"هاغوب عيد" فنان شاب تعلم ألف باء التمثيل في رحاب المسرح الجامعي وانطلق في تجربةٍ مسرحية يراها غنية بالمحطات الهامة والتي كان لها وقعها على المتلقي وعلى تكوين شخصيته المسرحية.

يقول "عيد" في حديثه مع مدونة وطن eSyria بتاريخ 22/6/2013 انه بدأ حياته المسرحية في العام /2007/ من خلال ورشة إعداد ممثل أقامها المسرح الجامعي باللاذقية، ويضيف "عيد": «تعلمت على يد أساتذة كان همهم الوحيد تقديم المعرفة وحب المسرح دون مقابل وهم "هاشم غزال، نضال سيجري، حسين عباس، رغداء جديد"».

تعلمت على يد أساتذة كان همهم الوحيد تقديم المعرفة وحب المسرح دون مقابل وهم "هاشم غزال، نضال سيجري، حسين عباس، رغداء جديد"

ويتابع: «المسرح قريب مني ومن روحي ومن خلاله أستطيع إفراغ طاقاتي واستثمارها بشكل صحيح، فالمسرح مكان للإبداع واكتشاف الذات والغوص بالمعالم الداخلية، وهذا ما جعلني أتجه نحو المسرح دون غيره من الفنون، لكن هذا المسرح يعاني من قلة في الدعم وتغطية تكاليف العمل المسرحي وقلة في تسويق الأعمال المنتجة.

من أحد عروضه

الوقوف الأول على خشبة المسرح دائماً له رهبة، لقد شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه الخشبة والجمهور والأشخاص الذين منحوني ثقتهم، لكن الغريب أن هذا الشعور ظل يرافقني في كل وقوف على الخشبة ويدفعني لتقديم أفضل ما لدي من عطاء».

وأضاف: «يوجد طاقات هائلة في المحافظة، وشباب يعشق المسرح، وخصوصاً في المسرح الجامعي الذي يقدم في كل عام مجموعة من المواهب الجديدة على صعيد التمثيل والإخراج وحتى على صعيد فن الإضاءة والديكور وتوضيب العروض. بدأ الشباب بصياغة مسرحهم، بعد توالي التجارب الشبابية في مهرجان المسرح الجامعي، فالتراكم يولد معرفة والمعرفة والتراكم يولدان الخبرة، والخبرة اذا وضعت تحت إدارة مدير ناجح يمسك الأمور بشكل صحيح تكون بأمان يؤدي إلى التمازج بين الشباب والخبرة وهذا التمازج الذي يصنع نجاحاً وصياغة جديدة للمسرح».

"هاغوب" الذي يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة تشرين يحب الرياضة ويلعب الملاكمة والتايكواندو، شارك في العديد من الأعمال المسرحية ويعتبر أهم مشاركاته في مهرجان "فاس الدولي" من خلال عرض "حفرة" للمخرج "هاشم غزال"، وقد شارك في العديد من الأعمال منها: "العميان، القاع، مجنون بالإكراه، الطوفان، عرض حركي" و"استروا ما شفتوا منا" الذي يعتبره أهم عمل بالنسبة له.

المخرج "هاشم غزال" يرى في "هاغوب" طاقة تحتاج إلى قليل من الصقل، وقال عنه: «يلفتني فيه قدرته على التعلم والتأقلم، ولديه اهتمامات مسرحية خصوصاً في الجانب التقني، هو من الشبان الذين يتصفون بالالتزام وهو مشروع فنان جميل».

زميله الفنان "مصطفى جانودي" قال: «يمتلك أخلاقاً مسرحية نفتقدها في الكثير من الزملاء، استطاع حفر اسمه في ذاكرة المتلقي خصوصاً في عرض "العميان" وبعده "حفرة" و"القاع"، هو طموح جداً ويسعى لتطوير أدائه وتقديم الأفضل».

المخرج "قيس زريقة" أوضح: «ممثل مهم، من أهم شباب المسرح الجامعي، لم يحصل على الفرص التي يستحقها، شارك في العديد من الورش، وأحسن استغلال الفرص القليلة، يتميز باجتهاده ويحب الإلمام بتفاصيل العرض المسرحي كاملاً، ولديه لياقة جيدة ونعتمد عليه في التمارين الرياضية».