لم تشأ الألحان إلا أن تكرم نفسها في ظل ربوع نيسان اللاذقية وفي غمار الإخضرار الأكبر حينما تشرق الشمس في لمتها، وتغرد الطيور أغنياتها، وتنام ليالي الشتاء وحيدةً تنتظر عام آخر لرجعتها، وهنا في المركز العربي الثقافي في اللاذقية تغنى ثلاث أدباء بأجمل قصائدهم.

بداية ربيع الأمسية كانت مع الأستاذ الأديب محمد سمير جعارة عضو اتحاد الكتاب واتحاد الصحفيين وصاحب العديد من المؤلفات والتي نورد منها (المجد للأرض، فارس الأمل، أنت والناقوس) حيث وصف ومن على المنصة الصغيرة المقاومة وراح يحدث النهار ويسأله وينوب عن مسميات الوجود ليغوص في حب البرتقال وعشق الرمق الأول من الشهادة، وتراه يكاد يبسط في قصيدة أخرى دموعاً عاشقة تريد أن تروي بعشقها كل مجهول فيقول في قصيدة أسماها عنوان:

قالت لي....لا ترحل...قالت لي أن اسأل موج البحر...وهمسات الخلجان والحبر الأزرق يسكرني ...يدهشني..

أما ثاني المشاركين بالأمسية الأديبة كلاديس مطر التي تعمدت أن تقص في سرعة الحال وعلى لوح الورقة البيضاء قصة حب تمايلت في معانيها نحو الوصف الذي ميز بكل صوره، وابتدأت من لحظات صراخ الشاب للميعاد الذي تمناه ألا ينتهي وبين نداء أبيه الذي نادى فيه ولده وصوته في عمق الليالي وأسمت الأديبة قصتها "صلاة على العالم" وكانت قد تغنت جعبتها بحوالي (20) كتاب ورواية نذكر منها (فرح عابد، حتى يزهر الصوان، حب على قياس العالم).

وفي وصلة مزهرة أنهت حكاية هذا المساء، ألقى الأديب المبدع الأستاذ محمد وحيد علي تراتيل قصائده ويذهب ليروي كلماته ويثور نحو حبيبة غائبة فيقول:

زورق في الرمل...إنها الريح...ألقت على الأرض أحمالها...وارتمت في التراب....إنها الريح مرت علي..رمتني بأشغالها....وأهالت علي السراب ..هاأنا زورق من الرمال...أتى النهر من آخر البرق...قال:انتفض..واتبع النهر.

وفي نهاية المحفل الأدبي الصغير وفي حديث لـ Elatakia قال الأستاذ محمد سمير جعارة عن تشبيهه للشهادة بالبرتقال كتكرارٍ لشعراء آخرين حيث قال: "إنني لم أعبر عن موت كامل إنما نوهت إلى تعبير شامل في ذكر الشهادة الحمراء التي لونت ارض فلسطين إلى الأبد".

أما الأستاذة باسمة كيلو فقد أثنت كثيراً ومن خلال Elatakia على الأمسيات الأدبية التي تطوي وللحظات هموم الوقت الذي قد سبق، وعن الأمسية اليوم فقد أثارت مشاعرها الميل نحو نوع من الكلمات عبرت حسب قولها عن مداخلات الصدور وتجليات العصور.