أربع عائلات من الآلات الموسيقية في فرقة واحدة فيها أكثر من مئة آلة، تملأ المسرح بأصوات القرار والجواب وتتوزع بإبداع لتشكل "الأوركسترا"...

مدونة وطن "eSyria" التقت المختص بالعلوم والتربية الموسيقية خريج فرنسا الدكتور "وائل النابلسي" (أستاذ في المعهد العالي للموسيقا وفي كلية التربية جامعة دمشق) بتاريخ 11 آذار 2014؛ الذي أشار إلى أن "الأوركسترا" كلمة من أصل لاتيني وتعني أكبر فرقة موسيقية وتتميز بتوزيع الآلات الموسيقية والمايسترو (أي قائد الأوركسترا) على المسرح بشكل يحقق التوازن الموسيقي للصوت من دون الحاجة إلى مكبرات صوتية.

تطورت الأوركسترا مع تطور الموسيقا الآلية في القرن السادس والسابع عشر، كذلك الأمر مع تطور صناعة الآلات الموسيقية بشكل عام

وعن أقسام الآلات الموسيقية في فرقة الأوركسترا يقول الدكتور "النابلسي": «هناك أربع عائلات من الآلات؛ الأولى هي الآلات الموسيقية الوترية التي تعتمد على الأوتار ويتم العزف عليها بالعصا وهي ("الفيولا" – "الكمان" – "الكونترباص" – "التشيلو")، وتتشابه جميعها من حيث آلية العزف والشكل إلا أنها تختلف من حيث الحجم، وبالمقارنة بين حجم الآلة وطول العصا التي يتم العزف بها يتميز صوت الآلة الوترية، إضافة إلى آلة "الهارب" التي تُعرف بخطأ شائع باسم "القيثارة" بينما هو اسم "الغيتار"».

الموسيقي طاهر مامللي

ويتابع: «العائلة الثانية هي الآلات الخشبية، التي تنتمي إلى الآلات الهوائية النفخية، وسميت بالخشبية لأن المادة الأساسية التي كانت تصنع منها هي الخشب، ولكن حالياً أصبحت تصنع من معدن الكروم، وهذه الآلات هي: ("البيكولو" – "الفلوت" – "الكورأنغليه" – "الأوبوا" – "الكونترباصون" – "الباصون"). وتتألف جميعها من أنبوب عليه مفاتيح لتغيير العلامات الموسيقية ويتم النفخ به بواسطة الفم، أما عائلة الآلات الهوائية النحاسية التي تنتمي أيضاً إلى الآلات الهوائية النفخية فهي: ("الهورن" – "الترومبيت – "التوبا" – "الترومبون"). وكل آلة تتكون من عشرات الأنابيب الملتفة وعدد مختلف من المفاتيح ما عدا "الترومبون" الذي لا يملك مفاتيح، وبالتالي تختلف علاماته الموسيقية، ويجب الإشارة إلى أنه لا توجد آلة هوائية اسمها "البوق" وإنما الجزء الموجود على جميع الآلات النحاسية المنفرج من الأمام هو ما يسمى كذلك».

ويضيف: «أما العائلة الرابعة فهي الآلات الإيقاعية التي يطرق عليها سواء باليد أم بالمطرقة أم بالعصا، وتعدّ العائلة الأكبر في الأوركسترا وهي ("الصنج" – "التيمباني" – "الطبل الصغير" – "الطبل الكبير" – "الفيبرافون" – "الإيكسولوفون" – "المثلث" – "الغونغ" – "السيلبستا" – "الأجراس الإنبوبية" – "الكاستانييت" – "المخشخشة")، وبشكل عام جميع الآلات التي تنتمي إلى نفس العائلة تختلف مع اختلاف حجمها، حيث إنه كلما كانت الآلة صغيرة الحجم أصبح صوتها أكثر حدّة وكلما كبر حجمها أصبح صوتها قرارياً».

الأستاذ وائل النابلسي

من جانب آخر يشير الموسيقي "طاهر مامللي" إلى أن الأوركسترا هي مجموعة من الموسيقيين تضم ما يقارب 100 - 120 عازفاً، وبالتالي أصبحت أكبر فرقة موسيقية وتضم أكبر عدد من أنواع الآلات الموسيقية، ويقول: «تطورت الأوركسترا مع تطور الموسيقا الآلية في القرن السادس والسابع عشر، كذلك الأمر مع تطور صناعة الآلات الموسيقية بشكل عام».

وعن وضع الأوركسترا في "سورية" يقول "مامللي": «الأوركسترا السيمفونية الوطنية أسست مع تأسيس المعهد العالي للموسيقا بجهود استثنائية للموسيقي الراحل الأستاذ "صلحي الوادي" في 1990، وأكيد بمساعدة خبراء الروس، ومن ثم تابع الأستاذ "ميساك بغبودريان" مسيرة أستاذه بقيادة الأوركسترا منذ عام 2003».

وقد مثلت هذه الفرقة "سورية" في الكثير من المحافل والمهرجانات العربية والدولية، كما ساهم كثيرون من أعضائها في إحياء حفلات موسيقية مشتركة مع باقي الفرق الأوركسترالية العالمية، وعزف مع الفرقة العديد من العازفين المنفردين العالميين والموسيقيين السوريين المشهوريين، وحصل بعض أعضاء الفرقة على جوائز عالمية في العزف والغناء.