فنان تشكيلي، وكاتب، عمل في الإخراج والتمثيل وكتابة المسرحيات، وما بين هذه جميعاً يتقلّب الفنان "فراس كالوسية"، ساعياً إلى تقريب الهوة بينها في شخص الإنسان، ففي تجربته الكتابية ما يوحي بالرسم، وفي رسمه حكايات وقصص كالتي يكتبها.
عن تجربته كفنان تشكيلي كان لمدونة وطن eSyria بتاريخ 6/10/2012 اللقاء التالي:
يؤكّد "فراس كالوسية" ترسيخ فكرة الوجود الإنساني بناء على نسل جديد يصرخ ويستصرخ منعكساً على الوجود الذاتي, ففي لوحاته استخدم الألوان الداكنة الأساسية والتي تبرز المعالم وتحددها رغم أنها تحمل شيئاً من العنف والقسوة الذاتية, تلك الوجوه التي تحمل انفعالات مقروءة اللون والشفافية
** أجدني في كل ما أنجز، فكل الأعمال الأدبية والفنية هي تشكيلية. الإخراج والتمثيل والكتابة إلخ، كلّها بحاجة إلى معالجة تشكيلية، وتنميق وترتيب، وتأطير في صور جميلة تصل للمتلقي بشكل أنيق وأدبي يدفعه للارتقاء إلى الإنسانية والجمال والحب.
** بداياتي كانت كأي هاوٍ يشدّه شغفهُ إلى ما لا يدري لاكتشاف موهبته، وهنا كانت موهبتي التشكيلية منذ الصغر، حيث كنت أرسم على دفاتر المدرسة نجوماً هندسية، ولكن لم أدرك أنّ هذا فنٌ أو رسم، وكان لديّ رُهاب الرسم، ومتأخراً إلى ما بعد المراهقة ابتدأ شغفي بالرسم حيث كنتُ مسافراً إلى ليبيا لأجل العمل، وهناك كانت لي ساعات فراغ كثيرة، فبدأتُ أخربش بالقلم الأزرق والأحمر (الأقلام التي نكتب بها) على دفتر مسطّر للكتابة، إلى ما بعد العشرين حيث قررتُ أن أنمّي موهبتي أكثر وأكثر، وأنْ أكسرَ رهابي من الرسم وبدأت أسعى لذلك.
** في دمشق ولدت، ترعرعت، كبرت، تعلمت، أحببت وأبدعت، فرحت وبكيت وتألمت إلخ..
لهذه المدينة مكانةُ الأم لدي، فهي الحاضن والرحم، وهذا ما رآه الكثيرون في أغلب لوحاتي، حيثُ هناكَ دائماً شوق إلى العودة إلى هذا الحضن الجميل، والاتكاءِ على هذه الأرصفة والحارات، وبردى الحيّ فينا بريشته المبدعة التي تمرّ في كل حياتنا، لذلك تعرف ريشتي كيف تأخذ ألوانها من المنبع.
** التصوير والرسم هما توءمان وتختلف بينها الأسماء والأرواح، سابقاً كان يطلق على الرسم (التصوير)؛ أي إنني عندما أرسم الواقع كما هو، فأنا أصوّره. عندما دخلت الكاميرا إلى ملعب الحياة، وبدأت تأخذ لها مكاناً بدأت ريشة الرسامين تجترع المعجزات لتُعيد لها مكانتها مع هذا الوحش الفوتوغرافي، وابتدأت الريشة تبحث عن العمق في الإنسان والواقع الذي نعيشه، فابتدأت "الانطباعية، والسوريالية، والتكعيب، والتجريد"، وهذا ما جعل للرسامين الحرية المطلقة في الإبداع، واستخراج ما في الذات إلى العلن وطوّر في الرسم التشكيلي.
** حاولت في معرض "وجوه" تعريةَ الوجهِ الإنساني، وسلخَ الأقنعةِ عنه، لتتضح ملامحه الحقيقية وواقعه المؤلم / المفرح، لذلك كنت بسيطاً في الطرح، عميقاً في الأداء وصارخاً في الألوان لأعطي هذه النتيجة المرضية بعرض وجوه كانت مختبئة وخائفة من الولوج إلى الحياة الجميلة.
** معرض سأسميه "فرح"، وستكون اللوحات فيه حسب رؤيتي تكعيبية - تعبيرية، وهي عبارة عن وجوه مهرجين فرحين، وأسعى من خلال هذا المعرض إلى الفرح والأمل الذي فقده البعض، فأنا أؤمن أننا نحن هذه الحياة، فلماذا نهرب من ألوانها المفرحة إلى عتمة مؤلمة، باردة الملامح، وقاتمة المعاني؟ لذلك أدعو أن نعود إلى الداخل ونتخلّص من كلّ الأكاذيبِ حولنا ونتعرف على هذا النور الذي يجمعنا كلنا في المحبة.. لنحيا أبداً..
تقول عنه الصحفية والشاعرة "ديمه داوودي": «يؤكّد "فراس كالوسية" ترسيخ فكرة الوجود الإنساني بناء على نسل جديد يصرخ ويستصرخ منعكساً على الوجود الذاتي, ففي لوحاته استخدم الألوان الداكنة الأساسية والتي تبرز المعالم وتحددها رغم أنها تحمل شيئاً من العنف والقسوة الذاتية, تلك الوجوه التي تحمل انفعالات مقروءة اللون والشفافية».
جدير بالذكر أن "فراس كالوسية" من مواليد مدينة دمشق 1977، أقام أربعة معارض هي: (وجوه) 2011 في نينار آرت كافيه، (تكريم الفنان عادل سلوم) المركز الثقافي الروسي 2011، (أعلام أدبية) 2012 نينار آرت كافيه.
(وراء الصمت) 2012 المركز الثقافي العربي بالمزة.
يكتب السيناريو والقصة القصيرة والشعر والخاطرة والمقالة، وألف أربع مسرحيات، وأربعة أفلام قصيرة، كما صدر له قصة قصيرة بعنوان "إلى أن خلق الإنسان".