ينتمي الفنان التشكيلي "جاك وردة" إلى جيل المؤسسين في التشكيل السوري، وعلى الرغم من تجربته المتواضعة إلا أنها تعد من التجارب الرائدة في تاريخ النحت السوري.

حول شخصية المرحوم تحدث لمدونة وطن "eSyria" النحات "يوسف إبراهيم" بتاريخ 11 كانون الثاني 2014 فقال: «ولد الفنان الراحل "جاك وردة" في قرية "ماردين" بمحافظة "حلب" في العام 1913، في العام 1930 سافر إلى "باريس" كي يدرس فن النحت فيها ولكنه بعد عامين اضطر العودة إلى "سورية" دون قدرته على إكمال دراسته بسبب ظروفه المادية القاسية ومنذ العام 1960 عمل مدرساً لمادة النحت».

المعروف عن المرحوم "جاك وردة" عدم تمكنه من تعميق تجربته في الفن النحتي بدليل تقديم أعماله النحتية بعيداً عن الأكاديمية وطرح أعماله التي نحتها كتسلية لملء أوقات فراغه

وأضاف: «في العام 1964 أقام أول معرض فني فردي له ومن أشهر ما عرضه فيها منحوتة بعنوان "العذارى الطائشات"، وخلال وجوده في "سورية" عانى الراحل من الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها فسافر في العام 1965 إلى "ألمانيا" ليبقى فيها عاماً واحداً قبل أن ينتقل منها إلى "فرنسا" ليستقر فيها ويعمل على تطوير تجربته الفنية النحتية ولكنه توفي هناك بشكل صامت لدرجة أننا لا نعرف تاريخ وفاته بسبب الإهمال الإعلامي حينها لشخصيته، وتجربته التي أسسها وطورها بعيداً عن الأضواء والإعلام على الرغم من أهميتها في الحركة الفنية السورية في بداياتها».

من منحوتاته في حلب تمثال أبو فراس الحمداني في الحديقة العامة

وختم: «المعروف عن المرحوم "جاك وردة" عدم تمكنه من تعميق تجربته في الفن النحتي بدليل تقديم أعماله النحتية بعيداً عن الأكاديمية وطرح أعماله التي نحتها كتسلية لملء أوقات فراغه».

أما الناقد الفني والتشكيلي "محمود مكي" فأضاف: «جنح الفنان الراحل "جاك وردة" في تجربته الفنية النحتية نحو المدرسة التسجيلية والواقعية على الرغم من أنها كانت تعاني من موضوع النسب في معظم أعماله الإنسانية ومواضيعها، بينما كانت أعماله النحتية شبه العارية ذات خصوصية لكونه من الفنانين المتأثرين بتجربة النحات والفنان الفرنسي "رودان" وتجربته النحتية حيث اعتمد على الخطوط الطرية واللينة والمنحنية في تخطيط الأجسام العارية».

من منحوتاته -العذارى الطائشات

وتابع: «من أهم منحوتاته تمثال "أبو فراس الحمداني" في المدخل الشرقي للحديقة العامة بـ"حلب"؛ الذي اعتمد فيه على الحجر السوري الأبيض، وهو منحوت بأسلوب ينتمي إلى المدرسة الواقعية، وهو عمل مميز في الحركة التشكيلية في "سورية" من مختلف النواحي والمستويات وهو الأول من نوعه في هذا المجال، وهذا التمثال يدل على امتلاك الفنان "جاك وردة" موهبة فنية جيدة رغم حاجة الفنان المرحوم إلى تجربة فنية تشكيلية أعمق ولمزيد من الصقل والدراية والمعرفة مع الدراسة الأكاديمية والثقافة المتنوعة والتجربة الطويلة ليكون قادراً على تطويرها وخاصة من الناحية التشكيلية. وعلى الرغم من كل ذلك لا يمكننا القول سوى أن تجربة الفنان المرحوم "جاك وردة" التي جاءت في بدايات التشكيل السوري كانت من التجارب الرائدة في تاريخ فن النحت في "سورية"».

وحول تجربة المرحوم "جاك وردة" ورد في كتاب "الفن التشكيلي في حلب" للباحث الفني "طاهر البني" -1997 - وزارة الثقافة: «ظهرت في منحوتات الفنان "جاك وردة" ملامح الانطباعية وذلك من خلال اللمسات الواضحة في معالجة سطح المنحوتة ما يضفي عليها بعض الحيوية التي لا نراها في منحوتاته الأخرى التي التزم فيها ملامح الواقعية دون تحريف كما في تمثال "أبي فراس الحمداني" الذي ينتصب في المدخل الرئيسي للحديقة العامة بـ"حلب".

الناقد الفني محمود مكي

حين أقامت "وزارة المعارف" و"مديرية الآثار والمتاحف" في "سورية" أول معرض للفنانين السوريين في "متحف دمشق" في العام 1950 سارع عدد من الفنانين الحلبيين للمشاركة فيه ومن بينهم "جاك وردة" ونال مع زملائه جوائز متقدمة في النحت والتصوير تؤكد على المستوى الفني الذي كانوا عليه».