منذ أكثر من ثلاثين عاماً ومحل "الخيمي" كان وما يزال يدخل الفرحة إلى قلوب آلاف الأطفال والعائلات الدمشقية على وجه التحديد،

لماذا؟ لأنه من أقدم محلات بيع ألعاب الأطفال في "دمشق"

كل شيء تغير نحو الأفضل، فلم تكن في أيامنا مثل هذه الألعاب المتعددة، والآن لا بد من شراء كل لعبة حسب المستوى للطفل ونموه

منذ ما يربو على الثلاثة عقود وهو ما يزال قابعاً خلف القصر العدلي في قلب "دمشق" يبيع ألعاب الأطفال من "العربايات والمشّايات (أي الكرّيجة بالعامية) والأسرّة والدراجات الصغيرة" كما أنه يعمل على إصلاحها لمن يرغب.

في المحل

ولأننا نبحث عن الورود الجميلة في الزوايا السورية ذهبنا إلى هناك وكان لنا مع صاحبه الحاج "أبو عادل" لقاء بتاريخ 6/9/2008 الذي أخبرنا أن محل "الخيمي" أحد أقدم المحال المتخصصة بهذا النوع من ألعاب الأطفال منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأضاف: «لدينا الكثير من الزبائن من "دمشق" وضواحيها وريفها، وحتى من الدول العربية المجاورة، ومَن يشتري من محلنا يعود إليه مرة ثانية وثالثة عندما يحتاج أطفاله إلى هذه المستلزمات، ولدينا تجارب عدة في هذا المجال، ونسبة مبيعاتنا في كل يوم جيدة، الفضل في ذلك لوجود الثقة بيننا وبين الزبائن».

وتبدأ حاجة الطفل لمستلزمات راحته وسعادته في وقت مبكر من الولادة، حسبما يمتلكه "الحاج أبو عادل" من خبرة في هذا الخصوص: «أول ما يحتاجه الطفل هو "العرباية" حيث يحتاج الأبوان لوضعه فيها خلال تنقلاتهم وزياراتهم، أما "الكرسي الهزاز" فيكون في داخل المنزل، ويحتاج الطفل إلى "المشاية" في الشهر التاسع تقريباً حيث يحبو، وبالتالي يمكن أن ينتقل إلى مرحلة الاعتماد على قدميه بمساعدة "المشاية" التي تتحرك به أينما شاء، في حين تأتي الحاجة إلى "الدراجات" في مراحل أخرى، وكل هذه الأدوات تساعد الطفل على زيادة الحركة والنمو والتأقلم مع المحيط وكسب المزيد من الخبرة والتعرف على أشياء جديدة رغم صغر عمره، خاصة أن الكثير من الأطفال يشاهدون مثل هذه الخطوات خلال مشاهدة التلفاز».

فرحة في المنزل

واجهة المحل تجذب أنظار الكبار قبل الصغار خاصة الذين عاشوا طفولتهم بلا وسائل الترفيه التي لا تعد ولا تحصى في أيامنا هذه، حقيقة عبّر عنها السيد "عزيز محمود" الذي جاء من بلدة "قدسيا بريف دمشق" ليشتري "مشاية" لطفله "آرام" الذي لم يتجاوز عشرة أشهر، حيث تحدث عن الفرق بين الماضي والحاضر: «كل شيء تغير نحو الأفضل، فلم تكن في أيامنا مثل هذه الألعاب المتعددة، والآن لا بد من شراء كل لعبة حسب المستوى للطفل ونموه».

ويعرف السيد "محمود" محل "الخيمي" منذ أكثر من أربعة أعوام: «تعود معرفتي لهذا المحل إلى يوم شراء "عرباية" لابني وابنتي، فقد كانت عالية الجودة ما شجعني على العودة اليوم إلى المحل نفسه وشراء هذه "المشاية"».

موقع "eSyria" لم يكتف برصد المشهد في قلب المحل، بل أراد متابعة رحلة السيد "محمود" من المحل إلى البيت وهو يحمل اللعبة الجديدة معه، فقد أدخل البهجة إلى قلب الصغير "آرام" وأخويه الذين غمرهما الفرح وهما يتذكران تجربتهما عندما كانا في سن مماثلة.

ألوان تشد انتباه الطفل "آرام" وهو يتحرك في مختلف الجهات معبراً عن سروره لامتلاكه لأول مرة هذه الوسيلة الترفيهية التي ستساعده خلال فترة وجيزة على الوقوف ثم بدء خطواته الأولى في عالم المشي.

محل "الخيمي"، هو واحد من المحال الكثيرة في "دمشق وريفها" التي تسهم في حركة سليمة لآلاف الأطفال الذين يستحقون من الأهل والمؤسسات المعنية المختلفة كل الدعم والرعاية بتقديم ألعاب وبرامج جديدة ومفيدة لهم، وتشجيعهم على كسب المزيد من المعارف والخبرات ليكونوا فاعلين في المستقبل ولديهم القدرة في التعامل مع علوم العصر التي تتطور بين لحظة وأخرى.