«أردت اليوم تسليط الضوء على جنس أدبي برأي هام ومميز وذلك بشي من الدراسة عن ما يسمى بالقصة القصيرة جداً، وأردت من ذلك أن أبين بعض مايدور حول هذا الجنس الأدبي من أراء ودراسات مستشهدا بأمثلة تطبيقية لبعض الذين تناولوا هذا الجنس ومنهم الدكتور "أحمد زياد محبك"، والدكتور "أحمد جاسم الحسين" الذي ألف كتاب (القصة القصيرة جداً)، مبيناً ما وضع من ضوابط لهذا الجنس الأدبي، وبين ما قدم من نصوص كان العديد منها يخالف تلك الضوابط، سابقا ذلك بتقديم مقدمة تتحدث عن الأصل التاريخي وأبرز مبدعي هذا الجنس الأدبي..».

هذا ما قاله الأديب "محمد حسن المنلا" لموقع eSyria عقب الدراسة الأدبية التي قدمها حول القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق، وذلك في صالة المركز الثقافي العربي في "منبج" بتاريخ (1/4/2009)م.. وتابع الأديب "منلا" حديثه عن أوائل من كتبوا هذا الجنس الأدبي قائلاً:

الإشكالية هي عجزهم عن كتابة هذا الجنس الأدبي لأن من الصعوبة بمكان كتابة هذا الجنس، فهو بحاجة إلى أرضية ثقافية وموهبة خاصة تمنحك القدرة على تكثيف الأفكار وتقديمها كاملة وبأسلوب مشوق بأقل من (100) كلمة..

«من الأسماء التاريخية التي كتبت هذا النوع "إيسوب" الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وأيضاً "جبران خليل جبران"، وهناك العديد من الأدباء المعاصرين من ينسب إلى نفسه أنه أول من كتب هذا الجنس الأدبي في حين يعتبر أول من كتب القصة القصيرة جدا –عربيا- هو الأديب العراقي "يوئيل رسام" سنة (1932)م في قصة أسماها (قصة قصيرة جدا)..».

محمد حسن المنلا

*ذكرت في دراستك العديد من الضوابط التي أشار إليها أدباء عرب وأجانب، ما هي أهم هذه الضوابط؟

**«هناك العديد من الضوابط التي تحدث من خلاله الأدباء عن القصة القصيرة جدا، ولكن إذا أردنا وضعها في جميع هذه الضوابط فهذا أمر مستحيل، لكن ثمة أشياء لا بد من تحقيقها وهي: أن تكون تحمل لغة شعرية، أن تحمل مفارقة، الحكائية، عنصري المفاجئة والسخرية، وأن تكون كلماته لا تتجاوز (99) كلمة، والأهم من ذلك هو أن تحمل فكرة معينة لأن فائدة الأدب تكمن بالفكرة التي يوصلها للآخرين».

*هناك الكثير من المعارضين لهذا الجنس الأدبي، إلى أين يذهب هؤلاء، وما هي الإشكالية لديهم؟

**«الإشكالية هي عجزهم عن كتابة هذا الجنس الأدبي لأن من الصعوبة بمكان كتابة هذا الجنس، فهو بحاجة إلى أرضية ثقافية وموهبة خاصة تمنحك القدرة على تكثيف الأفكار وتقديمها كاملة وبأسلوب مشوق بأقل من (100) كلمة..».

أما ختام الحديث فكان حول الوضع الحالي لهذا الجنس وصداه بين الجمهور فقال الأديب "محمد حسن منلا":

«كما ذكرنا هذا الجنس موجود منذ عقود لكن الإشكالية حوله بدأت تتفاقم في نهاية القرن المنصرم، والإشكالية تكمن بأن القياس هو قياس للأسماء وليس للإبداع وهذه مشكلة الأدب عموماً، وأيضا المنابر الإعلامية تلعب دورا كبيرا في التهجم على هذا النوع من الأدب في حين الدور المناط بها هو الموضوعية، والإسهام في خدمة الأدب عموماً.

أما من ناحية الجمهور فتراه في الأمسيات يصفق لهذا النوع اكر من غيره، على مبدأ المثل العامي الذي يقول (هات من الآخر..)..».