"التقليد هو فن الاصطناع ومحاكاة للطبيعة ونسخ للأصول مع إبراز العامل الفني للشكل المقلَّد، وفي الاصطناع قد يلحظ الإنسان الإبداع ويلمح الدقة في الأداء، لكن تبقى الطبيعة هي صاحبة الحق وبراءة الاختراع والابتكار، فيما التقليد يحتاج إلى المهارة والإتقان في استنساخ الأشياء المختلفة، واليوم تنتشر مهنة إنتاج الديكورات المصطنعة المستوحاة من وحي الطبيعة مثل شلالاتها وبحراتها وطبيعتها.

ولقد كثرت وانتشرت المحلات المتخصصة في بيع هذه الأشياء، ما دفع فضولنا لتسليط الضوء على هذه الديكورات المقلَّدة.

نبيع في محلنا كل ما له علاقة بديكورات المنازل ومن بينها البحرات الرخامية الملونة والبُئر والشلالات الدمشقية التي تعطي إيحاء جميل من الطبيعة

موقع eSyria بتاريخ 12/9/2009، التقى السيد "سهيل دعدوش" صاحب محل لبيع الديكورات و التجهيزات المصطنعة والمتنوعة، حيث قال: «نبيع في محلنا كل ما له علاقة بديكورات المنازل ومن بينها البحرات الرخامية الملونة والبُئر والشلالات الدمشقية التي تعطي إيحاء جميل من الطبيعة».

السيد "سهيل دعدوش"

ثم أضاف: «التقليد ليس عيباً إنما هو فن قائم بحد ذاته، فنحن نقلنا للإنسان ما يحبه ويراه من حوله إلى حديقة منزله أو إلى مكان عمله، ليستمتع برؤيتها كما لو أنه في أحضان الطبيعة مع الاعتراف بأن ما هو طبيعي أجمل وأبها».

وتابع السيد "دعدوش" حديثة قائلاً: «تصنع البحرات الشامية والشلالات في معامل الرخام، حيث يضعون لها في البداية الرسم التخطيطي ثم ينفذونه ويتفننون بها وخصوصاً منذ دخول الرخام الملون، فالبحرات مثلاً تنتج بأشكال متعددة وبأحجام مختلفة منها الكبير والمتوسط والصغير، والزبائن يطلبونها حسبما يناسب مساحة بيوتهم وحدائقهم، والبحرة أو النافورة في البيت الدمشقي جميلة جداً، لذلك أحب البعض أن ينقل هذه الفكرة إلى بيته الحديث، أما الشلال فيتم تشكيله من مواد مختلفة منها الحجر الصخري الذي يصنع من الحجارة الحمراء البازلتية السوداء المرصوفة فوق بعضها بإتقان وعبر طبقات متعددة تتساقط المياه من الأعلى إلى الأسفل لتعطي إيحاء الشلال المتساقطة مياهه ، ويوضع حصرياً في الحدائق لأن حجمه كبيراً نسبياً، وتعد حرفة "تطويع" الرخام قديمة جداً حيث كانت تبنى منه أشياء كثيرة مثل المحراب في المساجد والتي اشتقت منها أشكال كثيرة، في حين يصنع البئر الخشبي من الخشب المعالج الذي يصنعه النجارون ويعطونه إيحاء البئر الحقيقي تماماً مثل الدلو الممتلئ بالماء وهو معلق بحبل وبقطعة خشبية مثبتة في أعلاه، هذه الديكورات تكون مزينة بأضواء ملونة تضخ الماء بداخلها عبر مضخة تعمل على الكهرباء وتبقى هذه الأشياء ديكورات لا أقل ولا أكثر».

البئر

السيد "ربيع الترك" حدثنا قائلاً: «هناك أمور تجعل البحرة المصطنعة التي توضع في البيوت والحدائق أفضل من غيرها، وذلك مثل الدواليب المزودة بأسفلها ما تجعلك قادراً على التحكم بها من خلال نقلها من مكان إلى آخر حسبما تحب وترغب، إضافة إلى أن الماء الذي يتدفق منها مكرر أي لا يوجد هدر للماء على عكس البحرات القديمة التي كانت توجد في البيوت الشامية».

أما السيد "قاسم الصَّبان" فقال: «لا يوجد عندي أي ديكور مصطنع مثل البحرة أو الشلال أو غيرها لأنها وباختصار لا روح فيها، فهي عبارة عن زينة فقط، أما البحرات في البيوت الدمشقية القديمة كانت ليست لزينة فقط، بل كانوا يستعملونها في الشرب والتنظيف وغيرها من الاستخدامات، لذلك وبرأي من الخطأ أن نشبه بين الديكورات المصطنعة وبين الأشياء الحقيقية».

الشلالات والبحرات المصنوعة من الرخام