أحب الرسم منذ الطفولة وتخصص فيه وجعله سفينة يقطع على متنها رحلة الحياة، ريشته الزيتية تخلط مع ألوانها مشاعره الخاصة تجاه كل لوحة، يجيد رسم لوحات الغرافيك ومحترف في معالجة الصور والرسوم واللوحات على الفوتوشوب.

إنه الفنان التشكيلي "محمد الميداني"، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10/10/2013 الفنان التشكيلي "طلال بيطار" أحد أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين، الذي تحدث عن "الميداني" بالقول:

لاشك أن الهواية هي الأصل في بروز الإبداع عند أي فنان، لكن الإبداع لا يجب أن يقف عند حدود الهواية فقط، بل يجب تطوير هذه الهواية بالدراسة والتجربة والعمل المستمر لتطوير الذات وتطوير الأدوات، كما يجب على الفنان أن يخاطب العصر بأدواته

«عمل الفنان "محمد" في مجال الفنون وكان اهتمامه الأكبر في العمل على تصاميم الفوتوشوب والدروع، كان له حضوره في اللوحة في مجال التصوير الزيتي من خلال معارض وزارة التربية، وكان اهتمامه الأكبر في اللوحة الغرافيكية وهو الاختصاص الذي درسه في كلية الفنون الجميلة، يعتبر واحداً من الفنانين الذين مارسوا هذا النشاط مع مدارس وزارة التربية واتحاد شبيبة الثورة».

من لوحاته عن دمشق القديمة

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16/10/2013 الفنان التشكيلي "محمد ميداني" الذي بدأ حديثه بالقول: «برزت موهبتي في الرسم منذ الطفولة وكان حلمي متابعة دراستي الجامعية في كلية "الفنون الجميلة" وهذا ما حصل، تفردت في رسم لوحات عن "دمشق" القديمة حيث إن "دمشق" هي الهاجس الرائع الذي كان يجمع كل لغاتي وأدواتي الفنية، فكانت البيئة الجميلة وتراكم الجدران وتداخل الحارات الشعبية وتماذج النبات والأزهار مع مكونات البيت الدمشقي هي من جعلت الألوان العفوية والهادئة لغة مشتركة بين كل أعمالي الزيتية والمائية أيضاً».

وعن أسلوبه في الرسم والدرجة التي يعبر فيها اختيار اللون عن حرفية الفنان تابع القول: «أبحث دائماً عن التعبير عن إحساسي عن طريق اللون بوجود الشكل والموضوع والطبيعة شرط أن تكون علاقتي مع اللون صحيحة كعلاقة اللون السميك مع الشفاف وعلاقة الألوان الداكنة مع الألوان الدافئة، هذا التوازن اللوني الموجود في الحياة أيضاً حاولت تقديمه كاملاً في لوحاتي بما أضمنها من شعور بالأمل والروحانية والفرح وجمال البيوت الدمشقية.

أحد تصاميمه.

ومما لاشك فيه أن تجربة الفنان عبر مسيرته الفنية وتنوع أعماله وموضوعاته تكسبه مهارة وحرفية في التعامل مع اللون واختياراته إضافة إلى طبيعة الموضوع أو التكوين في اللوحات، لذلك يصبح من الصعوبة التفريق بين ريشة الفنان وبين ألوانه وأحاسيسه كل ذلك يغني تجربة الفنان في علاقته مع الألوان».

عن المعارض التي أقامها وشارك فيها قال: «شاركت في أغلب المعارض السنوية التي كانت تقيمها نقابة "الفنون الجميلة" في القطر العربي السوري بالعديد من الأعمال "غرافيك، زيتي، مائي، تصوير ضوئي"، إضافة إلى مشاركتي في المعرض الأول للفنانين العاملين في وزارة التربية، كما أقمت عدة معارض شخصية في "دمشق" إضافة إلى معرض تصوير ضوئي في "الكويت"».

إحدى لوحاته.

أما عن اللوحة التي تشكل خصوصية عنده فقال: « على الرغم من أنني عملت بعدة تقنيات في الرسم وأنواع الفن بشكل عام إضافة إلى التصميم الغرافيكي إلا أن لكل لوحة ميزة خاصة تحمل بين سطوحها قصة أو موقفاً أو لحظة شاعرية، لكن أعمالي عن "دمشق" القديمة تحمل في نفسي خصوصية جميلة لكوني من أبناء البيئة الدمشقية التي عشت بين أزقتها وشبابيكها وياسمينها».

وعن الدرجة التي استطاعت الصورة أن تنتصر فيها على الثقافتين الشفهية والكتابية عبر عن رأيه قائلاً: «الموضوع ليس من ينتصر المهم أن تكون الفكرة قد وصلت إلى المتلقي، لكن تبقى الصورة أو العمل الفني بكل أنواعه أوضح وأسرع لإيصال الفكرة والهدف من العمل ربما الأعمال والملصقات الإعلانية الهادفة أكبر مثال على ذلك لأن أدوات عصرنا الحديث هي الصورة.

والإعلان هو الحاضن الأساسي لأي رسالة يراد توجيهها أو إيصالها، يكفي مثلاً أن أقوم بتصميم إعلاني جميل عن مساوئ حالة معينة دون أن ألقي محاضرات وندوات ربما لا تصل إلى الهدف المراد من كل ذلك».

وأكد أهمية التكريم في حياة الفرد بقوله: «التكريم حالة إيجابية تساهم بشكل أو بآخر في دعم نفسي لأي مجهود مهما كان نوعه، وتكريم الفنان من ضمن تلك الحالات الإيجابية لكن لا يجب أن تكون هي الهدف والغاية، طبعاً أغلب حالات التكريم التي حصلت لي من المنظمات الشعبية، لكن أعتقد أن التكريم الذي ترك أثره في نفسي هو اختياري للقيام بتصاميم العديد من المهرجانات الرسمية والشعبية».

وعن هواياته ونشاطاته إلى جانب الفن التشكيلي قال: «هواياتي ونشاطاتي ليست بعيدة عن مجال الفنون الجميلة، لكن بسبب ثورة المعلوماتية وتطورها في العالم وفي "سورية" أيضاً واكبت هذا التطور منذ بداياته، فقد عملت على تطوير مهاراتي الفنية بالكومبيوتر والمعلوماتية بشكل عام، ودراستي في الفنون الجميلة كان لها الأثر الواضح في تكريس هذه الخبرة بالعمل في مجال المعلوماتية والبرامج الفنية فيها.

لذلك اتجهت من بداية تطور المعلوماتية في "سورية" إلى مجال التصميم على برامج الكومبيوتر وهذه الخبرة في مجالي الفنون والمعلوماتية كانت السبب في اختيار تصاميمي لدورة معرض "دمشق" الدولي إضافة إلى أغلب حملات التوعية في محافظة "دمشق" كمهرجان "الياسمين" إضافة إلى "المهرجان المسرحي السنوي للشباب" الذي تقيمه منظمة اتحاد شبيبة الثورة».

وعن دور الهواية في إبداع الفنان قال: «لاشك أن الهواية هي الأصل في بروز الإبداع عند أي فنان، لكن الإبداع لا يجب أن يقف عند حدود الهواية فقط، بل يجب تطوير هذه الهواية بالدراسة والتجربة والعمل المستمر لتطوير الذات وتطوير الأدوات، كما يجب على الفنان أن يخاطب العصر بأدواته».

يذكر أن الفنان التشكيلي "محمد ميداني" من مواليد "دمشق" /1962/ يحمل إجازة في "الفنون الجميلة" في جامعة "دمشق"، عضو في اتحاد التشكيليين السوريين، ساهم في تأسيس أول موقع للفنانين التشكيليين السوريين على شبكة الإنترنت وهو موقع خاص ولا يتبع إلى أي جهة حكومية أو نقابية، يعمل حالياً في مديرية "المسارح والموسيقا والأنشطة الفنية" في وزارة التربية.