لم تأت تسمية الشاعرة فاطمة بديوي الراحلة بقيثارة العاصي عبثاً فالكلام الرقيق يناغي الحس القومي ويناشد الهمم لبناء الوطن ..

فاطمة بديوي جزء من تاريخ هذا الوطن، وأنت لا تستطيع في شعرها من بداياته الأولى أن تميز الأنا من الأخر فهما عندها شيء واحد، إن اهتز الوطن اهتزت فاطمة بديوي، وإن حلم حلمت.

فاطمة البديوي شاعرة رقيقة حموية المولد حمصية النشأة، رأت النور في حماه عام 1929 وانتقلت للعيش في حمص عام 1938.عام 1946 تزوجت من التاجر السيد عبد الباسط السباعي ابن الشيخ العلامة عبد الكريم السباعي( المفتي )، كانت أول من تطوع في جيش الإنقاذ الفلسطيني 1984 عندما أعلن عن أسبوع التسلح بقيادة البطل العربي فوزي القاوقجي وكانت أم لطفل عمره السنة البكر محمد سمير.لقبت بعدة ألقاب منها: قيثارة العرب– قيثارة الميماس– شاعرة العاصي- علم من أعلام سوريا- رائدة في الشعر العربي. نالت العديد من الجوائز والكؤوس الفضية والأوسمة وشهادات التقدير.

من الصور الأخيرة .ز للشاعرة الراحلة

لعل أهم إنجازات الشاعرة الراحلة هو تأسيسها لمدرسة خاصة لرياض الأطفال في مدينة حمص وعرفت باسم حضانة روضة الأطفال عام 1955 وأتى العام التالي 1956 لتؤسس أول مسرح مدرسيإ إضافة إلى تأسيسها لأول فرقة للرقص( فرقة السماح والفنون الأندلسية والشعبية) والتي اعتبرت الفرقة الأولى لهذا الفن في سوريا وكتبت للمسرح العديد من المسرحيات،وكانت أول مسرحية عرضت لها على مسرح المدينة قدمتها فرقتها بعنوان(يتيم الثورة) مع وصلة لرقص السماح ورقصة من الفنون الهندية ورقصة من الفنون الجركسية.

عام 1957 كتبت المسرحية الثانية وهي بعنوان( بين الفضيلة والرذيلة ) عرضت أول مرة على مسرح ثانوية البنين الأولى بحمص( ثانوية عبد الحميد الزهراوي ) وكان ذلك بتاريخ 28/5/1958 1959 كما كتبت المسرحية الثالثة بعنوان( بين الخير والشر ) التي عرضت على مسرح البنين الأولى بحمص.

فرقة السماح كان لها أثر ثقافي واجتماعي عظيم الأثر لدى الحماصنة، فالفرقة شاركت بالحفل الفني الذي أقيم على مسرح المركز الثقافي العربي بحمص تلبية لرغبة أعضاء فرقة زغرب اليوغسلافية بمشاهدة بعض النواحي الفنية البارزة في هذه المدينة وذلك بطلب من مدير المركز الأستاذ عبد المعين الملوحي للسماح لفريق المدرسة ولما لمس منها من نشاط مرموق في هذا الفن الرفيع والاشتراك في الحفلة التي سيحييها نادي دوحة الميماس على شرف فرقة زغرب اليوغسلافية

وعام 1961 شاركت فرقة السماح بتقديم وصلة لرقص السماح على مسرح المركز الثقافي احتفالا بأعياد الوحدة المباركة. شاركت الفرقة أيضا بأعياد الجلاء مع فرقة نادي دوحة الميماس، وتوسعت نشاطات الفرقة عندما قدمت عام 1961 حفلات فنية في مدينة طرابلس والميناء وكان ريع تلك الحفلات للمستوصفات الخيرية هناك.

كتبت فاطمة بديوي القصة والرواية ونشر بعضها في الصحف المحلية، وفي لمحة عن إنجازات هذه الراحلة الشاعرة الكبيرة نجد تنوعها بين الشعر والأدب مع أنها عرفت أكثر ما عرفت كشاعرة، في عام 1965 أقامت عيد للأب ضمن حفل فني ألقت فيه كلمة و شارك فيه أطفال الروضة أناشيد ورقصات للأب من تأليفها وإخراجها وكان منها: قصيدة الروح- فداؤك يا أبت- فكانت أول من نادت بوجوب تكريس عيد للأب في كل عام واقترحت أن يكون اليوم الثاني من شهر نيسان يوم تفوح فيه رائحة العطور وتفتح فيه الزهور ويرقص فيه القمر على شفاه كل دالية وكرم.

للشعر مع الشاعرة الراحلة بديوي ..قصة :

1967 أصدرت أول مجموعة شعرية غنائية للأطفال بعنوان أغاريد الطفولة.

1974 شاركت في المهرجانات والملتقيات الشعرية بتكليف من المركز الثقافي العربي بحمص.

1982 أصدرت المجموعة الشعرية الثانية بعنوان دموع تحترق.

1982 تم قبولها عضوا في اتحاد الكتاب العرب – جمعية الشعر

1991 أصدرت المجموعة الشعرية الثالثة وهي بعنوان العشق القدسي.

1998 أصدرت المجموعة الشعرية الرابعة وهي بعنوان صدى الحرمان.

1999 أصدرت المجموعة الشعرية الخامسة وهي بعنوان منارة المجد.

2004 أصدرت سيرة ذاتية بعنوان ظلال لا تغيب.

2005 أصدرت المجموعة الشعرية السادسة وهي بعنوان همس الملائكة.

جيل فاطمة بديوي جبل الأحلام الكبيرة والحب العظيم شعرها كان يتخطى حدود محافظتها بل حدود سوريا، لكنها بشخصها لم يتم إيفادها إلى أي قطر عربي أو أجنبي من قبل الاتحاد رغم لهثها وراء ذلك أسوة بالشعراء الذين هم من عمر أحفادها وكان ذلك غصة في قلبها إلى أن وافتها المنية صبيحة يوم الأربعاء 20/6/2007.تهافتت أقلام الأدباء والشعراء من مختلف الأمصار وأصقاع العالم العربي لنعي هذه الشاعرة الكبيرة بعطاءها وإحساسها وختاماً نذكر قول الشاعر خالد الزهراوي قائلاً:

أفاطمة إذا ما الموت أنهى حياتك لم يكد ينهيك شانا

فمنذا بعد يا فاطمة سيروي لنا شعراً من الحرقات يجنى