"البرسيس" أو "البرجيس" هي لعبة شعبية سورية "دمشقية" من الألعاب المعروفة، وهي إحدى التسليات التي يمارسها الناس في فراغهم، فتبعد عنهم الملل والضجر، ويكشفون عن مواهبهم في اللعب ويبينون ذكاءهم ويستحضرون من الفرح والطرف والتظرف.

موقع "eDamascus" بتاريخ 5/1/2012 التقى عدد من المطلعين على هذه اللعبة القديمة قدم المدينة، فالتقينا بالسيدة "منيرة أحمد" من المعمرات في حي "الصالحية" لتحدثنا عن هذه اللعبة بقولها: «هي تقريباً لعبة نسائية تمارسها النساء أكثر من الرجال بكثير، وقد يشارك الرجال في لعبها، ولكن في ظروف معينة يلعب الرجال مع زوجاتهم أو أمهاتهم أو لإكمال نقص معين في جو العائلة، وفي جوقة البرسيسي، أما مدة انتهاء لعب الدورة الواحدة فقد يكون من خمسة وأربعين دقيقة حتى الساعة، وقد يستمر اللعب عدة دورات متتابعة أي تأخذ زمن سهرة كاملة».

هي تقريباً لعبة نسائية تمارسها النساء أكثر من الرجال بكثير، وقد يشارك الرجال في لعبها، ولكن في ظروف معينة يلعب الرجال مع زوجاتهم أو أمهاتهم أو لإكمال نقص معين في جو العائلة، وفي جوقة البرسيسي، أما مدة انتهاء لعب الدورة الواحدة فقد يكون من خمسة وأربعين دقيقة حتى الساعة، وقد يستمر اللعب عدة دورات متتابعة أي تأخذ زمن سهرة كاملة

أما عن أدوات لعبة البرسيس فيحدثنا الباحث التراثي "محمد خالد رمضان" بقوله: من أدوات البرسيس "الودع" ويدعى الزهر والصدف أيضاً، وهو مكون من ست ودعات، وهذا الودع من الصدف الحجري، وهي قطع صدفية صغيرة بحجم بزرة حبة الزيتون أو أكبر قليلاً، والودع أو الصدف له لون أبيض.

أدوات البرسيس

بالإضافة إلى "البرسيس" وهي قطعة من القماش ذات ألوان متعددة منها الأسود الخالص، ومنها البني، ومنها الزهري واللون الأسود في البراسيس هو اللون الغالب، وهو على شكل صليب مربع، وكل ضلع من أضلعه هو على شكل مستطيل، ويقسم إلى ثلاثة أطوال، وكل طول منها ينقسم إلى مربعات صغيرة عددها في كل ذراع ثمانية مربعات في الطول، وثلاثة في العرض، وبعد المربعين الأولين من كل جانب هناك مربع مغلق يطلق عليه اسم "الشيرة"، أما الخط الأوسط وهو مكان دخول الأحجار إلى داخل البرجيس، فلا توجد "شيرة"، والبراسيس عادة من قماش المخمل والأطلس، وقد تكون على شكل مستطيل ووسطه المربع أو على شكل معين، وداخله المربع أو قد يكون على شكل دائرة ووسطها مربع، وفي وسط المربع الأساسي الداخلي تكتب عادة جملة "يتهنى الغالب، ويساعد المغلوب" أو تكتب هذه الجملة ذاتها على طرف القماش الخارجي، إذا كان على شكل مستطيل أو معين أو دائرة، وتطرز بعض البراسيس بالخيوط الحريرية الملونة بالألوان المختلفة، وخاصة الأحمر، الأزرق، الأصفر والأخضر، وتزخرف بالبريق، وغيره من الزخارف، وهذه الزخارف تكون على جوانب البرسيس ولا تكون داخلها. وتطرز أيضاً "البراسيس" بالخرز الناعم الذي يدعى بالسيلا، وله إبر خاصة به، وقِطَبٌ تدعى قطب "التيج" وتزين أيضاً بعروق الورد المعروفة الملونة».

أما عن "أحجار البرسيس" فيضيف: «لعبة البرسيس لها ثمانية أحجار تدعى أحجار البرسيس، وهذه الأحجار تكون من معدن النحاس، فهي ثقيلة أو تكون من الخشب العادي، أو من الخشب المصدف والمزخرف، ولكل أربعة من الأحجار شكلها الخاص بها، إذ أن لكل فريق من الفريقين أحجاره الخاصة به، فمثلاً هناك أحجار رأسها على شكل رأس البطة، وأحجار رأسها أملس من الأعلى، أو أحجار مخصرة في الوسط وأحجار بلا تحضير، ومهمة هذه الأحجار السير ضمن البيوت المربعة حسبما يأتي به الودع عند رميه، ويضع كل فريق أحجاره في الجهة المقابلة له، أو المقابلة "لدسته" كما يقول لاعبو "البرسيس».

البرسيس

أزمنة لعب البرسيس عديدة وعنها يحدثنا السيد "رمضان": «هناك أزمنة معينة ومحددة يلعب بها البرسيس أكثر من الأزمنة الأخرى، من المؤكد أن البرسيس يلعب في كل الأزمنة، ولكن تبقى أوقات الشتاء وخاصة الليالي الشتائية الطويلة هي الأزمنة المفضلة للاعبين، فالوقت متوفر وباستطاعة اللاعبين اللعب إلى ساعة متأخرة في الليل، وهناك أيضاً أيام السيارين الربيعية، حيث يأخذ المتسيرنون أدوات لعبهم معهم، وخاصة البرسيس بالنسبة للنساء. يلعب البرسيس أيضاً بكثرة أيام شهر رمضان في النهار».

ويضيف عن صناعة البراسيس، قائلاً: «تصنع البراسيس في محلات صنع أدوات التزيين والزخارف المنزلية في أسواق الصناعات الزخرفية في "دمشق"، وفي بعض الأحيان تصنع وتخيط في البيوت، إذ يعتني بها كثيراً وتزخرف بتمهل وذوق، وأحياناً تبيع البيوت للأسواق، أما محلات بيعها في "دمشق" فهي سوق "القيشاني" و"الجمعة" في "الصالحية"، وفي بعض أسواق "باب شرقي" التي تبيع الشرقيات، وللبراسيس التي تباع في البيوت أسعار غالية نظراً لدقة صنعها، والتفنن في زخرفتها».

وعن "البرسيس" اليوم يحدثنا السيد "منذر المصطفى" أحد المعمرين في حي "القصاع": «مازال للعبة البرسيس وهجها وحيويتها رغم دخول الحاكي والرائي عالمنا، ورغم ظروف العمل التي فرضت على المجتمع المدني، ولا ريب أنها استبعدت قليلاً من حياتنا، ولكننا رغم كل هذا ما فتئنا نلعب البرسيس إلى الآن، خاصة في الاحياء المدينية الشعبية أو عند الناس الذين لا زالت علاقاتهم الاجتماعية جيدة، وحسب اعتقادي فإن لعبة البرسيس لن تنتهي من حياتنا».