لم تذهب التجارب التي أجراها المزارع "أحمد محمود السليمان" خلال السنوات العديدة الماضية سدىً، إنما كانت النتيجة استنباط سلالات جديدة من مواد البندورة والفليلفلة والكوسا بمواصفات جديدة ومميزة عن السلالات التقليدية المعروفة في حقول محافظة "درعا" وسورية بشكل عام.

والمزارع "أحمد" وهو ابن قرية "تل شهاب" والذي التقاه موقع eDaraa في الثامن من أيلول 2009، بدأت معه قصة النجاح عندما أبدى عدم رضاه عن طرق الزراعة التقليدية والتي باتت كميات إنتاجها لا تتناسب مع حجم تكاليفها، فابتكر لأجل ذلك أساليب حديثة تهدف إلى إطالة موسم الحصاد، وهنا كان السؤال حول منشأ الفكرة حيث قال: «في البداية مارست الزراعة التقليدية ولاحظت فيما بعد بأن موسم الحصاد بالنسبة للزراعات الأرضية المكشوفة وجميع الخضراوات قصير لا يتجاوز الشهر، ذلك رغم الجهد المبذول طوال العام، حيث إن هذه النباتات محدودة النمو، فكان لابد من وجود منتج يتلاءم مع كافة الظروف الجوية ويناسب ظروف السوق، فقد أجريت تجارب على أكثر من ثلاثين نوعاً من البندورة، منها ما هو محدود النمو ومتوسط وغير محدود النمو، وتبين أن غير المحدودة النمو هي الأفضل بين الأنواع السابقة حيث تعطي مردود إنتاج من (3-5) أشهر وتتحمل مختلف الظروف الجوية، غير أنها تتطلب جهداً ورأس مال كبيرين من 8-10 أضعاف كلفة العمل للأنواع العادية، ومع ذلك فهي تعتبر عملية أكثر من غيرها نظراً لنسبة التلف الكبيرة الذي تتعرض له النباتات المحدودة النمو (مشاكل التربة- تأثير الشمس) ما يقلل حوالي 50% من إنتاج النبات، وبالتالي اختصار الثمن والتكاليف».

لا يقتصر الجديد في تلك الأصناف على الشكل واللون بل تتميز بالطعم والحجم، ولكن مع محافظتها على العناصر الغذائية المكونة لها، وقد أثبتت التجارب بأن جميع المنتجات خالية من الهرمونات والمواد الكيميائية

ويتابع السيد "أحمد" بالقول: «تتنوع الأصناف الجديدة من البندورة ويسمى البعض منها بحسب شكلها أو لونها، فهناك البلحية والكرزية والإجاصية والبندورة السوداء وبندورة المائدة الصفراء والبندورة البرتقالية، نفس الشيء ينطبق على الأصناف الجديدة من نبتتي الفليفلة والكوسا فهناك الكوسا البيضاء القصيرة والصفراء المنفوخة، والبحث الآن جارٍ عن أنواع جديدة غير موجودة في الأسواق المحلية وذلك من خلال التهجين الطبيعي».

عارضاً منتجاته

ويضيف: «لا يقتصر الجديد في تلك الأصناف على الشكل واللون بل تتميز بالطعم والحجم، ولكن مع محافظتها على العناصر الغذائية المكونة لها، وقد أثبتت التجارب بأن جميع المنتجات خالية من الهرمونات والمواد الكيميائية».

لم يكتف السيد "أحمد" بهذا الحد حيث تمكن أيضاً من اكتشاف عدة طرق لعلاج بعض مشاكل النباتات، وبخصوص هذا الموضوع يقول: «من الأمراض التي تعاني منها النباتات هناك نبتة "الهالوك" وهي نبات طفيلي يتغذى على العائلة الباذنجانية، ومنها آخر مستعصٍ وليس له دواء يدعى "الفيوزارية" يصيب "القرعيات" والخضار بشكل عام، بالإضافة إلى ما يعرف بـ"أعفان التربة" التي تحدث بعد الزراعات الثقيلة وكذلك نبتة "النيماتودا"، وهذه الأمراض هي عدوة الأرض والفلاح».

المزارع أحمد محمود السليمان

ويضيف: «حرصت أن تكون المواد المستخدمة مواد عضوية ودون استخدام أي مواد كيماوية، وبعد تجارب استمرت لمدة ثلاثة أعوام نجحت في صناعة إحدى الخلطات التي تقوم بتقوية النبتة حيث أصبح النبات يتغذى على "الهالوك" بدلاً من العكس، كذلك خلطة أخرى تسهم في القضاء على مرض "الفيوزارية"، إلى جانب خلطة تقوم عضوية تقوم بتثبيت العقد والأحمال لمنع تساقط الأزهار عن النباتات».

ويذكر أن المزارع "أحمد" كان قد شارك لعامين متتاليين بمهرجان "بصرى" الدولي بهدف الترويج للأصناف المبتكرة، وهو يقوم بإرسال الكميات المنتجة من تلك الأصناف إلى مدينة "دمشق" ليتم من هناك تصديرها إلى حوالي /20/ دولة عربية وأجنبية.

أشكال ألوان

ويبقى أن نشير للجهات المعنية بضرورة التركيز على هذه الظاهرة واستغلال التجارب الناجحة والنتائج التي توصل إليها هذا المزارع.