«الفن التشكيلي هو كل شيء يؤخذ من طبيعة الواقع ويصاغ بصياغة جديدة، أي يشكل تشكيلاً جديداً، و"التشكيلي" هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال آخذاً مفرداته من محيطه، ولكل إنسان رؤياه ونهجه، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع ما أضطر الفنانين في مجالات العطاء الفني أن يضعوا هذه النتاجات تحت إطار المدارس الفنية».

هذا ما يقوله الفنان التشكيلي "سمير ظاظا" لموقع "eSyria" بتاريخ 20/2/2011 في معرض للوحات الفنان التشكيلي "علي عثمان" الذي يقام حالياً في ثقافي "أبو رمانة".

أحياناً ضرورة اللوحة تأخذني إلى هذا الجانب وأنا قصدت هذا الشيء في لوحاتي

وأضاف "ظاظا" قائلاً: «لقد استطاع الفنان "علي عثمان" أن يوصل لنا الطبيعة الساحرة الواقعية بجمالياتها الخلابة من خلال إتقانه لهذا النهج الذي اتبعه، فاستطاع في لوحاته بالاعتماد على اختلاف المساحات في شكلها ونوعية الألوان ودرجة كثافتها أن يوحي مجرد إيحاء بالتجسيم، فاستطاع أن يوحي بالضوء، فهو في لوحاته كأنه ينبع من الأجسام نفسها وليس مسلطا عليها من مصدر جانبي».

جانب من المعرض

أما عن رأي مدير ثقافة "دمشق" الأستاذ "هيثم التقي" بلوحات "عثمان" فقد قال: «استطاع "علي عثمان" أن يوصل لنا من خلال معرضه هذا جماليات الطبيعة وسحرها الخلاب، وعظمة الخالق على تكوينه الجميل، ولا يسعني إلا أن أشكر الفنان على ما أنجزت يديه من إبداع حقيقي، فنحن بحاجة إلى مثل هذه اللوحات لتغني نفوسنا بالروحانية الربانية، أما بالنسبة للوحات البورتريه هي بحد ذاتها فن حقيقي تستحق الاحترام والتقدير من الفنان برونقها الرائع، فكل لوحة بورتريه لشخصية عظيمة تترك فينا ذكرى جميلة».

وفي حديث للموقع مع الفنان التشكيلي "علي عثمان" وسبب تأثره بالطبيعة قال: «أنا متأثر بالمدرسة الواقعية وهي المدرسة التي تنقل كل ما في الواقع والطبيعة من سحر وجمال إلى عمل فني الأصل، وهذه اللوحات هي مجمل رصد لحالات تسجيلية قمت بها كما اقتضاه الواقع كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقعا معينا، وتندرج كثير من أعمال الكلاسيكيين التي تهتم بالطبيعة والبورتريه ورسم المزهريات والطبيعة الصامتة تحت هذا الإطار، فأنا ارسم اللوحة في المرسم بعد أن آخذ الخطوط العامة من الواقع فتكون اللوحة محنطة لا علاقة لها بالواقع حيث أوزع الظل والنور حسب القاعدة والمنطق أو الخيال بحيث تأخذ الطبيعة ببساطتها، فاستخدم الألوان في صورة مساحات مسطحة تقريباً والاعتماد على اختلاف المساحات في شكلها ونوعية الألوان ودرجة كثافتها».

دمشق القديمة

وعن أهم سمات الأسلوب الذي يرسم به "علي عثمان" قال: «إهمال الذات في سبيل الموضوع والاهتمام بروح العصر والبعد عن الأسطورية والمواضيع التقليدية والخروج من تكوير الأجسام بواسطة التظليل من اجل الإيهام بالبعد الثالث، فاستخدم الألوان في صورة مساحات واعتمد على نوعية الألوان ودرجة كثافتها، ولكوني ولدت وعشت وترعرت في "دمشق" القديمة تجد في لوحاتي البيت الدمشقي بتفصيل من تفاصيله مثل الأبواب والشبابيك التي تعانقها الورود والأزهار، و"دمشق" لها الفضل لأن أزقتها وحواريها علمتني الرسم في الأشياء التي أراها».

وبالنسبة للتقنية التي اختارها الفنان في رسم لوحاته، قال: «أنا ارسم بالألوان الزيتية تقريباً لكن هناك بعض الأعمال على قطع المخمل، وهذه بشكل دائم تطلب في المعارض التي أنجزها وأحببت أن أضيف هذا النوع من الرسم إلى هذا المعرض، وأغلب لوحات المخمل تصور المشهد الليلي على ضوء القمر ومنها لوحة "بانياس" في المشهد الليلي، لكوني من "بانياس"، والرسم على قطع المخمل ليس بمقدور أي شخص أن يقوم به، لان طريقة العمل صعبة وتتطلب دقة عالية جداً، لأن أي خطأ يضطرك إلى أن ترمي باللوحة فوراً إلى سلة المهملات، بينما الرسم على القماش تستطيع أن تمحي بنفس اللون».

الفنان علي عثمان

وعن غياب العنصر الحي في اللوحات قال: «أنا أحب الطبيعة أكثر، لأنها تتميز بالهدوء والرومانسية أكثر من العنصر الحي وهذا أسلوبي واختياري لهذا النمط من الرسم».

وعن النهاية غير المعروفة في اللوحات قال: «أحياناً ضرورة اللوحة تأخذني إلى هذا الجانب وأنا قصدت هذا الشيء في لوحاتي».