تأثرت لهجة أهل "الدير" بالكثير من اللغات التي تقاربت معها بحكم الظروف التي فرضت عليها سواء عن طريق الغزو أو المجاورة أو التبادل التجاري والثقافي، ولعل إمالة الحروف الصعبة أبرز معالم اللهجة الفراتية.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 27/1/2013 السيد "هاني العلي" فتحدث عن لهجة أهل الدير بالقول: «يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن تلك الألفاظ والكلمات دخيلة وليست عربية لكن الحقيقة هي ألفاظ عربية معظمها فصيحة حيث يلفظ سكان "الدير" حروف القاف والذال والثاء نطقاً سليماً دون تحريف، لكن الاختلاف يكمن في طريقة النطق بأصوات الحروف وإمالتها أو التباطؤ بها والتسارع فيها أو إبدال حرف بحرف آخر».

تختلف نبرة الصوت لدى السكان في دير الزور عن باقي المحافظات فنلاحظ النبرة القوية والصوت العالي الخشن

وعن الاختلافات في طريقة النطق عند أهل "دير الزور" عن باقي المحافظات "السورية" يقول الباحث "جلال السناد" في كتابه "المثل الشعبي ودلالاته الاجتماعية": «أولها "الإمالة" وهو الميل الحاصل لمد الحروف الصعبة اللفظ إلى حروف أيسر لفظاً عند النطق، وفي الأغلب تكون إمالة الألف إلى الياء، فيقول العامة هناك "محريث" بدلاً من "محراث"، و"مسبيح، بدلاً من "مسبحة"، و"هيجذ، بدلاً من "هكذا"، و"بيضنجان" بدل من "باذنجان"، وتعود الإمالة إلى قبائل "تغلب" و"بكر" اللتين استوطنتا هذه المنطقة من قبل».

وأضاف "السناد" بالقول: «ثاني تلك الاختلافات هي "التلتلة" وهي كسر حروف المضارعة فيقول العامة "تعرف" "تدري" "تكتب" وتعود إلى قبائل قضاعة، وثالثها "العنعنة" وهي إبدال الهمزة عيناً كأن يقول القائل "سعال" بدلاً من "سؤال" وهذه تكثر في ريف "الدير"».

وبين "السناد" بالقول: «هناك "الكشكشة" وجود صوت شين أي إبدال كاف المؤنثة المخاطبة شيناً معطشة حيث يقولون "خذي كتابجي" بدلا من "خذي كتابك" "اعطاجي" بدلا من "اعطاكي" و"اسمجي" بدلا من "اسمك" وتعود إلى قبائل تغلب وربيعة التي سكنت المنطقة».

وأضاف مدرس اللغة العربية الأستاذ "محمد الحمود" حول تلك الاختلافات بالقول: «هناك "الاستنطاء" وهو جعل العين نوناً فيقولون "انطي" بدل من "اعطي"، و"انطيه" بدلا من "اعطيه"، وتعود إلى "سعد بن بكر" و"قيس وهذيل"، وفي بعض الكلمات يقومون بتسهيل الهمزة في وسط الكلام فيقولون "طبايع" بدلا من طبائع"، و"جرايد بدلا من جرائد"، وهذه تعود إلى لهجة قريش، كما يضيف أهل "الدير" اللام الموصولية التي بمعنى الذي على الأفعال فيقولون "اليدري" و"اليعرف" و"الياكل" وتعود إلى لهجة "تميم"».

ويشير الباحث "جلال السناد" حول القلب المكاني لبعض الحروف والتي قال عنها: «يقلب أهل "الدير" بعض الحروف ويستبدلون مكانها في اللفظ مثل "دحق بدلا من حدق"، كما يبدلون بعض الحروف بمثيلاتها كأن يقولون السين صاداً فيقولون "قصط بدلاً من قسط" و"الصبخة بدل من السبخة"، ويولي "الديريون" تاء الفاعل المتحركة أهمية كبرى في منطقتهم يقولون "أكلت، شربت، كتبت"، وهذا دليل على أن هذه التاء قد حافظت على مكانتها في لهجتهم، كما أن الأسماء الممدودة لا ينطقون بها إلا مقصورة فيقولون "الهوا بدل من الهواء" والدوا بدل الدواء" و"الغطا بدل من الغطاء"».

وأضاف"السناد" بالقول: «هناك من يقوم بالتفخيم لبعض الحروف وذلك عن طريق التغيير في النطق أي التكرار في أحد الحروف بمعنى التجسيم والتغليط "لكاح بدلاً من ألقى"، و"الكاع بدلاً من القاع"، كذلك تخفف العامة المهموز الساكن مثل "بير بدلاً من بئر"، و"سما بدلاً من سماء"».

وعن الظواهر الصوتية التي استساغها أهل "الدير" في عملية التلفظ يقول الأستاذ "أحمد فواز" مدرس لغة عربية: «استخدم أهل "الدير" كلمات في تعاملهم فيقولون "شعملت" بدلاً من "أي شيء عملت"، و"جيبه" بدلاً من جيء به"، و"شكون" بدلاً من "أي شيء يكون"، كما اعتمدت اللهجة "الديرية" على التسكين فلا فتحة ولا ضمة ولا كسرة ولا تنوين فيقولون "سمعت، فهمت، درست"، كما استخدم الأهالي لفظ "أبوي وأخوي" و"يوم" بدلاً من أمي، كما تأثرت اللهجة "الديرية" بالألفاظ التركية ككلمة "قناق" ويعني "بناية"، و"خاشوقة" بدلاً من ملعقة».

وأنهى بالقول: «تختلف نبرة الصوت لدى السكان في دير الزور عن باقي المحافظات فنلاحظ النبرة القوية والصوت العالي الخشن».