أطلق أصحاب الفعاليات الاقتصادية والمحلات التجارية في "ديرالزور " أسماء تبدو غريبة للوهلة الأولى ولكن عند السؤال عنها وجدنا أنها الأسماء القديمة لحاضرة "الفرات" مدينة "ديرالزور" eDeir-alzorتابع موضوع هذه الأسماء الفراتية القديمة من خلال اللقاءات التالية :

السيد" وائل حميدي " أطلق اسم "آزورا الفرات " على موقعه الإلكتروني وعن السبب في ذلك قال:

ياخزر تغلب ماذا بال نسوتكم لا يستفقن إلى الديرين تحنانا

«اسم "آزورا " هو الاسم القديم لمدينة "ديرالزور" وعندما قرأت ذلك في أحد الكتب أحببت الاسم وأردت استعادة ذكرى هذا الاسم من خلال تسمية موقع إلكتروني يعنى بأخبار ونشاطات "ديرالزور"، والحمد لله لقي الاسم كل الإعجاب».

الباحث عباس طبال

وحول أصل تسمية "آزورا" قال: «"آزورا" هو الاسم الذي أطلق على "دير الزور" في العصر الروماني، وكانت مدينة كبيرة على نهر "الفرات" تسمى "زعورا"، ثم أطلق عليها اليونان "آزورا" كما أطلق عليها "شورا" في الألف الثالث قبل الميلاد وكانت جزءاً من دولة زوحي الآرامية».

ولمعرفة الأسماء التي أطلقت على مدينة "ديرالزور" قديما التقى eDeir-alzor الباحث "عباس طبال" وحول أصل التسميات التي أطلقت على "ديرالزور"قال: «تعددت الأسماء التي أطلقت على "دير الزور" حتى استقرت على تسميتها الحالية عام 1864 ومن الأسماء التي أطلقت عليها قديماً "دير الرمان" و"دير الرهبان" و"ازورا"».

وأضاف "طبال": «إن" دير الزور" مؤلفة من كلمتين هي"دير" وهو المكان الذي يسكنه الرهبان المسيحيون و"الزور" هو المكان الموجود على مقربة من نهر "الفرات" وتكثر فيه النباتات الطبيعية كالغرب و الطرفاء على شكل غابة نهرية صغيرة».

وأشار" عباس طبال" أن العلامة "مار اغناطيوس يعقوب الثالث" بطريرك "أنطاكية" وسائر المشرق عضو مجمع اللغة العربية بـ"دمشق" قال في كتابه "البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية": «إن" دير الزور" تحريف للعبارة السريانية "دير زعور" أي الدير الصغير، وذلك لأن حرف العين في اللغة السريانية الشرقية العامية يلفظ أحياناً همزة وأحياناً يختفي كلياً كما حصل في كلمة"دير الزور" كما عرف بالدير الصغير تميزياً له عن الدير الكبير الذي كان بجواره».

وبحسب هذا التفسير يتابع "طبال": «تكون الدير ديرين ديراً صغيراً كان يسمى "دير زعور"، وهو"دير الزور" الآن والدير الكبير كان بجانبه، يرجح أن النهر دمره مع ما دمر من المعالم التي وجدت على شاطئيه، ومنها بقايا سور على الفرع الكبير لنهر الفرات».

وأضاف: «إن "ياقوت الحموي" ذكر في كتاب "البلدان" أن ديراً من الأديرة الواقعة على شاطئ الفرات الأوسط بين" الرقة" و"الخابور" سماه" دير الرمان"، وقال عنه مدينة كبيرة ذات أسواق للبادية بين "الرقة" و"الخابور" تنزلها القوافل القاصدة من "العراق" إلى "الشام" ويمثل "دير الرمان" التل الأثري الذي كانت الدير قائمة عليه قبل اتساعها والمسمى "الدير العتيق" والذي أزيل عام 1968 ووجد فيه آثار رومانية وفاطمية وعباسية».

وحول وجود تسمية "ديرالزور" في الكتب القديمة قال الشاعر "أحمد أبو العلا": «إن اسم "ديرالزور" ورد في العديد من الدواوين الشعرية القديمة، مثل ديوان "الأخطل التغلبي"، وديوان "عمرو بن شاس الأسدي"، وذكر" جرير" الديرين في ثلاث قصائد أولها في قوله يهجو التيم بقوله : «لما ذكرت بالديرين أرقني صوت الدجاج وقرع بالنواقيس». والثانية يذكر الديرين عندما يرثي ابنه "سوادة" الذي مات بالشام بقوله:

«ألا تكن لك بالديرين باكية فرب باكية بالرمل معوال»، والثالثة قالها يهجو"الأخطل التغلبي": «ياخزر تغلب ماذا بال نسوتكم لا يستفقن إلى الديرين تحنانا».

يذكر أن الأسماء والألقاب الجديدة بدأت تطلق على "ديرالزور" في الآونة الأخيرة منها "درة الفرات"، و"عروس الصحراء" و"عروس الفرات"، "لؤلؤة الفرات" "مدينة الجسور" و"مدينة العجاج" و "مدينة المقاهي".