إلى مشاركتي شعراء شباب اليوم بهذه الأمسية وهما بسام وسميح».

ولا يبدو الشاعر "زغيب" أو "أبو ربيع" كما يناديه جمهوره متحمسا لحيّز الارتجال في الزجل، لأنه يعتبر أن الشاعر الذي يحترم منبره وجمهوره يجب أن يحضر أشعاره التي تليق باسمه وحضوره .

وعدد الشاعر "زغيب" أنواع الزجل فقال: «هناك ثلاث أنواع الزجل المصري التقليدي الذي انعكس على الأغاني المصرية، والزجل الخليجي أو ما يعرف بالشعر النبطي، ولديه نفس الأوزان التي نستخدمها، وهناك الزجل اللبناني والسوري وهو زجل واضح ومفهوم أكثر من الأنواع السابقة، فقد تلقيت دعوة لإحياء حفلة في إحدى الدول الخليجية لجمهور من النساء فلاحظت تفاعلهم وفهمهم للكلمات التي استخدمتها».

ويرى "زغيب" أن الزجل لا يتطرق للواقع بشكل مباشر بل بالتلميح، ويعتمد على الرمز وبعض الظواهر الاجتماعية لها علاقة بالإنسان.

وعبر موقع eHoms أراد الشاعر "زغيب" أن ينقل خبر تسجيل برنامج مسابقات لشعراء الزجل في سورية ولبنان وفلسطين بإشرافه، وقال أن محطة "otv" سجلت حلقتين حتى الآن من البرنامج وسيبدأ بثه في أيلول المقبل، تأهل للتصفيات النهائية من المسابقة أربعة شعراء سوريين قال عنهم الشاعر "زغيب" أنهم من شعراء النخبة الزجلية.

الجدير بالذكر أن جوقة القلعة تأسست عام /1953/ وكان عُمر "موسى زغيب" /15/ عاما ثم انتقل عام /1962/ لجوقة أسماها جوقة "خليل ركوكو" الشاعر الزجلي القديم، واستقر الاسم على جوقة القلعة منذ عام /1973/، مرّ عل الجوقة أكثر /20/ شاعر من الشعراء الكبار في لبنان.